للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[نوع خامس]

٩٤٥٥ - (خ م ط د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبيَّ ⦗٧٥٨⦘ صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اسْتَجْنَحَ الليل - أو كان جُنحُ الليل - فَكُفُّوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعةٌ من العشاء، فَخَلّوهم، وأغْلِقْ بابك، واذكر اسم الله، وأطْفِء مصباحك، واذكر اسم الله، وأوكِ سِقَاءَك، واذكر اسم الله، وخَمّر إناءك واذكر اسم الله، ولو تَعْرُضُ عليه شيئاً» زاد في رواية: «فإن الشيطان لا يفتح باباً مُغْلقاً» .

وفي أخرى «وأطْفِئُوا المصابيح، فإن الفُوَيسِقة ربما جَرَّت الفَتيلة، فأحرقَت أهلَ البيت» .

وفي أخرى: «وخَمِّرُوا الطعامَ والشراب» .

قال همام: وأحسبه قال: «ولو بِعُودٍ» أخرجه البخاري ومسلم.

ولمسلم «غَطُّوا الإِناء، وأوكُوا السّقاء، وأغلقوا الباب، وأطفئوا السراج، فإن الشيطان لا يَحُلُّ سقاء، ولا يفتح باباً، ولا يَكْشِفُ إناء، فإن لم يجدْ أحدُكم إلا أن يَعْرُض على إنائه عُوداً، ويذكر اسم الله، فليفعل فإن الفويسقة تُضْرِمُ على أهل البيت بيتَهم» .

وفي رواية: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُرسِلُوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهبَ فحمةُ العِشَاء، فإن الشياطين تنبعث إِذا غابت الشمس حتى تذهب فحمةُ العشاء» .

وفي أخرى: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «غَطُّوا الإناء، وأوكوا السقاء، فإن في السَّنَة ليلةً ينزل فيها وَباءٌ لا يمرُّ بإِناءٍ ليس عليه غِطاءٌ، أو سقاء ⦗٧٥٩⦘ ليس عليه وِكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء» . زاد في رواية: قال الليث: «فالأعاجم عندنا يَتَّقون ذلك في كانون الأول» .

وأخرج الموطأ رواية مسلم الأولى إلى قوله: «ولا يَكْشِفُ إناء، وذكر الفُوَيْسِقة، وإِضرامها النار» وكذلك الترمذي.

وفي رواية أبي داود: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أغْلِقْ بابك، واذكر اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مُغْلقاً، وأطْفِء مصباحك، واذكر اسم الله، وأوكِ سقاءك، واذكر اسم الله، وخَمِّرْ إناءك، ولو بعود تَعْرُضُه عليه واذكر اسم الله» .

وله في أخرى بهذا الخبر، قال: - وليس بتمامه - وقال: «فإن الشيطان لا يفتح مُغْلَقاً، ولا يحلُّ وِكاء، ولا يكشف إناء، وإن الفويسقة تُضْرِمُ على الناس بيتهم، أو بيوتَهم» .

وله في أخرى قال: «واكْفِتُوا صبيانَكم عند العشاء - وفي أخرى: عند المساء - فإن للجنِّ انتشاراً وخَطفة» .

وأخرج الرواية الثانية التي لمسلم، ولم يذكر: «صبيانكم» (١) . ⦗٧٦٠⦘

وفي رواية ذكرها رزين قال: «بينما نحن عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا بفأرة تَجُرّ فَتيلة، حتى وضَعَتْها بين يديه على طَرَف الحصير، فأحْرَقَتْهُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن هذه النار عدوّ لكم، فإذا نِمتم فأطفئوها عنكم (٢) ، فإن الشيطان يَدلّ هذه على مثل هذا، فتحرِق على أهل البيت متاعَهُمْ» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(جُنْحُ الليل) : إقبال ظلامه، وكذلك جنوحه، وجنح واستجنح: إذا أقبل، وقيل: إذا اشتدت ظلمته.

(فحمة العشاء) : اسوداد ظلامه.

(الوِكاء) : خيط يُشَدُّ به فم المزادة ونحوها.

(فواشيكم) الفواشي: جمع فاشية، وهي كل شيء ينتشر من الإبل والبقر والغنم في المراعي وغيرها، وقد أفشى الرجل: إذا كثرت فاشيته، أي: نَعَمُه ودوابُّه، وأصل الفشو: الظهور. ⦗٧٦١⦘

(واكْفِتوا) كفتُّ الشيء: ضممته وقبضته، وقوله: واكفتوا صبيانكم عند المساء من هذا.

(الخطفة) : المرة والواحدة من الاختطاف، وهو الاستلاب.


(١) رواه البخاري ٦ / ٢٤١ في بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وباب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي الأشربة، باب تغطية الإناء، وفي الاستئذان، باب لا تترك النار ⦗٧٦٠⦘ في البيت عند النوم، وباب إغلاق الأبواب بالليل، ومسلم رقم (٢٠١٢) في الأشربة، باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء، والموطأ ٢ / ٩٢٨ و ٩٢٩ في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وأبو داود رقم (٣٧٣١) و (٣٧٣٢) و (٣٧٣٣) و (٣٧٣٤) في الأشربة، باب إيكاء الآنية، والترمذي رقم (١٨١٣) في الأطعمة، باب ما جاء في تخمير الإناء وإطفاء السراج والنار عند المنام.
(٢) جملة " إن هذه النار عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم " في " الصحيحين " من حديث أبي موسى وستأتي بعد حديثين، وتتمة الحديث عند أبي داود، كما في الرواية التي بعدها.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١- أخرجه أحمد (٣/٣١٩) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (٤/١٥٠) قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. وفي (٤/١٥٥ و٧/١٤٤) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا روح بن عبادة. ومسلم (٦/١٠٦) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا روح بن عبادة. (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي، قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (٣٧٣١) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧٤٥) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (٧٤٦) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان، قال: حدثنا أبو عاصم. وابن خزيمة (١٣١) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
أربعتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن عبد الله، وروح، وأبو عاصم - عن ابن جريج.
٢- وأخرجه أحمد (٣/٣٦٢) قال: حدثنا عفان. والبخاري في الأدب المفرد (١٢٣١) قال: حدثنا عارم محمد بن الفضل السدوسي.
كلاهما - عفان، وعارم - قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حبيب المعلم.
٣- وأخرجه أحمد (٣/٣٨٨) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (٤/١٥٧) قال: حدثنا مسدد. وفي (٨/٨١) قال: حدثنا قتيبة. وأبو داود (٣٧٣٣) قال: حدثنا مسدد، وفضيل بن عبد الوهاب السكري. والترمذي (٢٨٥٧) قال: حدثنا قتيبة.
أربعتهم - إسحاق، ومسدد، وقتيبة، وفضيل - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن كثير بن شنظير.
٤- وأخرجه البخاري (٧/١٤٥) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (٨/٨١) قال: حدثنا حسان بن أبي عباد.
كلاهما - موسى، وحسان - قالا: حدثنا همام.
أبرعتهم - ابن جريج، وحبيب، وكثير، وهمام - عن عطاء، فذكره.
* رواية حبيب المعلم مختصرة على: «احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين.» .
* رواية كثير بن شنظير فيها زيادة: «فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة، فأحرقت أهل البيت.» .
* رواية روح بن عبادة في البخاري (٤/١٥٥) ومسلم (٦/١٠٦) ورواية أبي عاصم، في مسلم (٦/١٠٦) والنسائي في اليوم والليلة (٧٤٦) قال ابن جريج: وأخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابرا يخبر نحو ما أخبرني عطاء، غير أنه لا يقول: «اذكروا اسم الله» .

<<  <  ج: ص:  >  >>