فأعلنها صراحة أمامهم هذه العزة التي دخلت قلبه فأورثته هذه الصراحة وهذه الجرأة على الكفرة إعلان المبادئ قال وساروا إليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم قال وقد تعب وأرهق فقعد وقاموا على رأسه وهو يقول افعلوا ما بدا لكم فأحلف أن لو كنا ثلاث مائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا قال فبينما هم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش وهو [العاص بن وائل] فصرفهم عنه وإلا كانوا قتلوه لما أسلم عمر أعز الله به المسلمين وأذل الله به المشركين وطاف المسلمون حول الكعبة لما أسلم عمر علانية جماعة لما أسلم عمر فأعز الله به الدين أراد الله بعمر خيرا ففقهه في دينه وعلمه وهو العليم سبحانه وتعالى حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في علم عمر وفقهه وفضله أحاديث جمعها العلماء فمن ذلك أربعة ساقها [الزهري] في نسق واحد قد وردت في سياقات صحيحة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رأيت لعمر أربعة رؤيا رأيت كأني أوتيت بإناء فيه لبن فشربته حتى رأيت الري يخرج من أناملي ثم ناولت فضلي ما بقي في الإناء عمر قالوا يا رسول الله فما أولتها قال العلم ورأيت كأن أمتي عليهم القمص إلي الثدي وإلى الركب وإلى الكعب كل بحسب علمه وإيمانه ومر عمر يسحب قميصا سابغا من طوله قالوا يا رسول الله ما أولت ذلك قال الدين قال ودخلت الجنة فرأيت فيها قصرا أو دارا فقلت لمن هذا قالوا لرجل من قريش فرجوت أن أكون أنا هو فقيل لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخل فذكرت غيرتك يا أبا حفص فبكى عمر وقال يا رسول الله أويغار عليك ورأيت كأني وردت بئرا فورده [ابن أبي قحافة] فنزع ذنوبا أو ذنوبين ونزعه فيه ضعف والله يغفر له ثم وردها عمر فاستحالت الدلو في يده غربا فاستقى فأروى الظمأة وضرب الناس بعطن فلم أرى أحدا من الناس أو قال عبقريا يفري فريه"