للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يصدع ولكني أسقيكم فلم ينكروا فجعلت أصرف لهم (٤٣٣) وأترع لهم الكأس فيشربون ولا يدرون حتى ناموا سكراً فوثبت وقتلتهم جميعاً وأخذت ما معهم فقدمت على النبي فأجده جالساً في المسجد مع أصحابه وعلي ثياب سفري فسلمت فعرفني أبو بكر فقال النبي الحمد لله الذي هداك للإسلام قال أبو بكر: أمن مصر أقبلتم؟ قلت: نعم قال ما فعل المالكيون؟ قلت: قتلتهم وأخذت أسلابهم وجئت بها إلى رسول الله ليخمسها فقال النبي : "أما إسلامك فنقبله ولا آخذ من أموالهم شيئاً لأن هذا غدر ولا خير في الغدر". فأخذني ما قرب وما بعد وقلت: إنما قتلتهم وأنا على دين قومي ثم أسلمت الساعة قال: "فإن الإسلام يجب ما كان قبله ".

وكان قتل منهم ثلاثة عشر فبلغ ثقيفاً بالطائف فتداعوا للقتال ثم اصطلحوا على أن يحمل عني عروة بن مسعود ثلاث عشرة دية. وأقمت مع النبي حتى اعتمر عمرة الحديبية فكانت أول سفرة خرجت معه فيها وكنت أكون مع الصديق وألزم رسول الله فيمن يلزمه.

قال وبعثت قريش عام الحديبية عروة بن مسعود إلى رسول الله ليكلمه فأتاه فكلمه وجعل يمس لحيته وأنا قائم على رأس رسول الله مقنع في الحديد فقال المغيرة لعروة: كف يدك قبل أن لاتصل إليك فقال: من ذا يا محمد؟ ما أفظه وأغلظه قال: ابن أخيك فقال: يا غدر والله ما غسلت عني سوءتك إلا بالأمس (٤٣٤).

ابن إسحاق عن عامر بن وهب قال: خرج المغيرة في ستة من بني مالك إلى مصر تجاراً حتى إذا كانوا ببزاق (٤٣٥) عدا عليهم فذبحهم واستاق العير وأسلم.

هشيم: حدثنا مجالد عن الشعبي عن المغيرة قال: أنا آخر الناس عهداً برسول الله لما دفن خرج علي بن أبي طالب من القبر فألقيت خاتمي فقلت: يا أبا الحسن خاتمي! قال انزل فخذه قال فمسحت يدي على الكفن ثم خرجت. ورواه محاضر عن عاصم الأحول عن الشعبي.


(٤٣٣) أصْرفُ لهم: أي يسقيهم الخمر صِرفًا من غير مزج بالماء.
(٤٣٤) ضعيف جدًا: في إسناده الواقدي، وهو متروك كما ذكرنا ذلك مرارًا. وجملة: "الإسلام يجبُّ ما قبله" حديث صحيح أخرجه أحمد (٤/ ١٩٩ و ٢٠٤ و ٢٠٥)، ومسلم (١٢١) من حديث عمرو بن العاص.
(٤٣٥) بُزاق: موضع قريب من مكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>