للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[النوع الثالث: في مقدارها]

٩٢٥١ - (خ م ط د س ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «جاءني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعودني عامَ حَجَّة الوداع من وجع اشتدَّ بي، فقلت: يا رسولَ الله، إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يَرِثُنِي إلا ابنةٌ لي، أفأتصدَّق بثلثي مالي؟ قال: لا، قلت: فالشَّطْر يا رسول الله؟ فقال: لا، قلت: فالثلث؟ قال: فالثلث، والثلث كثير- أو كبير - إنك أن تَذَرَ (١) ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تَذَرهم عالَةً يَتَكَفَّفُون الناسَ، وإنك لن تُنفِقَ نفقةً تبتغِي بها وجه الله إلا أُجِرْتَ بها، حتى ما تجعلُ في في امرأتِكَ، قال: فقلت: يا رسولَ الله، أُخَلَّفُ بَعدَ أصحابي؟ قال: إنك لن تُخَلَّفَ فتعملَ عملاً تبتغي به وجه الله، إلا زدتَ به درجةً ورِفْعة، ولعلّك أن تُخَلف حتى ينتفعَ بك أقوامٌ ويُضَرَّ بك آخرون، اللهم أمضِ لأصحابي هِجْرَتَهم، ولا تَرُدَّهم على أعقابهم لكنِ البائسُ سعدُ بنُ خَولة، يَرْثِي له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ ماتَ بمكة» .

وفي رواية بمعناه، ولم يذكر قولَه - صلى الله عليه وسلم - في سعد بن خَوْلة، غير أنه قال: «وكان يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها» . ⦗٦٣٠⦘ أخرجه البخاري ومسلم.

وفي أفراد البخاري قال: «مَرِضتُ فعادني ... » وذكر الحديث مختصراً، وفيه: «الثلث، والثلث كثير» .

وفي أفراد مسلم نحوه من طرق عدة، وفي إحداها: أنَّ سعداً قال: «إني قد خِفْتُ أن أموتَ بالأرض التي هاجرتُ منها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اللهم اشْفِ سعداً، اللهم اشفِ سعداً، اللهم اشفِ سعداً» . وفيه: ذكر الوصية: «والثلث، والثلث كثير» . وفيه: «إنَّ صَدَقَتَكَ من مالكَ صدقةٌ، وإنَّ نفقتَك على عيالكَ صدقةٌ وإن ما تأكلُ امرأتُك من مالكَ صدقة» . وأخرج الموطأ وأبو داود والنسائي الرواية الأولى.

وفي رواية الترمذي قال: «عادَنِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا مريض، فقال: أوصيتَ؟ قلت: نعم، قال: بكم؟ قلت: بمالي كُلِّهِ في سبيل الله، قال: فما تركتَ لولدك؟ قلت: هم أغنياءُ بخيرٍ، قال: أوصِ بالعُشْر، فما زلتُ أُناقِصُه حتى قال: أوصِ بالثلث، والثلثُ كثير» .

قال الترمذي: وقد رُوي: «كبير، وكثير» .

وللترمذي والنسائي قال: «مَرِضتُ عام الفتح مَرَضاً أشفيتُ [منه] على الموت، فأتاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعودني، فقلت: يا رسولَ الله، إن لي مالاً ⦗٦٣١⦘ كثيراً، وليس يَرِثني إلا ابنتي، أفأُوصِي بمالي كُلِّه؟ قال: لا، قلت: بثلثي مالي؟ ... » وذكر الحديث.

وللنسائي أيضاً قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يعوده بمكة، وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: رحم الله سعدَ بنَ عَفْراء (٢) - أو يرحم الله سعد بن عفراء - ولم يكن له إلا ابنةٌ واحدة، قال: يا رسولَ الله، أُوصِي بمالي كلِّه؟ ... الحديث» (٣) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(العالة) : الفقراء.

(التكفُّف) : المسألة من الناس، كأنه من الطلب بالأكُفِّ. ⦗٦٣٢⦘

(أشفيت) على الشيء: إذا أشرفت عليه وقاربته.


(١) قال القاضي عياض: روينا قوله: أن تذر، بفتح الهمزة وكسرها، وكلاهما صحيح، والمعنى: تركك إياهم مستغنين عن الناس خير من أن تذرهم عالة، أي: فقراء.
(٢) قال عبد الحق في " الجمع بين الصحيحين ": يعني سعد بن خولة، وقال غيره: يحتمل أن تكون " عفراء " أم سعد، وقال الدمياطي: هذا وهم، والمحفوظ " ابن خولة " ولعل الوهم أتى من سعد بن إبراهيم، وقد ذكره البخاري في الفرائض من حديث الزهري عن عامر، وفيه " البائس سعد بن خولة " والزهري أحفظ من سعد بن إبراهيم. أهـ. زركشي.
(٣) رواه البخاري ٣ / ١٣٢ في الجنائز، باب رثاء النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن خولة، وفي الإيمان، باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى، وفي الوصايا، باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يدعهم يتكففون الناس، وباب الوصية بالثلث، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم أمض لأصحابي هجرتهم "، وفي المغازي، باب حجة الوداع، وفي النفقات في فاتحته، وفي المرضى، باب وضع اليد على المريض، وباب قول المريض: إني وجع، وفي الدعوات، باب الدعاء برفع الوباء والوجع، وفي الفرائض، باب ميراث البنات، ومسلم رقم (١٦٢٨) في الوصية، باب الوصية بالثلث، والموطأ ٢ / ٧٦٣ في الوصية، باب الوصية في الثلث لا تتعدى، والترمذي رقم (٩٧٥) في الجنائز، باب ما جاء في الوصية بالثلث والربع، وفي الوصايا، باب ما جاء في الوصية بالثلث، وأبو داود رقم (٢٨٦٤) في الوصايا، باب ما جاء فيما لا يجوز للوصي في ماله، والنسائي ٦ / ٢٤١ - ٢٤٣ في الوصايا، باب الوصية بالثلث.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١- أخرجه أحمد (١/١٧١) (١٤٧٤) قال: حدثنا يحيى بن سعيد والبخاري (٧/١٥٢) . وفي الأدب المفرد (٤٩٩) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. وأبو داود (٣١٠٤) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (٣٩٥٣) عن يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد. (ح) وعن يعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، كلاهما عن يحيى بن سعيد.
كلاهما - المكي بن إبراهيم، ويحيى بن سعيد - عن الجعيد بن عبد الرحمن بن أوس.
٢- وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (٣٩٥٣) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، عن خالد، عن ابن أبي هلال.
كلاهما - الجعيد بن عبد الرحمن بن أوس، وابن أبي هلال - عن عائشة بنت سعد، فذكرته.
* في رواية يحيي بن سعيد، عند أحمد: الجعد بن أوس.
أخرجه أحمد (١/١٦٨) (١٤٤٠) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والبخاري في الأدب المفرد (٥٢٠) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب. ومسلم (٥/٧٢) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي. قال: حدثنا الثقفي. (ح) وحدثني أبو الربيع العتكي، قال: حدثنا حماد. وابن خزيمة (٢٣٥٥) قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: أخبرنا الثقفي عبد الوهاب.
ثلاثتهم - وهيب، وعبد الوهاب الثقفي، وحماد بن زيد - عن أيوب، عن عمرو بن سعيد.
٢-وأخرجه مسلم (٥/٧٢) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا هشام، عن محمد.
كلاهما - عمرو بن سعيد، ومحمد بن سيرين - عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن ثلاثة من ولد سعد، فذكروه.
* رواية الأدب المفرد، وابن خزيمة: «ثلاثة من بني سعد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>