للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورة يوسف]

٦٧٥ - (خ) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: أنهُ سألَ عائشة عن قوله تعالى: {حَتَّى إذا اسْتيْأسَ الرُّسُلُ وظَنُّوا أنَّهمْ قد كُذِّبوا (١) } [يوسف: ١١٠] أَو كُذِبُوا؟ قالت: بلْ كَذَّبَهُم قَوْمُهُم، فقُلْتُ: واللهِ، لقَد اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبوهُم، وما هو بالظَّنِّ، فقالت: يا عُرَيَّةُ أجَلْ، لقد استيقنوا بذلك، فقلتُ: لعلَّها {قد كُذِبُوا} فقالت: معاذ الله (٢) ، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أَتْباعُ الرُّسُلِ الذين آمنوا بربهم وصدَّقوهم، وطال عليهم البلاءُ، واسْتأْخَرَ عنهم النصرُ، حتى إذا اسْتَيْأَسَ الرسُلُ ممن كَذَّبَهُم مِن قومهم، وظَنُّوا أنَّ أتْباعَهم كَذَّبُوهُم، جاءهم نصرُ الله عند ذلك.

وفي رواية عبْدِ اللهِ بن عُبَيْدِ الله بن أبي مُلَيْكَة قال: قال ابن عباس: ⦗٢٠٠⦘ {حَتَّى إذا اسْتيْأسَ الرُّسُلُ وظَنُّوا أنَّهمْ قد كُذِبوا} خَفِيفة، قال: ذهبَ بها هُنالك، وتلا {حتَّى يقولَ الرَّسولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا معه مَتَى نَصْرُ الله ألا إنَّ نَصْرَ الله قَريب} [البقرة: ٢١٤] ، قال: فلقيتُ عروةَ بنَ الزبير فذكرتُ ذلك له، فقال: قالت عائشة: مَعاذَ الله، والله ما وَعدَ اللهُ رسوله من شيء قَطُّ إِلا عَلِمَ أَنَّه كائِنٌ قبلَ أَنْ يَمُوتَ، ولكن لم تزَل البلايا بِالرُّسُلِ، حتى خافوا أَن يكون مَن معهم مِن قومهم يُكَذِّبُونَهم، وكانت تَقْرَؤها {وظَنُّوا أَنَّهمْ قد كُذِّبُوا} مُثَقَّلَة. أخرجه البخاري (٣) .


(١) جاء في " زاد المسير " ٤ / ٢٩٦ قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر " كذبوا " مشددة الذال مضمومة الكاف، والمعنى: وتيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم، فيكون الظن هاهنا بمعنى اليقين، وهذا قول الحسن وعطاء وقتادة وقرأ عاصم وحمزة والكسائي " كذبوا " خفيفة، والمعنى: ظن قومهم أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر، لأن الرسل لا يظنون ذلك.
(٢) قال الحافظ في " الفتح " ٨ / ٢٦٧: وهذا ظاهر في أنها أنكرت القراءة بالتخفيف، بناء على أن الضمير للرسل، وليس الضمير للرسل على ما بينته، ولا لإنكار القراءة بذلك معنى بعد ثبوتها، ولعلها لم تبلغها ممن يرجع إليه في ذلك، وقد قرأها بالتخفيف أئمة الكوفة من القراء: عاصم ويحيى بن وثاب، والأعمش، وحمزة، والكسائي، ووافقهم من الحجازيين: أبو جعفر بن القعقاع، وهي قراءة ابن مسعود وابن عباس، وأبي عبد الرحمن السلمي، والحسن البصري، ومحمد بن كعب القرظي في آخرين.
(٣) ٨ / ٢٩٩ في الأنبياء، باب قوله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي تفسير سورة البقرة {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم} ، وفي تفسير سورة يوسف، باب قوله {حتى إذا استيأس الرسل} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجة البخاري في أحاديث الأنبياء (٢٠: ٨) عن يحي بن بكير عن ليث عن عقيل عن محمد الزهري عن عروة عن عائشة تحفة الأشراف (١٢/٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>