للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو نعيم: كان سفيان إذا ذكر الموت، لم ينتفع به أيامًا.

وقال يوسف بن أسباط: كان سفيان يبول الدم من طول حزنه وفكرته.

قال عبد الرزاق: لما قدم سفيان علينا طبخت له قدر سكباج (١) فأكل ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل ثم قال: يا عبد الرزاق اعلف الحمار، وكده. ثم قام يصلي حتى الصباح.

وقال أحمد بن يونس: حدثنا علي بن الفضيل: رأيت الثوري ساجدًا فطفت سبعة أسابيع قبل أن يرفع رأسه.

وعن مؤمل بن إسماعيل قال: أقام سفيان بمكة سنة فما فتر من العبادة سوى من بعد العصر إلى المغرب كان يجلس مع أصحاب الحديث، وذلك عبادة.

وعن ابن مهدي: كنت لا أستطيع سماع قراءة سفيان من كثرة بكائه.

وقال مؤمل: دخلت على سفيان، وهو يأكل طباهج (٢) ببيض فكلمته في ذلك فقال: لم آمركم أن لا تأكلوا طيبًا اكتسبوا طيبًا وكلوا.

وقال أحمد بن يونس: أكلت عند سفيان خشكنانج، فقال: هذا أهدي لنا.، وقال عبد الرزاق: أكل سفيان مرة تمرًا بزبد ثم قام يصلي حتى زالت الشمس.

وقيل: إنه سار إلى اليمن بأربعة آلاف مضاربةً، فأنفق الربح.

وعن يحيى بن المتوكل، قال سفيان: إذا أثنى على الرجل جيرانه أجمعون فهو رجل سوء لأنه ربما رآهم يعصون، فلا ينكر، ويلقاهم ببشر.

وقال فضيل، عن سفيان: إذا رأيت الرجل محببًا إلى جيرانه فأعلم أنه مداهن.

وقال يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية: ما رأيت أحدًا أصفق وجهًا في ذات الله من سفيان.

وعن سفيان قال: إن هؤلاء الملوك قد تركوا لكم الآخرة فاتركوا لهم الدنيا.

قال عبد الرزاق: سمعت الثوري يقول لوهيب: ورب هذه البنية إني لأحب الموت.


(١) السكباج: لحم يطبخ بخل.
(٢) الطباهج: اللحم المشرح.

<<  <  ج: ص:  >  >>