للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الفلاس: ما سمعت وكيعًا ذاكرًا أحدًا بسوء قط.

قلت: مع إمامته، كلامه نزر جدًّا في الرجال.

قال أحمد بن أبي الحواري، عن وكيع: ما أخذت حديثًا قط عرضًا. فذكرت هذا لابن معين، فقال: وكيع عندنا ثبت.

قال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير: وكيع عن الثوري غاية الإسناد، ليس بعده شيء، ما أعدل بوكيع أحدًا. فقيل له: فأبو معاوية? فنفر من ذلك.

قلت: أصح إسناد بالعراق وغيرها: أحمد بن حنبل، عن وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي وفي "المسند" بهذا السند عدة متون.

قال عبد الله بن هاشم: خرج علينا وكيع يومًا، فقال: أي الإسنادين أحب إليكم: الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، أو: سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الله? فقلنا: الأعمش، فإنه أعلى. فقال: بل الثاني، فإنه فقيه، عن فقيه، عن فقيه، عن فقيه، والآخر شيخ، عن شيخ، وحديث يتداوله الفقهاء، خير من حديث يتداوله الشيوخ.

نوح بن حبيب، حدثنا وكيع، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حضرت موت سفيان، فكان عامة كلامه: ما أشد الموت! قال نوح: فأتيت عبد الرحمن، فقلت له: حدثنا عنك وكيع، فكان متكئًا، فقعد، وقال: أنا حدثت أبا سفيان، جزاه الله خيرًا ومن مثل أبي سفيان?! وما يقال لمثل أبي سفيان?!

وقيل: إن وكيعًا وصل إنسانًا مرة بصرة دنانير؛ لكونه كتب من محبرة ذلك الإنسان، وقال: اعذر، فلا أملك غيرها.

علي بن خَشْرَم: سمعت وكيعًا يقول: لا يكمل الرجل حتى يكتب عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه.

وعن مليح بن وكيع، قال: لما نزل بأبي الموت، أخرج يديه، فقال: يا بني! ترى يدي ما ضربت بهما شيئًا قط. قال مليح: فحدثت بهذا داود بن يحيى بن يمان، فقال: رأيت رسول الله في النوم، فقلت: يا رسول الله! من الأبدال? قال: الذين لا يضربون بأيديهم شيئًا، وإن وكيعًا منهم.

قلت: بل الذي يضرب بيده في سبيل الله أشرف وأفضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>