للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[النوع الثاني: في كيفيتها]

١٣٧١ - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُهِلُّ ملبِّداً (١) يقول «لَبَّيكَ اللَّهُمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريكَ لك لبَّيْكَ (٢) ، إنَّ الحمدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلّكَ، لا شَريك ⦗٨٩⦘ لَكَ» (٣) . لا يزيد على هذه الكلمات.

زاد في رواية: «وأنَّ عبد الله بن عمر كان يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَركعُ بذي الْحُليْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثم إذا استوتْ به النَّاقةُ قائِمة، عند مسجد ذي الحلَيْفَةِ: أهَلَّ بهؤلاء الكلمات، وكان عبدُ الله بنُ عمر يقولُ: كان عمرُ بنُ الخطاب -رضي الله عنه- يُهِلُّ بإهْلال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هؤلاء الكلمات، ⦗٩٠⦘ ويقول: لبَّيْك اللهمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ (٤) ، والخيرُ في يدَيْكَ لبَّيْكَ، والرَّغباءُ (٥) إليكَ والعملُ» .

وفي رواية قال: تَلَقَّفْتُ التَّلْبِيةَ (٦) من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَذكر نحوه مع الزِّيادة.

هذه رواية البخاري ومسلم.

وفي رواية الموطأ والترمذي وأبي داود والنسائي: «أنَّ تلْبِيةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لَبَّيكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْك لا شَرِيكَ لك لَبَّيْكَ، إنَّ الحمدَ والنَّعْمَةَ لَكَ والملك، لا شريك لك» .

قال: وكان ابنُ عمر يزيدُ فيها: «لبَّيْكَ لبيك وسعْدَيْكَ، والخيرُ بِيديْك، لَبَّيْكَ والرَّغْباءُ إليك والعملُ» .

إلا أنّ في رواية الموطأ وأبي داود: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، ثلاثَ مرات في زيادة ابن عمر.

وفي رواية للنسائي مثل رواية البخاري ومسلم بالزيادة إلى قوله: ⦗٩١⦘ «بِهَؤلاءِ الكَلِمات» (٧) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(لَبيك) : لفظ يجاب به الداعي، وهو في تلبية الحج إجابة لدعاء الله الناس إلى الحج في قوله: {وأَذِّنْ في النَّاسِ بالحَجِّ يأْتُوك رِجالاً وعلى كلِّ ضامِرٍ} [الحج: ٢٧] ومعنى هذه التثنية فيه: أي: مرة بعد مرة، وهو من ألبَّ بالمكان: إذا أقام به، كأنه قال: إقامة على إجابتك بعد إقامة.

(سعديك) : من الألفاظ المقرونة بلبيك، ومعناها: إسعاداً بعد إسعاد، والمراد: ساعدت على طاعتك مُساعدة بعد مساعدة، وهما منصوبان على المصدر.

(الرغبى إليك) : الرُّغبى والرَّغباء: فالضم مع القصر، والفتح مع المد، كالنعمى والنعماء، ومعناهما: الرغبة.

(تلقفت) : الشيء: إذا أخذته وتعلمته.


(١) وفيه: استحباب تلبيد الرأس قبل الإحرام. وقد نص عليه الشافعي وأصحابنا قاله النووي.
(٢) قال النووي ١ / ٣٧٥: قال القاضي: قال المازري: التلبية مثناة للتكثير والمبالغة، ومعناه: إجابة بعد إجابة، ولزوماً لطاعتك، فثنى للتوكيد لا تثنية حقيقية.
وقال يونس بن حبيب البصري: " لبيك " اسم مفرد لا مثنى. قال: وألفه إنما انقلبت ياء: لاتصالها بالضمير، كـ " لدي " و " علي " ومذهب سيبويه: أنه مثنى بدليل قلبها ياء مع المظهر. وأكثر الناس على ما قاله سيبويه. قال ابن الأنباري: ثنوا " لبيك " كما ثنوا " حنانيك " أي: تحنناً بعد تحنن ⦗٨٩⦘ وأصل " لبيك ": لببك، فاستثقلوا الجمع بين ثلاث باءات، فأبدلوا من الثانية ياء، كما قالوا من الظن: تظنيت، والأصل: تظننت.
واختلفوا في معنى " لبيك " واشتقاقها. فقيل: معناها: اتجاهي وقصدي إليك، مأخوذ من قولهم: داري تلب دارك، أي: تواجهها، وقيل: معناها: محبتي لك، مأخوذ من قولهم: أم لبة: إذا كانت محبة لولدها، عاطفة عليه، وقيل: معناها: إخلاصي لك، مأخوذ من قولهم: حسب لباب: إذا كان خالصاً محضاً، ومن ذلك لب الطعام ولبابه.
وقيل: معناه: أنا مقيم على طاعتك وإجابتك، مأخوذ من قولهم: لب الرجل بالمكان وألب: إذا أقام فيه ولزمه.
(٣) قوله: " إن الحمد " يروى بكسر الهمزة من " إن " وفتحها، وجهان مشهوران لأهل الحديث وأهل اللغة، قال الجمهور: الكسر أجود، قال الخطابي: الفتح رواية العامة، وقال ثعلب: الاختيار الكسر وهو الأجود في المعنى من الفتح؛ لأن من كسر جعل معناه: إن الحمد والنعمة لك على كل حال، ومن فتح قال: معناه لبيك لهذا السبب.
وقوله: " والنعمة لك " المشهور فيه نصب " النعمة ". قال القاضي: ويجوز رفعها على الابتداء، ويكون الخبر محذوفاً. قال ابن الأنباري: وإن شئت جعلت خبر " إن " محذوفاً تقديره: إن الحمد لك والنعمة مستقرة لك.
(٤) إعرابها وتثنيتها كما سبق في لبيك، ومعناه: مساعدة لطاعتك بعد مساعدة.
(٥) قال النووي: قال المازري: يروى بفتح الراء والمد، وبضم الراء مع القصر. ونظيره: العليا والعلياء، والنعمى والنعماء. قال القاضي: وحكى أبو علي فيه أيضاً: الفتح مع القصر، " الرغبى " مثل " سكرى " ومعناه هنا: الطلب والمسألة إلى من بيده الخير، وهو المقصود بالعمل المستحق للعبادة.
(٦) أي: أخذتها بسرعة. قال القاضي: وروي " تلقنت " بالنون، قال: والأول رواية الجمهور، وقال: وروي " تلقيت " بالياء ومعانيها متقاربة. قاله النووي.
(٧) أخرجه البخاري ٣ / ٣٢٤ و ٣٢٥ في الحج، باب التلبية، وفي اللباس، باب التلبيد، ومسلم رقم (١١٨٤) في الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها، والموطأ ١ / ٣٣١ و ٣٣٢ في الحج، باب العمل في الإهلال، والترمذي رقم (٨٢٥) في الحج، باب ما جاء في التلبية، وأبو داود رقم (١٨١٢) في المناسك، باب كيف التلبية، والنسائي ٥ / ١٥٩ و ١٦٠ في الحج، باب كيف التلبية.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: لفظ الباب من رواية سالم عن أبيه:
١ - أخرجه أحمد (٢/٣٤) (٤٨٩٥) . وعبد بن حُميد (٧٢٦) . قال أحمد: حدثنا وقال عَبد بن حميد: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
٢ - وأخرجه أحمد (٢/١٢٠) (٦٠٢١) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله. والبخاري (٢/١٦٨) قال: حدثنا أصبغ، قال: أخبرنا ابن وهب. وفي (٧/٢٠٩) قال: حدثني حبان بن موسى، وأحمد بن محمد، قالا: أخبرنا عبد الله. ومسلم (٤/٨) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. وأبو داود (١٧٤٧) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، قال: حدثنا ابن وهب. وابن ماجة (٣٠٤٧) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، قال: أنبأنا عبد الله بن وهب. والنسائي (٥/١٣٦) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، والحارث بن مسكين، قراءة عليه، وأنا أسمع، عن ابن وهب. وفي (٥/١٥٩) قال: أخبرنا عيسى بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن وهب. وابن خزيمة (٢٦٥٦) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما (عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب) قالا: أخبرنا يونس.
٣ - وأخرجه أحمد (٢/١٣١) (٦١٦٤٦) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب.
ثلاثتهم (معمر، ويونس، وابن أخي ابن شهاب) عن ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله، فذكره.
(*) رواية أصبغ بن الفرج، وسليمان بن داود، وأحمد بن عمرو بن السرح، والحارث بن مسكين، ويونس ابن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس، مختصرة على: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُهل مُلَبِّدا» .
- أما لفظ الموطأ فهو من رواية نافع، عن عبد الله بن عمر:
١ - أخرجه مالك (الموطأ) (٢١٩) . وأحمد (٢/٣٤) (٤٨٩٦) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (٢/١٧٠) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، ومسلم (٤/٧) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. وأبو داود (١٨١٢) قال: حدثنا القَعنبي، والنسائي (٥/١٦٠) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم (عبد الرزاق، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وقتيبة بن سعيد) عن مالك.
٢- وأخرجه الحميدي (٦٦٠) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (٢/٣٤) (٤٨٩٦) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (٢/٤٨) (٦٠٨٣) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والترمذي (٨٢٥) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، وابن خزيمة (٢٦٢١) قال: حدثنا أحمد بن منيع، ومؤمل بن هشام، قالا: حدثنا إسماعيل. ثلاثتهم -سفيان، ومعمر، وإسماعيل بن إبراهيم- عن أيوب السختياني.
٣ - وأخرجه أحمد (٢/٢٨) (٤٨٢١) قال: حدثنا روح. وفي (٢/٤٧) (٥٠٧١) قال: حدثنا محمد بن بكر. كلاهما (روح بن عبادة، ومحمد بن بكر) قال روح: حدثنا. وقال ابن بكر: أخبرنا ابن جريج.
٤ - وأخرجه أحمد (٢/٤١) (٤٩٩٧) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (٢/٥٣) (٥١٥٤) قال: حدثنا يحيى، ومسلم (٤/٧) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد. وابن ماجة (٢٩١٨) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير. وابن خزيمة (٢٦٢٢) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. أربعتهم (أبو معاوية، ويحيى بن سعيد، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير) عن عبيد الله بن عمر.
٥ - وأخرجه أحمد (٢/٤٣) (٥٠١٩) ، والنسائي (٥/١٦٠) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم. كلاهما (أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبد الله بن الحكم) قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت زيدا، وأبا بكر، ابني محمد بن زيد.
٦ - وأخرجه أحمد (٢/٧٧) (٥٤٧٥) . والدارمي (١٨١٥) كلاهما (أحمد، والدارمي) عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد.
٧ - وأخرجه الترمذي (٨٢٦) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث.
ثمانيتهم (مالك، وأيوب، وابن جريج، وعبيد الله بن عمر، وزيد بن محمد بن زيد، وأبو بكر بن محمد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والليث بن سعد) عن نافع، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>