قال العلماء هذا تأويل خلافة الشيخين فإن [أبا بكر] استخلف سنة أو سنتين فكانت خلافته قصيرة وكان منشغلا عن الفتوحات بحروب الردة فلما جاء عمر صارت خلافته أطول ففتح الله في عهده من الفتوحات وأدخل الله من الناس في عهده في الإسلام ما لا يحصى من الخلق كثرة فنشر العدل في تلكم البلاد بعد أن أسس [الصديق] قاعدتها فأعاد القاعدة وأبلى بلاء حسنا فمهد الطريق لعمر فجاء عمر فولى الولاة وفتح الفتوحات وأتى للمسلمين بالخير من عند الله وقال النبي عليه الصلاة والسلام إن الله عز وجل جعل الحق على قلب عمر ولسانه هذا الهادي المهدي الذي علمه الله وهداه وبالعلم يهتدي الإنسان للحق والصواب فلابد من الاعتناء بالعلم والبحث عنه يا أيها المسلمون وإن فى اكتساب العلم هدى وإن العلم يهدي صاحبه في الظلمات ويكشف له عندما يحتار ويوقظه من المحرمات ويجنبه الشبهات هذا العلم فتعلموا هذا الدين يهديكم به الله فلما جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه وافق ربه في آيات نزلت من القرآن على ما قال عمر كما قال فيما ثبت في الصحيحين وافقت ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى نصلي وراءه نصلي عنده فنزلت (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) وقلت يا رسول الله يدخل على نسائك البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة حصل منهن كلام اشتدت وطأته على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يقول عمر فقلت وهو يعظ أمهات المؤمنين وينذرهن فقلت عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك تأملوا يا عباد الله آية تنزل على كلام عمر يلهم الله عمر أن يقول كلاما فتنزل الآية بألفاظ عمر تنزل الآية بألفاظ عمر وتصبح قرأنا يتلى إلى يوم القيامة