للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الباب الرابع: في الطواف والسعي ودخول البيت، وفيه ثلاثة فصول

الفصل الأول: في كيفية الطواف والسعي، وفيه فرعان

الفرع الأول: في الطواف، وهو ثلاثة أنواع

[النوع] الأول: في هيئته

⦗١٦٢⦘

١٤٢٨ - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «قَدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابُهُ مَكَّة، وقد وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فقال المشركُون: إنَّهُ يَقْدُمُ عليكُمْ غَداً قومٌ قد وَهَنتْهُمُ الحمى، ولَقُوا منها شِدَّةً، فَجَلَسُوا ممَّا يَلي الْحِجْرَ، وأَمرهُم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أنْ يَرْمُلُوا ثَلاثَةَ أشْواطٍ، ويَمْشُوا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، لِيرَى الْمُشْرِكُونَ جَلَدَهُم فقال المشركون: هؤلاء الذين زَعَمتم أن الحُمَّى قد وَهَنَتْهُمْ؟ هؤلاء أَجْلَدُ من كذا وكذا. قال ابنُ عبَّاسٍ: ولم يمنَعه [أنْ يأمرَهم] أنْ يَرْمُلُوا الأشواط كُلَّها: إلا الإبقاءُ عليهم (١) » .

وفي رواية: قال البخاري: وزاد حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عن أيُّوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «لما قَدِمَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لِعَامِه الَّذي اسْتأْمَنَ فِيهِ، قال: ارْمُلُوا، لِيُريَ المُشْركِينَ قُوَّتَهُم، والمشركون من قِبَلِ قُعَيْقِعَان (٢) » .

وفي رواية مختصراً: قال ابنُ عباسٍ «إنما سَعَى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بالبيت وبين الصفا والمروة لِيُرِيَ المشركين قُوَّتَهُ» . ⦗١٦٣⦘ هذه رواية البخاري ومسلم.

وأخرج الترمذي الرواية المختصرة الأخيرة.

وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الأولى.

إلا أن أبا داود قال في حديثه: «إنَّ هَؤلاء أجْلَدُ مِنَّا» .

وفي أخرى لأبي داود «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أضْطَبَعَ، فاسْتَلَمَ وكبَّرَ، ثمَّ رَمَلَ ثَلاثَةَ أطْوَافٍ، فكانُوا إذا بَلَغُوا الرُّكْنَ اليمانيَّ، وتَغَيّبُوا عن قُريْشٍ، مَشَوْا، ثم يَطْلُعُونَ عليهم يَرْمُلُون، فتقول قُرَيْشٌ: كأنهم الغزلانُ، قال ابن عباس: فكانت سُنَّة» (٣) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(وهنَتْهم) : أي أضعفتهم ووعكتهم.

(أن يرملوا) : الرمل: سرعة المشي والهرولة.

(أشواط) : جمع شوط، والمراد به: المرة الواحدة من الطواف بالبيت. ⦗١٦٤⦘

(جلَدَهم) : الجلد: القوة والصبر.

(أطواف) : جمع طوف. والطوف: مصدر طُفت بالبيت أطوف به طوفاً وطوافاً.

(استأمن) الرجل: طلب الأمان.

(اضطبع) : الاضطباع المأمور به في الطواف: هو أن تُدخِلَ الرِّداء من تحت إبطك الأيمن وتجمع طرفيه على عاتقك الأيسر فيبدو منكبك الأيمن ويتغطى الأيسر. وسمي بذلك لإبداء الضبعين. وهما العضدان ما تحت الإبط.


(١) " إلا الإبقاء عليهم " بكسر الهمزة، وبالباء الموحدة والمد: أي الرفق بهم. يقال: أبقيت عليه إبقاءاً: إذا رحمته، وأشفقت عليه، والاسم: البقيا. نهاية.
(٢) " قعيقعان " على وزن: زعيفران: جبل بمكة، وجهه إلى أبي قبيس. قاموس.
(٣) أخرجه البخاري ٣ / ٣٧٦ في الحج، باب كيف كان بدء الرمل، وفي المغازي، باب عمرة القضاء، ومسلم رقم (١٢٦٦) في الحج، باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة، والترمذي رقم (٨٦٣) في الحج، باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة، وأبو داود رقم (١٨٦٦) و (١٨٨٩) في المناسك، باب في الرمل، والنسائي ٥ / ٢٣٠ في الحج، باب العلة التي من أجلها سعى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند ١ / ٢٩٠ و ٣٠٦ و ٣٧٣.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١ - أخرجه أحمد (١/٢٩٠) (٢٦٣٩) قال: حدثنا عفان. وفي (١/٢٩٤) (٢٦٨٦) قال: حدثنا يونس. والبخاري (٢/١٨٤ و ٥/١٨١) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (٤/٦٥) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني. وأبو داود (١٨٨٦) قال: حدثنا مسدد. والنسائي (٥/٢٣٠) قال: أخبرني محمد بن سليمان. ستتهم (عفان، ويونس، وسليمان بن حرب، وأبو الربيع، ومسدد، ومحمد بن سليمان) عن حماد بن زيد.
٢ - وأخرجه أحمد (١/٣٠٦) (٢٧٩٤) قال: حدثنا سُريج، ويونس، وفي (١/٣٧٣) (٣٥٣٦) قال: حدثنا روح. وابن خزيمة (٢٧٢٠) قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا أسد. أربعتهم (سريج، ويونس، وروح، وأسد بن موسى) عن حماد بن سلمة.
كلاهما (حماد بن زيد، وحماد بن سلمة) عن أيوب، عن سعيد بن جبير، فذكره.
في رواية عفان قال: (وقد سمعتُ حمادا يحدِّثه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أو عن عبد الله، عن سعيد بن جبير، لا شك فيه عنه) .

<<  <  ج: ص:  >  >>