للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جلود، وخيلهم تأكل الكلأ وما تجد من ورق وخشب، وسروجهم صغار، ليس لها قيمة، وأكلهم أي حيوان وجد، وتمسه النار تحلة القسم، ليس في قتلهم استثناء، كان قصدهم إفناء النوع، ما سلم منهم إلَّا غزنة وأصبهان.

قلت: ثم استباحوا أصبهان سنة ٦٣٢.

قال: وهذه القبيلة الخبيثة تعرف بالتمرجي، سكان براري قاطع الصين، ومشتاهم بأرغون، وهم مشهورون بالشر والغدر، والصين متسع وهو ست ممالك، قانهم الأكبر مقيم بطمغاج، وكان سلطان أحد الممالك الست دوش خان زوج عمة جنكزخان، فزار جنكزخان عمته إذ مات زوجها ومعه كشلوخان، فقالت: زوجي ما خلف ابنًا فأرى أن تقوم مقامه، فقام جنكزخان، ونفذ تحفًا إلى القان الكبير، فتنمر، وأنف من تملك تتري، فتعاقد جنكزخان وكشلوخان على التناصر، وأبدوا الخلاف، وكثر جمعهم، فالتقوا، فطحنوا عساكر البلاد، وعلم القان قوتهم، فأرسل يخوفهم، ثم التقوه، فكسروه أقبح كسرة، ونجا القان بنفسه واستولى جنكزخان على بلاده، فراسله القان بالمسالمة وقنع بما بقي في يده، وسارا إلى ساقون من الصين، فملكاها، ثم مات كشلوخان، فقام بعده ولده، فلم يكن له مع جنكزخان كبير أمر، فتألم، وافترقا، وتحاربا، فظفر جنكزخان به، وانفرد ودانت له قبائل المغول، ووضع لهم ياسة يتمسكون بها، لا يخالفونها ألبتة، وتعبدوا بطاعته وتعظيمه، ثم أول مصاف وقع بين خوارزم شاه وبين التتار كان قائدهم ولد جنكزخان دوشي خان، فانهزم دوشي خان، ورجع خوارزم شاه من بلاد الترك في هم وفكر من هذا العدو لما رأى من كثرتهم وإقدامهم وشجاعتهم.

وفي سنة ٦٠٧: اتفقت الملوك على العادل: سلطان الروم، وصاحب الموصل، والظاهر، وملك الجزيرة، وصاحب إربل، وعزموا على إقامة الخطبة بالسلطنة لصاحب الروم خسروشاه بن قلج أرسلان، وحسنوا للكرج قصد خلاط فلما أسر مقدمهم تفرقت الآراء، وصالحوا العادل، وافتك إيوائي نفسه بألفي أسير وثمانين ألف دينتر وعشرين قلعة كان قد تغلب عليها، وأن يزوج الملك الأوحد بابنته، فعاد إلى ملكه وسومح ببعض ما التزمه، ولما تملك الأشرف خلاط، تزوج بابنة إيوائي، وتزوج صاحب الموصل ببنت العادل فمات قبل وصولها إليها.

ونقصت دجلة إلى الغاية حتى خاضها الناس فوق بغداد.

سنة ٦٠٨: فيها استباح ركبَ العراقِ قتادةُ صاحب مكة، وقُتِلَ عدة، وخرج خلق، فيقال: ذهب للوفد ما قيمته ألفا ألف دينار.

<<  <  ج: ص:  >  >>