عن وهب الأحمق إذا تكلم فضحه حمقه وإذا سكت فضحه عيه وإذا عمل أفسد وإذا ترك أضاع لا علمه يعينه ولا علم غيره ينفعه تود أمه أنها ثكلته وامرأته لو عدمته ويتمنى جاره منه الوحدة ويجد جليسه منه الوحشة.
علي بن المديني حدثنا هشام بن يوسف أخبرني داود بن قيس قال كان لي صديق يقال له أبو شمر ذو خولان فخرجت من صنعاء أريد قريته فلما دنوت منها وجدت كتاباً مختوماً إلى أبي شمر فجئته فوجدته مهموماً حزيناً فسألته عن ذلك فقال قدم رسول من صنعاء فذكر أن أصدقاء لي كتبوا لي كتاباً فضيعه الرسول قلت فهذا الكتاب فقال الحمد لله ففضه فقرأه فقلت أقرئنيه فقال أني لأستحدث سنك قلت فما فيه قال ضرب الرقاب قلت لعله كتبه إليك ناس حرورية في زكاة مالك قال من أين تعرفهم قلت إني وأصحاباً لي نجالس وهب بن منبه فيقول لنا احذروا أيها الأحداث الأغمار هؤلاء الحروراء لا يدخلونكم في رأيهم المخالف فإنهم عرة لهذه الأمة فدفع إلي الكتاب فقرأته فإذا فيه سلام عليك فإنا نحمد إليك الله ونوصيك بتقواه فإن دين الله رشد وهدى وإن دين الله طاعة الله ومخالفة من خالف سنة نبيه فإذا جاءك كتابنا فانظر أن تؤدي إن شاء الله ما افترض الله عليك من حقه تستحق بذلك ولاية الله وولاية أوليائه والسلام.
قلت له فإني أنهاك عنهم فكيف أتبع قولك وأترك قول من هو أقدم منك قلت فتحب أن أدخلك على وهب حتى تسمع قوله قال نعم فنزلنا إلى صنعاء فأدخلته على وهب ومسعود بن عوف وال على اليمن من قبل عروة بن محمد فوجدنا عند وهب نفراً فقال لي بعض النفر من هذا الشيخ قلت له حاجة فقام القوم فقال وهب ما حاجتك يا ذا خولان فهرج وجبن فقال لي وهب عبر عنه قلت إنه من أهل القرآن والصلاح والله أعلم بسريرته فأخبرني أنه عرض له نفر من أهل حروراء فقالوا له زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لا تجزئ عنك لأنهم لا يضعونها في مواضعها فأدها إلينا ورأيت يا أبا عبد الله أن كلامك أشفى له من كلامي فقال يا ذا خولان أتريد أن تكون بعد الكبر حرورياً تشهد على من هو خير منك بالضلالة فماذا أنت قائل لله غداً حين يقفك الله ومن شهدت عليه فالله يشهد له بالإيمان وأنت تشهد عليه بالكفر والله يشهد له بالهدى وأنت تشهد عليه بالضلالة فأين تقع إذا خالف رأيك أمر الله وشهادتك شهادة الله أخبرني يا ذا خولان ماذا يقولون لك فتكلم عند ذلك وقال لوهب إنهم يأمرونني أن لا أتصدق إلا على من يرى رأيهم ولا أستغفر إلا له فقال صدقت هذه محنتهم الكاذبة