للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غزوة الفَتْح

٦١٤٢ - (خ م د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال عُبيد الله بنُ أبي رافع - وكان كاتباً لعليّ - سمعتُ علياً - رضي الله عنه - يقول: «بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، أنا والزبيرَ والمقدادَ، فقال: انطلقوا حتى تأتوا رَوْضةَ ⦗٣٥٩⦘ خَاخ (١) ، فإِن بها ظَعينة معها كتاب، فخذوه منها، فانطلقنا تتعادى بنا خيلُنا حتى أتينا الرَّوضة، فإذا نحن بالظَّعينةِ، فقلنا: أَخرجي الكتاب، قالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتُخْرِجنَّ الكتابَ أو لتُلْقِيَنَّ الثيابَ، فأخرجتْهُ من عِقاصها، قال: فأتينا به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فإذا فيه: من حاطبِ بنِ أبي بَلْتَعَةَ إلى ناس من المشركين من أهلِ مكةَ، يخبرُهُم ببعض أمرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا حاطبُ، ما هذا؟ فقال: يا رسول الله، لا تعجَلْ عليَّ، إِني كنتُ امرءاً مُلْصَقاً في قريش، ولم أكنْ من أنْفُسهم (٢) ، فكان من مَعَكَ من المهاجرين لهم قرابة يَحْمُون بها أموالهم وأهليهم بمكةَ، فأحْبَبْتُ - إِذْ فاتني ذلك من النسب فيهم - أن أتَّخِذَ فيهم يداً يحمون بها قرابتي، وما فعلتُ كفراً، ولا ارتداداً عن ديني، ولا رضى بالكفر بعد الإِسلام، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إِنه قَد صَدَقَكم، فقال عمرُ: دعني يا رسول الله أضربْ عُنُق هذا المنافق، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إِنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطَّلعَ على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرتُ لكم، قال: فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: ١] » . ⦗٣٦٠⦘

وفي رواية أبي عبد الرحمن السلمي (٣) [عن عليّ] قال: بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - والزبيرَ بنَ العوام وأبا مَرْثَد - وكلُّنا فارس ... ثم ساقه بمعناه» ولم يذكر نزول الآية، ولا ذَكَرَها في حديث عبيد الله بعضُ الرواة، وجَعَلَها بعضُهم من تلاوة سفيان (٤) ، وقال سفيان: لا أدري الآية في الحديث، أو من قول عمرو - يعني ابنَ دينار.

وفي رواية نحوه، وفيه «حتى أدركناها حيث قال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - تسيرُ على بعير لها، فقلنا: أينَ الكتابُ الذي معكِ؟ قالت: ما معي من كتاب فأنَخْنَا بعيرَها، فَابْتَغَينا في رَحْلِها، فما وجدنا شيئاً، فقال صاحباي: ما نرى معها كتاباً، فقلتُ: لقد علمنا ما كذبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وما كذَبَ، والذي يُحلَف به لَتُخْرِجنَّ الكتاب، أو لأُجَرِّدَنَّكِ، فأهْوَتْ إِلى حُجزَتِها وهي مُحتَجِزَة بكساء - فأخرجت الصحيفة من عِقاصها، فأتينا بها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -.... وذكر الحديث» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود والترمذي الرواية الأولى (٥) . ⦗٣٦١⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الظَّعِينة) في الأصل: المرأة ما دامت في الهَودج، ثم جُعِلَتِ المرأةُ إذا سافرتْ ظعينة، ثم نقل إلى المرأة نفسها، سافرت أو أقامت، وظَعَن يَظْعَن: إذا سافر.

(عِقَاصُها) العِقاص: الخيطُ الذي تعقِص - أي تشد - به المرأة أطرافَ ذَوَائِبها، وأصل العقص: الضَّفْر واللَّيُّ، هكذا شرحه الحميدي في غريبه، وفيه نظر، فإن العِقاص: جمع عَقْصة أو عقيصة، وهي الضفيرة من الشعر إذا لُوِيَت وجُعلت مثل الرُّمانة، أو لم تُلْوَ، والمعنى: أخرجتِ الكتابَ من ضفائرها المعقوصة.

(مُلْصَقاً) الملصق: هو الرجل المقيم في الحي، وليس منهم بنسب.

(ابتغينا) الابتغاء: الطلب.

(حُجْزة) احتجَزَ الرجل: شدَّ إزاره على وسطه، والحُجْزَةُ: موضع الشد.


(١) هي بين مكة والمدينة، بقرب المدينة.
(٢) في نسخ البخاري ومسلم المطبوعة: من أنفسها.
(٣) في المطبوع: وفي رواية عبد الرحمن السلمي، وهو خطأ.
(٤) في المطبوع: ولا جعلها بعضهم من تلاوة سفيان.
(٥) رواه البخاري ٧ / ٤٠٠ في المغازي، باب فتح مكة، وباب فضل من شهد بدراً، وفي الجهاد، باب الجاسوس، وباب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن، وفي تفسير سورة الممتحنة في فاتحتها، وفي الاستئذان، باب من نظر في كتاب ⦗٣٦١⦘ من يحذر من المسلمين ليستبين أمره، وفي استتابة المرتدين، باب ما جاء في المتأولين، ومسلم رقم (٢٤٩٤) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة، وأبو داود رقم (٢٦٥٠) و (٢٦٥١) في الجهاد، باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلماً، والترمذي رقم (٣٣٠٢) في تفسير القرآن، باب ومن سورة الممتحنة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (٤٩) ، وأحمد (١/٧٩) (٦٠٠) ، والبخاري (٤/٧٢) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (٥/١٨٤) قال: حدثنا قتيبة. وفي (٦/١٨٥) قال: حدثنا الحميدي. ومسلم (٧/١٦٧) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعَمرو الناقد، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عُمر. وأبو داود (٢٦٥٠) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (٣٣٠٥) قال: حدثنا ابن أبي عمر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (٧/١٠٢٢٧) عن محمد بن منصور، وعبيد الله بن سعيد السرخسي.
جميعهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي، وقتيبة، وابن أبي شيبة، والناقد، وزهير، وإسحاق، وابن أبي عُمر، ومسدد، ومحمد بن منصور، وعبيد الله - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار، قال: أخبرني حسن بن محمد بن علي، قال: أخبرني عبيد الله بن أبي رافع، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>