وثانيهما: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((من دعى إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا)).
إن هدى الرحمن شخصا واحد ... بك خير لك من بحر درر
وهو خير لك عند الله من ... ما بدا للشمس أو نور القمر
((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)) متفق عليه.
فإن لم ينفع الحاديان، فعلى الطريق وعيدان محذران لها أن تثير في نفسك الشعور بخطر الفتوروالتهاون والكتمان.
أحدهما: ما اخرجه البخاري ومسلم - رحمهما الله - عن ابي هريرة رضي الله عنه أنه قال:«إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا. ثم تلا {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}، وتلا {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}»[البقرة: ١٥٩ - ١٦٠]
وثانيهما: ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من كتم علما ينتفع به جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار)). ورواه أبو داود في كتاب العلم والترميذي بلفظ:((من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة)) قال الترمذي حديث حسن صحيح.