للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والله لو جردت نفسك منهما لأتت ... إليك كل وفود كل تهاني

ومن استعان بالله أعانه الله.

عاشرا: المجاهدة: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:٦٩).

حادي عشر: أحذر أنا، لي، عندي.

يقول ابن القيم: (وليحذر كل الحذر من طغيان أنا ولي وعندي فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلى بها إبليس، وفرعون، وقارون، فأنا خير منه لإبليس، ولي ملك مصر لفرعون، وإنما أوتيته على علم عندي لقارون، وأحسن ما وضعت أنا في قول العبد أنا العبد المذنب المخطئ المستغفر ونحوه، ولي في قوله لي الذنب ولي الجرم ولي المسكنة ولي الفقر والذل وعندي في قوله: أغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي.

ثاني عشر: إذا أعجبت بمدح إخوانك ففكر في ذم أعدائك إياك، فإن لم يكن لك عدو فوالله لا خير فيك فلا منزلة أسقط من منزلة من لا عدو له فليست إلا منزلة من ليس لله عنده نعمة يحسد عليها عافانا الله اياكم - كما يقول ابن حزم رحمه الله-.

ثالث عشر: التدبر والنظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعدهم ففيهما لمن تدبر عظة وذكرى، ثبت عنه صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم وخير من دب على الثرى وهو الأسوة أنه كان يجلس على الأرض. ويأكل على الأرض. ويعتقل الشاة. ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار. ويقول: إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد، ويقف بين يديه رجل يرعد كما ترعد السعفة فيقول: هون عليك فإنما انا إبن إمرأة من قريش كانت تأكل القديد. يمر بالصبيان ويسلم عليهم.

قسم التواضع في الأنام جميعهم ... فذهبت أنت فقدته بزمامه