للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حرف السين]

ويشتمل على أربعة فصول

الفصل الأول: في الأسماء، وفيه قسمان

القسم الأول: في الرجال، وفيه ثلاثة فروع

[الفرع الأول: في الصحابة]

[٩٩٠] سالم مولى أبي حُذَيْفَة

هو أبو عبد الله، سالم بن مَعْقِل - ويقال: ابن عبيد (١) - مولى أبي حُذَيْفَة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف. كان من أهل فارس من اصْطَخْر، وقيل: إنه كان من عجم الفرس من كرمد، وكان من فضلاء الموالي، ومن خيار الصحابة وكبارهم، وهو معدود في المهاجرين، وفي الأنصار، وفي قريش، وفي العجم، وفي الموالي، وفي القراء.

أَما عَدُّه في قريش، فلأَنَّ أبا حُذَيْفَة تَبنَّاهُ قديماً، وكان يُسْمَّى سالم بن أبي حذيفة إِلى أن نزل قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِم} [الأحزاب: ٥] فقيل سالم مولى أبي حذيفة. وأَمَّا عَدُّهُ في المهاجرين فَلأَنَّهُ هاجر إِلى المدينة قبل مهاجر النبي - صلى الله عليه وسلم- لما هاجر عمر بن الخطاب، وقيل: إنه هاجر قبل عمر. وأما عَدُّهُ في الأنصار، فلأَنَّهُ كان أَوَّلاً عبداً لزوجة أبي حذيفة، وهي سلمى، وقيل: عَمْرَة، وقيل: بُثَيْنَة، وقيل: ثُبَيْتَة بنت يُعار بن زيد بن عبيد الأنصاري، فأَعتقته، وتَبَنَّاه بعد ذلك أبو حذيفة. وأما عَدُّهُ في العجم والفرس والموالي، فلما ذكرناه في نسبه.

وأما عَدُّهُ في القرَّاء، فلأنه كان يحفظ كثيراً منه؛ ولأنه كان يَؤُمُّ المهاجرين بقُباء، وفيهم عمر بن الخطاب، وذلك قبل مَقْدَم النبي - صلى الله عليه وسلم- للمدينة؛ ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «خذوا ⦗٤٣٢⦘ القرآن من أربعة من ابن أم عَبْد، ومن أُبَي بن كعب، ومن سالم مولى أبي حذيفة، ومن معاذ بن جبل» (٢) .

وكان عمر بن الخطاب يفرط في الثناء عليه حتى قال فيه لما طُعِنَ: لو كان سَالمُ حياً ما جعلتُها شورى، ومعنى هذا القول منه أنه كان يصدر في أمر الخلافة وتقليدها عن رأيه، وأنه كان يفوِّض الاختيار إِليه، ليختار من أولئك النَّفَر الذين جعلها فيهم شورى من يراه ويُعَيّنُه، لا أنه كان يجعل الخلافة فيه، وكيف يظن ذلك بمثل عمر وهو يعلم أن في الصحابة من هو خير من سالم، وأولى بالخلافة منه، لا بل كيف كان يستخلفه وهو من الفرس والموالي، وليس قرشي النسب.

شهد سالم بدراً، وقتل يوم اليمامة في خلافة أبي بكر الصدِّيق هو ومولاه أبو حذيفة، فوُجد رأسُ أحدهما عند رجلي الآخر (٣) .

روى عنه ثابت بن قيس، وابن عمر، وابن عمرو، وعبد الله بن مغفل. مَعْقِل: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وكسر القاف.

وبثينة: بضم الباء الموحدة، وفتح الثاء المثلثة، وبالياء تحتها نقطتان، والنون.

وثبيتة: بضم الثاء، وفتح الباء الموحدة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وبعدها تاء فوقها نقطتان.

ويُعار: بضم الياء تحتها نقطتان، ويقال بالتاء فوقها نقطتان، وتخفيف العين المهملة، وبالراء.

ومغفل: بالغين المعجمة، والفاء.


(١) في خ: أبو عبيدة، والتصحيح من م.
(٢) انظر تخريج الحديث ٨ / ٥٦٩ رقم (١) .
(٣) انظر " المستدرك " ٣ / ٢٢٥.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
(٩٩٠) التاريخ الكبير (٤/١٠٧) ، حلية الأولياء (١/١٧٦، ١٧٧) ، الاستيعاب (٤/٥٦٧) ، أسد الغابة (٢/٣٠٧، ٣٠٩) ، تهذيب الأسماء واللغات (١/٢٠٦، ٢٠٧) ، تهذيب الكمال (٤٥٩، ٤٦٠) ، سير الأعلام النبلاء (١/١٦٧، ١٧٠) ، الإصابة (٢/٦، ٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>