للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في سنة خمس وتسعين، ومائة فولى أبا مسهر قضاء دمشق كرها ثم إنه تنحى عن القضاء لما خلع أبو العميطر.

قال محمد بن عوف الطائي: سمعت أبا مسهر يقول: قال لي سعيد بن عبد العزيز ما شبهتك في الحفظ إلَّا بجدك أبي ذرامة ما كان يسمع شيئًا إلَّا حفظه.

وقال أبو الجماهير محمد بن عثمان: ما رأيت بالشام مثل أبي مسهر.

قال العباس بن الوليد البيروتي: سمعت أبا مسهر يقول: لقد حرصت على علم الأوزاعي حتى كتبت عن ابن سماعة ثلاثة عشر كتابًا. حتى لقيت أباك الوليد فوجدت عنده علما لم يكن عند القوم.

قال ابن زنجويه: سمعت أبا مسهر يقول: عرامة الصبي في صغره زيادة في عقله في كبره.

قال ابن ديزيل: سمعت أبا مسهر ينشد:

هبك عمرت مثل ما عاش نوح … ثم لاقيت كل ذاك يسارا

هل من الموت لا أبا لك يد … أي حي إلى سوى الموت صارا

مبدأ محنة الإمام أبي مسهر:

قال علي بن عثمان النفيلي: كنا على باب أبي مسهر جماعة من أصحاب الحديث فمرض فعدناه، وقلنا: كيف أصبحت؟ قال: في عافية راضيًا عن الله ساخطًا على ذي القرنين كيف لم يجعل سدًا بيننا، وبين أهل العراق كما جعله بين أهل خراسان، وبين يأجوج ومأجوج فما كان بعد هذا إلَّا يسيرًا حتى وافى المأمون دمشق، ونزل بدير مران، وبنى القبة فوق الجبل فكان بالليل يأمر بجمر عظيم فيوقد، ويجعل في طسوت كبار تدلى من عند القبيبة بسلاسل، وحبال فتضيء لها الغوطة فيبصرها بالليل.

وكان لأبي مسهر حلقة في الجامع بين العشاءين عند حائط الشرقي فبينا هو ليلة إذ قد دخل الجامع ضوء عظيم فقال أبو مسهر: ما هذا؟ قالوا: النار التي تدلي من الجبل لأمير المؤمنين حتى تضيء له الغوطة فقال: ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾ [الشعراء: ١٢٨، ١٢٩] وكان في الحلقة صاحب خبر للمأمون فرفع ذلك إلى المأمون فحقدها عليه، وكان قد بلغه أيضًا أنه كان على قضاء أبي العميطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>