للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال زيد بن أبي الزرقاء: كان سفيان يقول لأصحاب الحديث: تقدموا يا معشر الضعفاء.

وقال يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول لرجل: ادن مني، لو كنت غنيًا ما أدنيتك.

وقال محمد بن عبد الوهاب: ما رأيت الأمير والغني أذل منه في مجلس سفيان.

قال ابن مهدي: يزعمون أن سفيان كان يشرب النبيذ. أشهد لقد وصف له دواءً فقلت: نأتيك بنبيذ? فقال: لا ائتني بعسل وماء.

قال خلف بن تميم: رأيت الثوري بمكة، وقد كثروا عليه فقال: إنا لله أخاف أن يكون الله قد ضيع هذه الأمة حيث احتاج الناس إلى مثلي.

وسمعته يقول: لولا أن أستذل لسكنت بين قوم لا يعرفوني.

ونقل غير واحد أن سفيان كان مستكينًا في لباسه عليه ثياب رثة.

قال أحمد بن عبد الله العجلي: آجر سفيان نفسه من جمال إلى مكة فأمروه يعمل لهم خبزة فلم تجئ جيدة فضربه الجمال فلما قدموا مكة دخل الجمال فإذا سفيان قد اجتمع حوله الناس. فسأل? فقالوا: هذا سفيان الثوري فلما انفض عنه الناس تقدم الجمال إليه، وقال: لم نعرفك يا أبا عبد الله. قال: من يفسد طعام الناس يصيبه أكثر من ذلك.

قلت: هذه حكاية مرسلة، وكيف اختفى طول الطريق أمر سفيان فلعلها في أيام شبابه.

وروى يحيى بن يمان عن سفيان: اصحب من شئت ثم أغضبه ثم دس إليه من يسأله عنك.

وقال قبيصة عن سفيان: كثرة الإخوان من سخافة الدين.

وعن سفيان: أقل من معرفة الناس تقل غيبتك.

قال قبيصة: كان سفيان إذا نظرت إليه كأنه راهب فإذا أخذ في الحديث أنكرته.

قلت: قد كان لحق سفيان خوف مزعج إلى الغاية. قال ابن مهدي: كنا نكون عنده فكأنما، وقف للحساب، وسمعه عثام بن علي يقول: لقد خفت الله خوفًا عجبًا لي كيف لا أموت? ولكن لي أجل، وددت أنه خفف عني من الخوف أخاف أن يذهب عقلي.

وقال حماد بن دليل: سمعت الثوري يقول: إني لأسأل الله أن يذهب عني من خوفه.

وقال ابن مهدي: كنت أرمق سفيان في الليلة بعد الليلة ينهض مرعوبًا ينادي: النار النار شغلني ذكر النار عن النوم، والشهوات.

<<  <  ج: ص:  >  >>