قال خليفة بن خياط، وإسماعيل بن أبي أويس: ذو أصبح من حمير.
وروي عن ابن إسحاق أنه زعم أن مالكًا وآله موالي بني تيم، فأخطأ، وكان ذلك أقوى سبب في تكذيب الإمام مالك له، وطعنه عليه.
وقد كان مالك إمامًا في نقد الرجال، حافظًا، مجودًا، متقنًا.
قال بشر بن عمر الزهراني: سألت مالكًا عن رجل، فقال: هل رأيته في كتبي? قلت: لا. قال: لو كان ثقة، لرأيته في كتبي.
فهذا القول يعطيك بأنه لا يروي إلا عمن هو عنده ثقة، ولا يلزم من ذلك أنه يروي عن كل الثقات، ثم لا يلزم مما قال أن كل من روى عنه -وهو عنده ثقة- أن يكون ثقة عند باقي الحفاظ، فقد يخفى عليه من حال شيخه ما يظهر لغيره، إلا أنه بكل حال كثير التحري في نقد الرجال ﵀.
ابن البرقي: حدثنا عثمان بن كنانة، عن مالك، قال: ربما جلس إلينا الشيخ، فيحدث جل نهاره، ما نأخذ عنه حديثًا واحدًا، وما بنا أن نتهمه، ولكن لم يكن من أهل الحديث.
إسماعيل القاضي: حدثنا عتيق بن يعقوب، سمعت مالكًا يقول: حدثنا بن شهاب ببضعة وأربعين حديثًا، ثم قال: أعدها عليَّ، فأعدت عليه منها أربعين حديثًا.
وقال نصر بن علي: حدثنا حسين بن عروة، عن مالك، قال: قدم علينا الزهري، فأتيناه ومعنا ربيعة، فحدثنا بنيف وأربعين حديثًا، ثم أتيناه من الغد، فقال: انظروا كتابًا حتى أحدثكم منه، أرأيتم ما حدثتكم به أمس، أيش في أيديكم منه? فقال ربيعة: ههنا من يرد عليك ما حدثت به أمس. قال: ومن هو? قال: ابن أبي عامر. قال: هات. فسرد له أربعين حديثًا منها. فقال الزهري: ما كنت أرى أنه بقي من يحفظ هذا غيري.
قال البخاري عن علي بن عبد الله: لمالك نحو من ألف حديث.
قلت: أراد ما اشتهر له في "الموطأ" وغيره، وإلا فعنده شيء كثير، ما كان يفعل أن يرويه.
وروى علي بن المديني، عن سفيان، قال: رحم الله مالكًا، ما كان أشد انتقاده للرجال.
ابن أبي خيثمة: حدثنا ابن معين، قال ابن عيينة: ما نحن عند مالك، إنما كنا نتبع آثار مالك، وننظر الشيخ، إن كان كتب عنه مالك، كتبنا عنه.
وروى طاهر بن خالد الأيلي، عن أبيه، عن ابن عيينة، قال: كان مالك لا يُبَلِّغ من