قال الواقدي: حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده قال علي لما ألقى المغيرة خاتمه: لا يتحدث الناس أنك نزلت في قبر نبي الله ولا يتحدثون أن خاتمك في قبره ونزل علي فناوله إياه. حسين بن حفص عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر استعمل المغيرة بن شعبة على البحرين فكرهوه فعزله عمر فخافوا أن يرده. فقال دهقانهم: إن فعلتم ما آمركم لم يرده علينا قالوا: مرنا قال: تجمعون مئة ألف حتى أذهب بها إلى عمر فأقول إن المغيرة اختان هذا فدفعه إلي قال فجمعوا له مئة ألف وأتى عمر فقال ذلك فدعا المغيرة فسأله قال كذب أصلحك الله إنما كانت مئتي ألف: قال فما حملك على هذا؟ قال: العيال والحاجة فقال عمر للعلج: ما تقول؟ قال: لا والله لأصدقنك ما دفع إلي قليلاً ولا كثيراً. فقال عمر للمغيرة: ما أردت إلى هذا؟ قال الخبيث كذب علي فأحببت أن أخزيه.
سلمة بن بلال عن أبي رجاء العطاردي قال: كان فتح الأبلة (٤٣٦) على يد عتبة بن غزوان فلما خرج إلى عمر قال للمغيرة بن شعبة صل بالناس فلما هلك عتبة كتب عمر إلى المغيرة بإمرة البصرة فبقي عليها ثلاث سنين.
عبد الوهاب بن عطاء: أخبرنا سعيد عن قتادة أن أبا بكرة ونافع بن الحارث وشبل بن معبد شهدوا على المغيرة أنهم رأوه يولجه ويخرجه وكان زياد رابعهم وهو الذي أفسد عليهم فأما الثلاثة فشهدوا فقال أبو بكرة: والله لكأني بأير جدري في فخذها. فقال عمر حين رأى زياداً: إني لأرى غلاماً لسناً لا يقول إلا حقاً ولم يكن ليكتمني فقال لم أر ما قالوا لكني رأيت ريبة وسمعت نفساً عالياً فجلدهم عمر وخلاه وهو زياد بن أبيه.
ذكر القصة سيف بن عمر وأبو حذيفة النجاري مطولة بلا سند. وقال أبو عتاب الدلال: حدثنا أبو كعب صاحب الحرير عن عبد العزيز بن أبي بكرة قال: كنا جلوساً وأبو بكرة وأخوه نافع وشبل فجاء المغيرة فسلم على أبي بكرة فقال: أيها الأمير! ما أخرجك من دار الإمارة؟ قال أتحدث إليكم. قال بل تبعث إلى من تشاء ثم دخل فأتى باب أم جميل العشية فدخل فقال أبو بكرة ليس على هذا صبر وقال لغلام ارتق غرفتي فانظر من الكوة فانطلق فنظر وجاء فقال وجدتهما في لحاف
(٤٣٦) الأُبلَّة: بلدة على شاطئ دجلة قريبة من البصرة.