للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جالساً وأشار إلى ناحية من الدار فسألني عن القرآن فخالفني فأمرت به فوطئ وسحب يا أحمد أجبني إلى شيء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي قلت أعطوني شيئاً من كتاب الله وسنة رسوله فطال المجلس وقام ورددت إلى الموضع.

فلما كان بعد المغرب وجه إلي رجلين من أصحاب بن أبي داود يبيتان عندي ويناظراني ويقيمان معي حتى إذا كان وقت الإفطار جيء بالطعام ويجتهدان بي إن أفطر فلا أفعل - قلت وكانت ليالي رمضان - قال ووجه المعتصم إلي بن أبي داود في الليل فقال يقول لك أمير المؤمنين ما تقول؟ فأرد عليه نحواً مما كنت أرد فقال بن أبي داود والله لقد كتب اسمك في السبعة يحيى بن معين وغيره فمحوته ولقد ساءني أخذهم إياك ثم يقول إن أمير المؤمنين قد حلف إن يضربك ضرباً بعد ضرب وأن يلقيك في موضع لا ترى فيه الشمس ويقول إن أجابني جئت إليه حتى أطلق عنه بيدي ثم انصرف.

فلما أصبحنا جاء رسوله فأخذ بيدي حتى ذهب بي إليه فقال لهم ناظروه وكلموه فجعلوا يناظروني فأرد عليهم فإذا جاؤوا بشيء من الكلام مما ليس في الكتاب والسنة قلت ما أدري ما هذا قال فيقولون يا أمير المؤمنين إذا توجهت له الحجة علينا ثبت وإذا كلمناه بشيء يقول لا أدري ما هذا؟ فقال ناظروه فقال رجل يا أحمد أراك تذكر الحديث وتنتحله فقلت ما تقول في قوله "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين" النساء: ١١، قال خص الله بها المؤمنين قلت ما تقول إن كان قاتلاً أو عبداً؟ فسكت وإنما احتججت عليهم بهذا لأنهم كانوا يحتجون بظاهر القرآن فحيث قال لي أراك تنتحل الحديث احتججت بالقرآن يعني وإن السنة خصصت القاتل والعبد فأخرجتهما من العموم قال فلم يزالوا كذلك إلى قرب الزوال فلما ضجر قال قوموا ثم خلابي وبعبد الرحمن بن إسحاق فلم يزل يكلمني ثم قام ودخل ورددت إلى الموضع.

قال فلما كانت الليلة الثالثة قلت خليق إن يحدث غداً من أمري شيء فقلت للموكل بي أريد خيطاً فجاءني بخيط فشددت به الأقياد ورددت التكة إلى سراويلي مخافة إن يحدث من أمري شيء فأتعرى فلما كان من الغد أدخلت إلى الدار فإذا هي غاصة فجعلت أدخل من موضع إلى موضع وقوم معهم السيوف وقوم معهم السياط وغير ذلك ولم يكن في اليومين الماضيين كبير أحد من هؤلاء فلما انتهيت إليه قال اقعد ثم قال ناظروه كلموه فجعلوا يناظروني يتكلم هذا فأرد عليه ويتكلم هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>