للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفرع الثاني: في المقام بها، والخروج منها]

٦٩٢٨ - (م) أبو سعيد مولى المهري: «أنه أصابهم بالمدينة جَهْد وشِدة، وأنه أتى أبا سعيد [الخُدَري - رضي الله عنه -] فقال له: إني كثير العيال، وقد أصابتنا شِدَّة، فأردتُ أن أنقلَ عيالي إلى بعض الرِّيف، فقال أبو سعيد: لا تَفْعَلْ، الزم المدينةَ، فإنا خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أظن أنه قال: حتى قَدِمْنا عُسْفانَ - فأقمنا بها لياليَ، فقال الناس: والله ما نحن هاهنا ⦗٣١٤⦘ في شيء، وإن عيالنا لخُلُوف، ما نأمَنُ عليهم، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما هذا الذي بلغني من حَدِيثكم؟ [ما أدري كيف؟ قال: والذي أحلف به - أو والذي نفسي بيده -] لقد هممتُ - أو إن شئتم - لا أدري أيتَهما قال: لآمُرَنَّ بناقتي فَتُرْحَل، ثم لا أحُلُّ لها عقدة حتى أقدم المدينة، وقال: اللهم إن إبراهيم حرَّم مكة، فجعلها حَراماً، وإني حَرَّمت المدينة حراماً ما بين مأزِميْها: أن لا يُهْرَاق فيها دَم، ولا يُحْمَل فيها سلاح لقتال، ولا تُخبَط فيها شجرة إلا لعلف، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مُدِّنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، [اللهم باركْ لنا في مُدِّنا] ، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم اجعل مع البركة بركتين، والذي نفسي بيده، ما من المدينة شِعْب ولا نَقْب إلا عليه مَلَكان يحرسانها، حتى تَقْدَموا إليها، ثم قال للناس: ارتَحِلوا، فارْتَحَلْنا، فأقْبَلْنا إلى المدينة، فوالذي نَحْلِفُ به - أو يُحْلَفُ به - ما وضعنا رحالنا حين دخلنا المدينة، حتى أغارَ علينا بنوعبد الله بن غطَفان، وما يَهِيجُهم قبل ذلك شيء» .

وفي رواية أنه جاء إلى أبي سعيد لياليَ الحَرَّة، فاستشاره في الجلاء من المدينة، وشكا إليه أسعارها، وكثرة عياله، وأخبره أنْ لا صبر له على جَهْد المدينة ولأوَائِها، فقال له: ويحك، لا آمرك، بذلك، إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يصبر أحد على لأوائها فيموت إلا كنت له شفيعاً - أو شهيداً ⦗٣١٥⦘ يوم القيامة، إذا كان مسلماً» أخرجه مسلم (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الرِّيف) : الخصب وكثرة النبات في الأرض.

(حَيٌّ خُلوف) : قد غاب رجاله عنه، وأقام النساء والأطفال.

(مأَزِميها) : كل طريق بين جبلين: مأزِم، ومنه سمّي الموضع الذي بين المشعر الحرام وبين عرفة: مأزمين.

(النَّقب) : المضيق بين الجبلين، والجمع: النقوب، والأنقاب، والنقاب.

(الَّلأواء) : الشدة والأمر العظيم الذي يشق على الإنسان، من عيش أو قحطٍ، أو خوفٍ ونحو ذلك.

(هاجَهُمُ) العدوُّ يَهيجُهُمْ: أي حرَّكهم وأخافهم وأزعجهم.


(١) رقم (١٣٧٤) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١- أخرجه أحمد (٣/٣٤) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا علي- يعني ابن المبارك-. وفي (٣/٤٧) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب. وفي (٣/٩١) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني علي ابن المبارك. (ح) وروح قال: حدثنا حسين المعلم. ومسلم (٤/١١٨) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن علي بن المبارك (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا شيبان (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب يعني ابن شداد.
أربعتهم - علي بن المبارك، وحرب، وحسين المعلم، وشيبان - عن يحيى بن أبي كثير.
٢- وأخرجه مسلم (٤/١١٧) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (٤٤١٦) .
كلاهما - مسلم، والنسائي- عن حماد بن إسماعيل بن علية، قال: حدثنا أبي، عن وهيب، عن يحيى ابن أبي إسحاق.
كلاهما - ابن أبي كثير، وابن أبي إسحاق - عن أبي سعيد مولى المهري، فذكره.
* رواية يحيى بن أبي كثير مختصرة على «اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا، واجعل مع البركة بركتين» .
* وزاد في رواية أحمد (٣/٣٤، ٩١) «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث بعثا إلى لحيان بن هذيل، قال: لينبعث من كل رجلين أحدهما، والآخر بينهما» .
والرواية الثانية:
أخرجها أحمد (٣/٢٩) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا أبو النعمان عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري. وفي (٣/٥٨) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنا الخزاعي، قال: أخبرنا ليث، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد. وفي (٣/٦٩) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن ثابت بن شرحبيل. وعبد بن حميد (٩٨٢) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن النعمان. ومسلم (٤/١١٨) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (٤٤١٥) .
كلاهما - مسلم، والنسائي - عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن النعمان، وسعيد، ومحمد بن ثابت - عن أبي سعيد المهري، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>