للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بنسبك أما إن بيني وبين سعد خلة سيد أهل يثرب فابتاع منه خمس جزائر كل جزور بوسق من تمر وأشهد له نفراً فقال عمر لا أشهد هذا يدين ولا مال له إنما المال لأبيه. فقال الجهني: والله ما كان سعد ليخني بابنه (٥٣٨) في شقة من تمر وأرى وجهاً حسناً فنحرها لهم في ثلاثة مواطن فلما كان في اليوم الرابع نهاه أميره وقال: تريد أن تخرب ذمتك ولا مال لك.

قال: فحدثني محمد بن يحيى بن سهل عن أبيه عن رافع بن خديج قال بلغ سعداً ما أصاب القوم من المجاعة فقال إن يك قيس كما أعرف فسوف ينحر للقوم فلما قدم قص على أبيه وكيف منعوه آخر شيء من النحر فكتب له أربع حوائط (٥٣٩) أدنى حائط منها يجد خمسين وسقاً فقيل إن النبي لما بلغه قال: "أما إنه في بيت جود ".

أبو عاصم: حدثنا جويرية قال: كان قيس يستدين ويطعم فقال أبو بكر وعمر: إن تركنا هذا الفتى أهلك مال أبيه فمشيا في الناس فقام سعد عند النبي وقال: من يعذرني من ابن أبي قحافة وابن الخطاب يبخلان علي ابني.

وقيل: وقفت على قيس عجوز فقالت أشكو إليك قلة الجرذان فقال ما أحسن هذه الكناية املؤوا بيتها خبزاً ولحماً وسمناً وتمراً.

مالك: عن يحيى بن سعيد قال: كان قيس بن سعد يطعم الناس في أسفاره مع النبي وكان إذا نفد ما معه تدين وكان ينادي في كل يوم هلموا إلى اللحم والثريد.

قال ابن سيرين: كان سعد ينادي على أطمه (٥٤٠): من أحب شحماً ولحماً فليأت ثم أدركت ابنه مثل ذلك.

وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: باع قيس بن سعد مالاً من معاوية بتسعين ألفاً فأمر من نادى في المدينة من أراد القرض فليأت. فأقرض أربعين ألفاً وأجاز بالباقي وكتب على من أقرضه فمرض مرضاً قل عواده فقال لزوجته قريبة أخت الصديق: لم قل عوادي؟ قالت للدين فأرسل إلى كل رجل بصكه وقال: اللهم ارزقني مالاً وفعالاً فإنه لا تصلح الفعال إلا بالمال.


(٥٣٨) ليخنى بابنه: أي يُسلمه ويخفر ذمته.
(٥٣٩) الحوائط: جمع حائط وهو البستان من النخيل إذا كان عليه حائط.
(٥٤٠) الأطم: البناء المرتفع القوى، وجمعه أطام.

<<  <  ج: ص:  >  >>