للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال رجل للحسن يا أبا سعيد إني إذا قرأت كتاب الله وتدبرته كدت إن آيس (٢٨٣) وينقطع رجائي فقال إن القرآن كلام الله وأعمال بن آدم إلى الضغف والتقصير فاعمل وأبشر.

وقال فروة بن نوفل الأشجعي كنت جاراً لخباب فخرجت يوماً معه إلى المسجد وهو آخذ بيدي فقال يا هناه تقرب إلى الله بما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه (٢٨٤).

وقال رجل للحكم ما حمل أهل الأهواء على هذا؟ قال الخصومات.

وقال معاوية بن قرة إياكم وهذه الخصومات فإنها تحبط الأعمال.

وقال أبو قلابة لا تجالسوا أهل الأهواء أو قال أصحاب الخصومات فإني لا آمن إن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفون.

ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين فقالا يا أبا بكر نحدثك بحديث؟ قال لا قالا فنقرأ عليك آية؟ قال لا لتقومان عني أو لأقومنه فقاما فقال بعض القوم يا أبا بكر وما عليك إن يقرأ عليك آيةً؟ قال … وقال خشيت إن يقرأ آية فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي.

وقال رجل من أهل البدع لأيوب يا أبا بكر أسالك عن كلمة؟ فولى وهو يقول بيده لا ولا نصف كلمة.

وقال بن طاووس لابن له يكلمه رجل من أهل البدع يا بني أدخل أصبعيك في أذنيك حتى لا تسمع ما يقول ثم قال اشدد اشدد.

وقال عمر بن عبد العزيز من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل.

وقال إبراهيم النخعي إن القوم لم يدخر عنهم شيء خبئ لكم لفضل عندكم.

وكان الحسن يقول شر داء خالط قلباً يعني الأهواء.


(٢٨٣) آيس: قال الجوهري: أيسْتُ منه أيَس يأسًا لغة في يَئِسْتُ منه أيْأسُ يَأسًا، ومصدرهما واحد. وآيَسَنى منه فلانٌ مثل أيْأسَنى، وكذلك التَّأييسُ. قال ابنُ سيده: أيِسْتُ من الشئ مقلوب عن يَئسْتُ، وليس بلغة فيه. ذكره ابن منظور في "لسان العرب".
(٢٨٤) صحيح: تقدّم تخريجنا له قريبًا بتعليقنا رقم (٢٦٦)، وهو عند الحاكم (٢/ ٤٤١) من حديث خباب بن الأرت مرفوعًا. فراجعه ثمَّت.

<<  <  ج: ص:  >  >>