للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث آخر أنكر على نعيم بن حماد، فقال: حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير، سمع عمرو بن العاص يقول: "لا تنقضي الدنيا حتى يملكها رجل من قحطان" (١). فقال معاوية: ما هذا؟ سمعت رسول الله يقول: "لا يزال هذا الأمر في قريش لا يناوئهم فيه أحد إلا أكبه الله على وجهه" (٢). ورواه شعبة عن الزهري، فقال: كان محمد بن جبير يحدث عن معاوية عن النبي في الأمراء، فقال صالح جزرة، والزهري: إذا قال: كان فلان يحدث، فليس هو بسماع. ثم قال: وقد رواه نعيم عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري قال: وليس لهذا الحديث أصل، ولا يعرف من حديث ابن المبارك. قال: ولا أدري من أين جاء به نعيم؟ وكان يحدث من حفظه، وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها، سمعت ابن معين سئل عنه، فقال: ليس في الحديث بشيء، ولكنه صاحب سنة.

قلت: خبر الأمراء غريب، منكر، والأمر اليوم ليس في قريش، والنبي لا يقول إلا حقًّا، فإن كان المراد بالحديث الأمر لا الخبر، فلعل، والحديث فله أصل من حديث الزهري، ولعل نعيمًا حفظه عن ابن المبارك.

وحدث نعيم بن حماد، عن ابن المبارك أيضًا، عن معمر، عن الزهري، عن أنس: أن رسول الله كان إذا جاء شهر رمضان، قال: "قد جاءكم شهر مطهر … " (٣)، الحديث. قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في ترجمة نعيم -وجودها كعادته- هذا رواه أصحاب الزهري، عن الزهري، عن ابن أبي أنس، عن أبيه، عن أبي هريرة.

قلت: فهذا غلط نعيم في إسناده.

وتفرد نعيم بذاك الخبر المنكر: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعًا: "إنكم في زمان من ترك فيه عشر ما أمر به فقد هلك وسيأتي على أمتي زمان من عمل بعشر ما أمر به فقد نجا" (٤)، فهذا ما أدري من أين أتى به نعيم! وقد


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٧١١٧".
(٢) صحيح: أخرجه البخاري "٧١٣٩".
(٣) يأتي بتمامه في آخر هذه الترجمة.
(٤) ضعيف: أخرجه الترمذي "٢٢٦٧"، وابن عدي في "الكامل" "٧/ ١٨"، ومن طريق نعيم بن حماد، حدثنا سفيان بن عيينة، به.
قلت: إسناده ضعيف، آفته نعيم بن حماد، لذا فقد قال الترمذي في إثره: هذا حديث غريب، وهذا اصطلاح معروف عنه يعرفه الأكابر بله الأصاغر من طلاب علم الحديث أن ذلك إشارة منه إلى ضعف الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>