للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتسعين ومائة، فهذا منكر من القول، ولا يصح، ولا هو بمستقيم، فإن يحيى القطان مات في صفر، سنة ثمان وتسعين، مع قدوم الوفد من الحج، فمن الذي أخبره باختلاط سفيان، ومتى لحق أن يقول هذا القول، وقد بلغت التراقي?

وسفيان حجة مطلقًا، وحديثه في جميع دواوين الإسلام، ووقع لي كثير من عواليه، بل وعند عبد الرحمن سبط الحافظ السلفي من عواليه جملة صالحة، منها "جزء ابن عيينة"، رواية المروزي عنه، وفي "جزء علي ابن حرب"، رواية العبادان، وجزآن لعلي بن حرب، رواية نافلته أبي جعفر محمد بن يحيى بن عمر الطائي، وفي "الثقفيات"، وغير ذلك. وقد جمع عوالي ابن عيينة: أبو عبد الله بن مندة، وأبو عبد الله الحاكم، وبعدهما أبو إسحاق الحبال.

وكان سفيان صاحب سنة واتباع.

قال الحافظ بن أبي حاتم: حدثنا محمد بن الفضل بن موسى، حدثنا محمد بن منصور الجواز، قال: رأيت سفيان بن عينة سأله رجل: ما تقول في القرآن? قال: كلام الله، منه خرج، وإليه يعود.

وقال محمد بن إسحاق الصاغاني: حدثنا لُوَين، قال: قيل لابن عيينة: هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية? قال: حق على ما سمعناها ممن نثق به ونرضاه.

وقال أحمد بن إبراهيم الدَّورقي: حدثني أحمد بن نصر، قال: سألت ابن عيينة، وجعلت ألح عليه، فقال: دعني أتنفس. فقلت: كيف حديث عبد الله عن النبي : "إن الله يحمل السماوات على إصبع" (١).

وحديث: "إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن" (٢).


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٤٨١١"، ومسلم "٢٧٨٦"، والترمذي "٣٢٣٨"، من طريق عبيدة السلماني، عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر إلى النبي فقال: يا محمد أويا أبا القاسم إن الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، ثم يهزهن: فيقول أنا الملك أنا الملك فضحك رسول الله تعجبا مما قال الحبر تصديقا له. ثم قرأ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: ٦٧]، واللفظ لمسلم.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم "٢٢٥٤" من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا وتمامه: "إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد، يصرفها حيث شاء" ثم قال رسول الله : "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك".

<<  <  ج: ص:  >  >>