للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثالث: في العَقِيقة

٥٦٠٧ - (د ت س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كُلُّ غلام رَهِِينةٌ بعقَيقَتِه، تُذبَح عُنه يوم السابع، ويُحلقُ رأسُه، ويُسمَّى» قال همام في روايته: «وَيدَمَّى» ، وكان قتادة إذا سئل عن الدم كيف يُصنَع به؟ قال: «إذا ذبحتَ العَقيقَةَ أخذتَ منها صُوفَة، واستَقْبَلتَ بها أَوداَجَها، ثم تُوضع على يافُوخ الصبيَّ، [حتى تسيل] على رأسِهِ مثل الخيط، ثم يُغسَلُ رأسُه بعدُ ويُحلَق» .

أخرجه أبو داود، وقال: هذا وهم من همَّام، [يعنى «ويُدَمَّى» ] وجاء بتفسيره عن قتادة، وهو منسوخ، قال: «ويُسَمَّى» أصحُّ، هكذا قال سَلَاّم بن أبي مطيع عن قتادة، وإياس بن دُغفُل عن الحسن قال: «ويُسمَّى» ورواه أشعت عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ويُسَمَّى» .

وفي رواية الترمذي قال: «الغلامُ مُرتَهَن بعَقيقتَه، تُذبَحُ عنه يوم السابع، ويُسمى، ويُحلَق رأسُه» وفي رواية نحوه.

وأخرج النسائي الرواية الأولى، ولم يذكر حديث همَّام وما ذكره ⦗٤٩٨⦘ أبو داود عن قتادة (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(رَهِينة بعَقِيقَتِه) قال الخطابي: تكلم الناس في هذا، وأجود ما قيل فيه: ما ذهب إليه أحمد بن حنبل رحمه الله قال: هذا في الشفاعة، يريد: أنه إذا لم يعق عنه فمات طفلاً، لم يشفع في والديه، وإثبات الهاء في «رهينة» للمبالغة، يقال: فلان كريمة قومه، وهذا عقيلة المتاع، أي: غُرَّتُه، فهو فعيل بمعنى مفعول، وقيل: معناه أنه مرهون بأذى شعره، واستدلوا بقوله [- صلى الله عليه وسلم-] : «فأَمِيطُوا عنه الأذى» والأذى إنما هو ما عَلِقَ به من دم الرَّحم.

و «العقيقة» في الأصل من العقّ، وهو الشق والقطع، وسمي الشعر الذي يخرج به المولود من بطن أمه عقيقة، لأنه يُحْلَق عنه.

وقيل للذبيحة التي تُذبح عنه: عقيقة، لأنه يشقّ حلقها بسببه.

قال الترمذي: العقّ: القطع، وهو في المعنى راجع إلى الافتراق، ومنه: شقَّ العصا، أي: فارق الجماعة، والمراد به في العقيقة: إمَّا قطع شعر الصبي، وإما شق أوداج الشاة بالذبح. ⦗٤٩٩⦘

(يَافُوخ) الرأس: هو الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل.


(١) رواه أبو داود رقم (٢٨٣٧) و (٢٨٣٨) في الأضاحي، باب في العقيقة، والترمذي رقم (١٥٥٢) في الأضاحي، باب ما جاء في العقيقة، والنسائي ٧ / ١٦٦ في العقيقة، باب متى يعق، من حديث الحسن عن سمرة، وإسناده صحيح، فقد صرح النسائي بسماع الحسن حديث العقيقة من سمرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، قال: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون أن تذبح عن الغلام العقيقة يوم السابع، فإن لم يتهيأ يوم السابع فيوم الرابع عشر، فإن لم يتهيأ عق عنه يوم إحدى وعشرين، وانظر الحديث رقم (٥٦٠٩) في سماع الحسن من سمرة حديث العقيقة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١ - أخرجه أحمد (٥/٧) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) ويزيد، قال: أخبرنا سعيد (ح) وبهز، قال: حدثنا همام. وفي (٥/١٢) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف، قال: حدثنا سعيد. وفي (٥/١٢) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا سعيد. وفي (٥/١٧) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان العطار، وفي (٥/١٧و٢٢) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. والدارمي (١٩٧٥) قال: أخبرنا عفان، قال: حدثنا همام. وأبو داود (٢٨٣٧) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري، قال: حدثنا همام. وفي (٢٨٣٨) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. وابن ماجة (٣١٦٥) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. والترمذي (١٥٢٢) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سعيد ابن أبي عروبة. والنسائي (٧/١٦٦) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع، عن سعيد.
أربعتهم - شعبة، وسعيد، وهمام، وأبان - عن قتادة.
٢ - وأخرجه الترمذي (١٥٢٢) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا علي بن مسهر، عن إسماعيل ابن مسلم.
كلاهما - قتادة، وإسماعيل - عن الحسن، فذكره.
* أخرجه البخاري (٧/١٠٩) قال: حدثني عبد الله بن أبي الأسود. والترمذي (١٨٢) قال: حدثنا أبو موسى، محمد بن المثنى. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا علي بن عبد الله. والنسائي (٧/١٦٦) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله.
أربعتهم - ابن أبي الأسود، وابن المثنى، وعلي، وهارون - عن قريش بن أنس، عن حبيب بن الشهيد، قال: أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن: ممن سمع حديث «في العقيقة» فسألته. فقال: من سمرة بن جندب.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: الحسن عن سمرة، قيل: إنه من صحيفة غير مسموعة إلا حديث العقيقة. فإنه قيل للحسن: ممن سمعت حديث العقيقة؟ قال: من سمرة. وليس كل أهل العلم يصحح هذه الرواية - قوله: قلت للحسن: ممن سمعت حديث العقيقة. «السنن الكبرى» (الورقة ٩٠ - ب) .

<<  <  ج: ص:  >  >>