للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال العبدويي: وسمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: كتبت على ظهر جزء من حديث أبي الحسين الحجَّاجي الحافظ، فأخذ القلم، وضرب على الحافظ، وقال: أيش أحفظ أنا? أبو عبد الله بن البياع أحفظ مني، وأنا لم أر مِنَ الحفاظ إلَّا أبا علي النيسابوري، وأبا العباس بن عقدة. وسمعت السلمي يقول: سألت الدارقطني: أيهما أحفظ: ابن منده أو ابن البيع? فقال: ابن البيع أتقن حفظًا.

قال أبو حازم: أقمت عند أبي عبد الله العصمي قريبًا من ثلاث سنين، ولم أر في جملة مشايخنا أتقن منه ولا أكثر تنقيرًا، وكان إذا أشكل عليه شيء أمرني أن أكتب إلى الحاكم إلى أبي عبد الله، فإذا ورد جواب كتابه، حكم به، وقطع بقوله.

قال الحافظ أبو صالح المؤذن: أخبرنا مسعود بن علي السجزي، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، حدثنا الحافظ أبو عمرو محمد بن أحمد بن جعفر البحيري، حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل بن مطرف الكرابيسي في سنة سبع وأربعين وثلاث مائة، حدثنا محمد بن عبد الله بن حمدويه الحافظ، حدثنا النجاد، حدثنا محمد بن عثمان، حدثنا يحيى الحماني، حدثنا سعير بن الخمس، عن عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة، عن النبي قال: "إن بلالًا يؤذن بليل" وذكر الحديث (١)، ثم قال مسعود: وحدثنيه الحاكم غير مرة، وقد كان الحاكم لما روى عنه الكرابيسي هذا شابًا طريًّا.

أنبأنا ابن سلامة عن الحافظ عبد الغني، أخبرنا أبو موسى المديني، أخبرنا هبة الله بن عبد الله الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو القاسم الأزهري، حدثنا الدارقطني، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري، حدثنا محمد بن جعفر النسوي، حدثنا الخليل بن أحمد النسوي، حدثنا خداش بن مخلد، حدثنا يعيش بن هشام، حدثنا مالك، عن الزهري، عن أنس: أن النبي قال: ما أحسن الهدية أمام الحاجة!.

قلت: هذا ملصق بمالك، وقد حدَّث به الوليد الموْقِري (٢) أحد الضعفاء، عن الزهري مرسلًا.


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٦٢٣"، ومسلم "١٠٩٢" عن عائشة عن النبي أنه قال: "إن بلالًا يؤذِّن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابن أم مكتوم".
(٢) هو الوليد بن محمد الموقَّري، صاحب الزهري، يكنَّى أبا بشر البلقاوي، مولى بني أمية، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به. وكذبه يحيى بن معين. وقال النسائي: متروك الحديث.
قلت: والحديث الذي رواه باطل، وقد مَرَّ تخريجنا له.

<<  <  ج: ص:  >  >>