للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اثْنَتَيْنِ أَبَوَاهُ -بَلْ وَسَنَةَ إِحْدَى- بِالمَدِيْنَةِ، وَشَهِدَ أَبُوْهُ بَدْراً، فأنَّى يَكُوْنُ مَوْلِدُهُ فِي الحَبَشَةِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ؟ بَلْ وُلِدَ قَبْلَ ذَلِكَ بِكَثِيْرٍ.

وَقَدْ علَّمه النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِذْ صَارَ رَبِيْبَهُ أَدَبَ الأَكْلِ، وَقَالَ: "يَا بُنَيَّ! ادْنُ، وَسَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِيْنِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيْكَ" ١. وَحَفِظَ ذَلِكَ وَغَيْرَهُ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم.

وحدَّث أَيْضاً عَنْ أُمِّهِ.

رَوَى عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَوَهْبُ بنُ كَيْسَانَ، وَقُدَامَةُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَأَبُو وَجْزَةَ يَزِيْدُ بنُ عُبَيْدٍ السَّعْدِيُّ، وَابْنُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُم.

وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَمَّهُ مِنَ الرَّضَاعِ.

وَرُوِيَ عَنِ: ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: عُمَرُ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ.

وَقِيْلَ: طَلَبَ عَلِيٌّ مِنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنْ تَسِيرَ مَعَهُ نَوْبَةَ الجَمَلِ، فَبَعَثَتْ مَعَهُ ابْنَهَا عُمَرَ, وَطَالَ عُمُرُهُ، وَصَارَ شَيْخَ بَنِي مَخْزُوْمٍ.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ.

وَنَقَلَ ابْنُ الأَثِيْرِ أنَّ مَوْتَهُ كان في سنة ثلاث وثمانين.


١ صحيح: أخرجه البخاري "٥٣٧٦"، ومسلم "٢٠٢٢"، وأبو داود "٣٧٨٧"، والترمذي "١٨٥٨"، وأحمد "٤/ ٢٦-٢٧" من حديث عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلامًا فِي حَجْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فَقَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك" فما زالت تلك طعمتي بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>