للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويأتي من بعده كوكبة من أتباعه الذين رباهم صلوات الله وسلامه عليه لينهجوا نهجه ويستنوا بسنته فإذا أنت بخير من دب على الأرض بعد الأنبياء والمرسلين: أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه يبعث وينفذ جيش أسامة ضاربا بكل مثبط عرض الحائط ليخرج في وداعه ما شيا وأسامة راكب يقول أسامة: يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن فيقول: والله لا ركبت ولا نزلت وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة فإن شئت أن تعينني بعمر بن الخطاب فافعل ثم يقولها أخرى: لو يعلم الناس ما أنا فيه أهالوا عليَّ التراب.

عضب العزيمة في المكارم لم يدع ... في يومه شرفا يطالبه غدا

وروى الفاروق:

(أنه لقيه أحد الصحابة وهو يحمل قربة على عاتقه فقال له يا أمير المؤمنين أغناك الله وأرضاك وخولك وأعطاك فما يحملك على ما أنت فيه قال: إن ما تقوله حق لكن لما جائتني الوفود سامعة مطيعة دخلتني نخوة فأردت أن أكسر تلك النخوة في قلبي ثم مال بالقربة إلى حجرة أرملة من النصار فأفرغها في جرارها.

فمن يباري أبا حفص وسيرته ... ومن يحاول لفاروق تشبيها

ثم ينادي عمر يوماً: الصلاة جامعة فلما اجتمع الناس وكثروا قالوا: الأمر خطب عظيم. صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم قال: (أيها الناس لقد رأيتني وأنا أرعى غنيمات لخالات لي من بني مخزوم على قبضة من تمر أو قبضة من زبيب فأظل يومي وأي يوم وأستغفر الله لي ولكم ثم نزل من على المنبر فقال ابن عوف رضي الله عنه: ويحك يا أمير المؤمنين ما زدت على أن قمئت نفسك وعبتها أمام الرعية فقال: ويحك يابن عوف لقد خلوت بنفسي فحدثتني وقالت: أنت أمير المؤمنين من ذا أفضل منك فأردت أن أذلها وأعرفها قدرها).

كذلك أخلاقه كانت وما عهدت ... بعد أبي بكر أخلاق تحاكيها

لعل في أمة الإسلام نابتة ... تجلو لحاضرها مرآة ما ضيها