للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال صالح وجعل بن أبي داود ينظر إلى أبي كالمغضب قال أبي وكان يتكلم هذا فأرد عليه ويتكلم هذا فأرد عليه فإذا انقطع الرجل منهم اعترض بن أبي داود فيقول يا أمير المؤمنين هو والله ضال مضل مبتدع! فيقول كلموه ناظروه فيكلمني هذا فأرد عليه ويكلمني هذا فأرد عليه فإذا انقطعوا يقول المعتصم ويحك يا أحمد ما تقول؟ فأقول يا أمير المؤمنين أعطوني شيئاً من كتاب الله أو سنة رسول الله حتى أقول به فيقول أحمد بن أبي داود أنت لا تقول إلا ما في الكتاب أو السنة؟ فقلت له تأولت تأويلاً فأنت أعلم وما تأولت ما يحبس عليه ولا يقيد عليه.

قال حنبل قال أبو عبد الله لقد احتجوا علي بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني إن أحكيه أنكروا الآثار وما ظننتهم على هذا حتى سمعته وجعلوا يرغون يقول الخصم كذا وكذا فاحتججت عليهم بالقرآن بقوله "يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر" مريم: ٤٢، أفهذا منكر عندكم؟ فقالوا شبه يا أمير المؤمنين شبه.

قال محمد بن إبراهيم البوشنجي حدثني بعض أصحابنا إن أحمد بن أبي داود أقبل على أحمد يكلمه فلم يلتفت إليه حتى قال المعتصم يا أحمد ألا تكلم أبا عبد الله فقلت لست أعرفه من أهل العلم فأكلمه!! قال صالح وجعل بن أبي داود يقول يا أمير المؤمنين والله لئن أجابك لهو أحب إلي من ألف دينار ومئة ألف دينار فيعد من ذلك ما شاء الله إن يعد فقال لئن أجابني لأطلقكن عنه بيدي ولأركبن إليه بجندي ولأطأن عقبه.

ثم قال يا أحمد والله إني عليك لشفيق وإني لأشفق عليك كشفقتي على ابني هارون ما تقول؟ فأقول أعطوني شيئاً من كتاب الله وسنة رسوله.

فلما طال المجلس ضجر وقال قوموا وحسبني يعني عنده وعبد الرحمن بن إسحاق يكلمني وقال ويحك! أجبني وقال ويحك! ألم تكن تأتينا؟ فقال له عبد الرحمن يا أمير المؤمنين أعرفه منذ ثلاثين سنة يرى طاعتك والحج والجهاد معك فيقول والله إنه لعالم وإنه لفقيه وما يسوءني إن يكون معي يرد عني أهل الملل ثم قال ما كنت تعرف صالحاً الرشيدي؟ قلت قد سمعت به قال كان مؤدبي وكان في ذلك الموضع


= تقرب إلى الله بما استطعت فإنك لن تقرب إليه بشئ أحب إليه من كلامه"، وقال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: وهو كما قالا.

<<  <  ج: ص:  >  >>