للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الكتاب الثاني: في اللقطة]

٨٣٦٠ - (خ م ط د ت) يزيد مولى المنبعث أنه سمع زيدَ بنَ خالد يقول: «سُئِل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن اللقطة: الذَهبِ أو الوَرِقِ؟ فقال: اعرِفْ وكاءها وعِفاصها، ثم عرِّفها سنة، فإن لم تَعْرِفْ، فاستنْفِقْها، ولتكن وديعة عندك، فإن جاء طالبُها يوماً من الدهر، فأدِّها إليه، وسأله عن ضالة الإبل؟ فقال: ما لَكَ وما لها؟ دَعْها، فإن معها حِذَاءها وسقاءها، تَرِدُ الماء وتأكلُ الشجر، حتى يَجِدَها ربُّها، وسأله عن الشاة؟ فقال: خُذْها، فإنما هي لك، أو لأخيك، أو للذئب» .

وفي رواية - بعد قوله في اللقطة: «وكانت وديعةً عنده» قال يحيى بن سعيد: فهذا الذي لا أدري: أفي حديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أم شيء من عنده؟ وفيه - بعد قوله في الغنم: «لك أو لأخيك أو للذئب» - قال يزيد: وهي تُعَرّف أيضاً؟ .

وفي أخرى في اللقطة: «فإن جاء صاحبُها، وإلا فَشأْنَكَ بها» .

وفي أخرى: «وإلا فاستَنْفِق بها» . ⦗٧٠٠⦘

وفي أخرى قال: «فضالة الإبل؟ قال: فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى احمرَّتْ وجْنَتَاهُ - أو احمرَّ وجهه - ثم قال: ما لَكَ ولها؟» .

وفي أخرى: «فإن جاءَ صاحبُها فعرَّف عِفاصَها وعَدَدها ووِكاءَها، فأعطِها إياه، وإلا فهي لك» لم يذكر سفيان عن ربيعة «العدد» .

وفي رواية قال: سُئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن اللقطة؟ فقال: «عَرّفْها سنة، فإن لم تُعْتَرَف، فاعْرِف عِفَاصها ووكاءها، ثم كُلْها، فإن جاءَ صاحبُها فأدِّها إليه» .

وفي أخرى: فإن اعتُرِفتْ فأدِّها، وإلا فعرِّف عِفَاصَها ووعاءها وعددها» .

أخرجه البخاري ومسلم، إلا الروايتين الأخيرتين، فإن مسلماً انفرد بهما.

وفي رواية الموطأ قال: «جاء رجل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فسأله عن اللقطة؟ فقال: «اعرِف عِفَاصها ووِكاءها، ثم عَرِّفها سَنَة، فإن جاءَ صاحبُها، وإلا فشأنَك بها، فقال: فضالةَ الغنم، يا رسولَ الله؟ قال: لَكَ، أو لأخيك أو للذئب، قال: فضالَّة الإبل؟ قال: ما لَكَ ولها؟ معها سقاؤها وحِذَاؤُها، تَرِدُ الماء، وتأكلُ الشجر، حتى يلقاها رَبُّهَا» .

وفي رواية الترمذي وأبي «أنَّ رجلاً سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن اللقطة فقال: عَرِّفْها سَنَة، ثم اعرِف وكاءها وعِفَاصَهَا - وفي أخرى، وعاءها ⦗٧٠١⦘ وعفاصها - ثم استَنْفِقْ بها، فإن جاء ربُّها فأدِّها إليه، فقال: يا رسولَ الله، فضالَّةُ الغنم؟ فقال: خُذها، فإنما هِيَ لك، أو لأخيك، أو للذئب، قال: يا رسولَ الله، فضالَّةُ الإبل؟ فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى احمرتْ وجنتاهُ أو احمر وجهه - وقال مالك ولها؟ معها حِذاؤها وسِقاؤُها، حتى يأتيها ربُّها» .

وفي أخرى لأبي داود - بعد قوله «سِقاؤها» - «تَرِد الماءَ، وتأكلُ الشجرَ» ولم يقل في ضالة الغنم: «خذها» وقال في اللقطة: «عرِّفْها سنَة، فإن جاء صاحبُها، وإلا فشأنَك بها» ولم يذكر «استنْفِق» .

وله أيضاً في روايات أخرى نحو ما سبق في روايات البخاري ومسلم؛ وله في أخرى بمعناه، وفيه «فإن جاء باغِيها فعرَّف عِفَاصها وعَددَهَا فادْفعها إليه» .

قال أبو داود: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مثله، ولم يذكر لفظه.

وله في أخرى عن زيد بن خالد قال: «سُئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن اللقطة قال: تُعرِّفها حولاً، فإن جاء صاحبُها دفعتَها إليه، وإلا عَرَّفتَ وِكاءها وعِفَاصها، ثم أفِضْها في مالك، فإن جاء صاحبُها دفعتَها إليه» (١) . ⦗٧٠٢⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(عفاصها ووكاءها) العفاص: الوعاء الذي تكون فيه النفقة، جلداً كان أو خِرْقة أو غير ذلك، والوكاء: الخيط الذي يُشَدُّ به رأسُ الكيس والجراب والقربة ونحو ذلك، والمراد: أنَّ ذلك يكونُ علامةً لما التقطه، فمن جاء يتعرَّفُها أو يطلبها بتلك الصفة دُفِعت إليه.

(فضالة الغنم) الضالة: الضائعة عن صاحبها، وإنما رُخِّص في ضالَّة الغنم لأنها إن لم تُؤخَذْ أكلها الذئب، فلذلك قال: «هي لك، أو لأخيك» يعني: رجلاً آخر يراها، فيأخذها «أو للذئب» يأكلها إذا تركت.

(فضالة الإبل) إنما شدد في ضالة الإبل بقوله: «معها حذاؤها» وهو ما تطأ به الأرض من خُفِّها، لأنه أراد: أنها تقوى به على قطع الأرض، وقوله: «سقاؤها» أراد: أنها تقوى على ورود المياه، ورَعْي الشجر، والامتناعِ من السباع المفترسة، وكذا ما كان في معنى الإبل من البقر والخيل والحمير. ⦗٧٠٣⦘

(فاستَنْفِقْها) أي: أنْفِقْها وصَرِّفْها إذا شاع خبرها بين الناس وانتشر أمرها.

(أفِضْها في مالك) أي: اخلطها فيه، وألقها في جملته، من قولك: فاض الحديث: إذا اختلط وانتشر.


(١) رواه البخاري ١ / ١٦٨ في العلم، باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره، وفي الشرب، باب شرب الناس والدواب من الأنهار، وفي اللقطة، باب ضالة الإبل، وباب ضالة ⦗٧٠٢⦘ الغنم، وباب إذا لم يوجد صاحب اللقطة بعد سنة ردها عليه، وباب من عرف اللقطة ولم يدفعها إلى السلطان، وفي الطلاق، باب حكم المفقود في أهله وماله، وفي الأدب، باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله، ومسلم رقم (١٧٢٢) في اللقطة، باب في فاتحته، والموطأ ٢ / ٧٥٧ في الأقضية، باب القضاء في اللقطة، وأبو داود رقم (١٧٠٤) و (١٧٠٥) و (١٧٠٦) و (١٧٠٧) و (١٧٠٨) في اللقطة في فاتحته، والترمذي رقم (١٣٧٢) و (١٣٧٣) في الأحكام، باب ما جاء في اللقطة وضالة الإبل والغنم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١- أخرجه مالك في الموطأ (٤٧١) وأحمد (٤/١١٧) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، وعبد بن حميد (٢٧٩) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا مالك بن أنس. والبخاري (١/٣٤) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سليمان بن بلال المدني. وفي (٣/١٤٩) قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا مالك. وفي (٣/١٦٣) قال: حدثنا عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفيه (٣/١٦٣) قال: حدثنا عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفيه (٣/١٦٣) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (٣/١٦٥) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (٣/١٦٦) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وفي (٨/٣٤) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. ومسلم (٥/١٣٣) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك. وفي (٥/١٣٤) قال: وحدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر، عن إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وعمرو بن الحارث، وغيرهم. (ح) وحدثني أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان وهو ابن بلال. وأبو داود (١٧٠٤) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (١٧٠٥) قال: حدثنا ابن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك. والترمذي (١٣٧٢) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي في الكبرى (ورقة ٧٥) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل. (ح) وأخبرنا محمد بن سلمة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك.
خمستهم - مالك، والثوري، وسليمان وإسماعيل، وعمرو - عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
٢- وأخرجه الحميدي (٨١٦) وأحمد (٤/١١٦) . والبخاري (٧/٦٤) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وابن ماجة (٢٥٠٤) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل بن العلاء الأيلي، والنسائي في الكبرى (ورقة ٧٥) قال: أخبرنا إسحاق بن إسماعيل.
أربعتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي، وإسحاق - قالوا: حدثنا سفيان هو ابن عيينة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
* قال سفيان بن عيينة: فلقيت ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال سفيان: ولم أحفظ عنه شيئا غير هذا، فقلت: أرأيت حديث يزيد مولى المنبعث في أمر الضالة، هو عن زيد بن خالد؟ قال: نعم.
٣- وأخرجه البخاري (٣/١٦٣) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. ومسلم (٥/١٣٤) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (٣٧٦٣) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن القعنبي.
كلاهما - إسماعيل، وعبد الله بن مسلمة القعنبي - عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد.
٤- وأخرجه مسلم (٥/١٣٥) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا حبان بن هلال. وأبو داود (١٧٠٨) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي في الكبرى (ورقة ٧٥) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أسد بن موسى.
ثلاثتهم - حبان، وموسى، وأسد - عن حماد بن سلمة، قال: حدثني يحيى بن سعيد، وربيعة بن أبي عبد الرحمن.
٥- وأخرجه أبو داود (١٧٠٧) . والنسائي في الكبرى (ورقة ٧٥) قال أبو داود: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن عباد بن إسحاق، عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث.
ثلاثتهم - ربيعة، ويحيى، وعبد الله بن يزيد - عن يزيد مولى المنبعث، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>