للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل الثالث: في العزل والغيلة]

٩١٠٢ - (خ م ط [ت] د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال ابن مُحيريز - عبد الله بن محيريز - الجُمحي: دخلتُ المسجد، فرأيتُ أبا سعيد الخدري فجلست إليه، فسألتُه عن العزل؟ فقال أبو سعيد: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة بني المُصْطَلِق، فأصبنا سَبْياً من سَبْي العرب، فاشتهينا النساء، ⦗٥٢٢⦘ واشتدت علينا العُزْبة، وأحببنا العَزْلَ، فأردنا أن نعزِلَ، وقلنا: نعزل ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين أظهرنا قبل أن نسأله؟ فسألناه عن ذلك، فقال: ما عليكم أن لا تفعلوا، ما مِنْ نَسَمةٍ كائنةٍ إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة» .

وفي رواية نحوه، وفيه: أنه - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عليكم أن لا تفعلوا، فإنه ليست نسمة كتب الله أن تخرج إلا وهي كائنة» .

وفي أخرى «إلا وهي خارجة» .

وفي أخرى «ما عليكم أن لا تفعلوا، فإن الله قد كتب مَنْ هو خالق إلى يوم القيامة؟» أخرجه البخاري ومسلم.

ولمسلم: «لا عليكم أن لا تفعلوا، ما كتب الله خَلْقَ نَسَمَةٍ هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكونُ» .

وفي أخرى قال: «ذُكِر العَزْلُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: ولِمَ يفعل ذلك أحدكم؟ - ولم يقل: فلا يفعل ذلك أحدكم - فإنه ليست نفسٌ مخلوقةٌ إلا الله خالقها» .

وقد أخرج البخاري هذه الرواية تعليقاً، فقال: وقال مجاهد عن قَزَعة قال: سألت أبا سعيد؟ فقال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ليست نفسٌ مخلوقةٌ إلا الله خالقها» .

⦗٥٢٣⦘

ولمسلم في أخرى: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عليكم أن لا تفعلوا ذلكم، فإنما هو القَدَر» .

وفي أخرى قال: «سُئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن العزل؟ فقال: لا عليكم أن لا تفعلوا ذلكم، فإنما هو القَدَر» .

قال ابن سيرين: وقوله: «لا عليكم» أقرب إلى النهي.

وفي أخرى قال: «ذُكر العزل عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: وما ذاكم؟ قالوا: الرجل تكون له المرأة ترضعُ، فيصيب منها، ويكره أن تحمل منه، والرجل تكون له الأمة، فيصيب منها، ويكره أن تحمل منه، قال: فلا عليكم أن لا تفعلوا ذاكم، فإنما هو القَدَر» . قال ابن عون: فحدّثت به الحسن، فقال: والله لكأنَّ هذا زجر.

وله في أخرى قال: «سُئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن العزل؟ فقال: ما من كُلِّ الماء يكون الولد، وإذا أراد الله خَلْقَ شيء لم يمنعه شيء» .

وأخرج الترمذي وأبو داود الرواية الثانية من أفراد مسلم.

وأخرج أبو داود أيضاً: أنَّ رجلاً قال: «يا رسولَ الله، إن لي جاريةً وأنا أَعْزِلُ عنها، وأنا أكره أن تَحْمِلَ، وأنا أُريدُ ما يريد الرجال، وإنّ اليهود تحدِّثُ: أن العزل الموءودة الصغرى؟ قال: كذبت يهود، لو أراد الله أن يَخْلَقُه ما استطعت أن تصرفه» . ⦗٥٢٤⦘

وأخرج النسائي رواية مسلم التي فيها قالوا: «الرجل يكون له المرأة تُرضِع فيصيب منها» .

وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وكذلك أبو داود (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(النَّسَمة) : كُلُّ ذي روح، وقيل: هي النَّفْسُ.

(الموؤودة) الوأْدُ: هو ما كانت العرب تفعله من دفن البنات أحياء، فجعل العزل عن المرأة بمنزلة الوأد، إلا أنه أخفى، وذلك لأنهم كانوا يفعلون ذلك بالبنات هرباً منهن، وكذلك من يعزل، إنما يعزل هرباً من الولد، ولذلك سُمِّيَ هذا الفِعل «الموؤودة الصغرى» لأن تلك الموؤودة الكبرى.


(١) رواه البخاري ٩ / ٢٦٨ في النكاح، باب العزل، وفي البيوع، باب بيع الرقيق، وفي العتق، باب من ملك من العرب رقيقاً فوهب وباع وجامع وسبى الذرية، وفي غزوة بني المصطلق، وفي القدر، باب وكان أمر الله قدراً مقدورا، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {هو الله الخالق البارئ المصور} ، ومسلم رقم (١٤٣٨) في النكاح، باب حكم العزل، والموطأ ٣ / ٥٩٤ في الطلاق، باب ما جاء في العزل، وأبو داود رقم (٢١٧١) في النكاح، باب ما جاء في العزل، والترمذي رقم (١١٣٨) في النكاح، باب ما جاء في كراهية العزل، والنسائي ٦ / ١٠٧ في النكاح، باب العزل.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١- أخرجه مالك في الموطأ (٣٦٧) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. وأحمد (٣/٦٨) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. وفي (٣/٧٢) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا موسى بن عقبة. والبخاري (٣/١٩٤) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. وفي (٥/١٤٧) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن ربعية بن أبي عبد الرحمن. وفي (٩/١٤٨) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا موسى، هو ابن عقبة. ومسلم (٤/١٥٧) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: أخبرني ربيعة. وفي (٤/١٥٨) قال: حدثني محمد بن الفرج مولى بن ي هاشم، قال: حدثنا محمد بن الزبرقان، قال: حدثنا موسى بن عقبة. وأبو داود (٢١٧٢) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. والنسائي في الكبرى الورقة (٦٥) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر، قال: حدثنا ربيعة. (ح) وأخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني يحيى بن أيوب، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
كلاهما - ربيعة، وموسى بن عقبة - عن محمد بن يحيى بن حبان.
٢- وأخرجه أحمد (٣/٨٨) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أنبأنا شعيب. والبخاري (٣/١٠٩) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (٧/٤٢) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، قال: حدثنا جويرية، عن مالك بن أنس. وفي (٨/١٥٣) قال: حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا يونس. ومسلم (٤/١٥٨) قال: حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، قال: حدثنا جورية، عن مالك. والنسائي في الكبرى الورقة (٦٥) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب. (ح) . وأخبرنا هارون بن سعيد بن الهيثم الأيلي، قال: حدثنا خالد بن نزار، قال: حدثنا القاسم بن مبرور، عن يونس بن يزيد. (ح) وأخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: قال ابن أيوب، حدثني عقيل. وفي الورقة (١٢٢) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، قال: حدثنا جويرية بن أسماء، عن مالك بن أنس. (ح) وأخبرنا كثير بن عبيد الحمصي، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي وهو محمد بن الوليد الحمصي.
خمستهم - شعيب، ومالك، ويونس، وعقيل، والزبيدي - عن الزهري.
كلاهما - محمد بن يحيى، والزهري - عن عبد الله بن محيريز، فذكره.
* أخرجه أحمد (٣/٦٣) والنسائي في الكبرى ورقة (١٢٢) قال: أخبرني هارون بن عبد الله.
كلاهما - أحمد، وهارون - قالا: حدثنا محمد بن إسماعيل وهو ابن أبي فديك، عن الضحاج بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز الشامي، أنه سمع أبا صرمة المازني، وأبا سعيد الخدري، يقولان: أصبنا سبايا في غزوة بني المصطلق، فذكرا الحديث.
* في رواية مسلم (٤/١٥٧) وعلي بن حجر عند النسائي، ويحيى بن أيبو، عن ربيعة عن ابن محيريز، أنه قال: دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد الخدري فسأله أبو صرمة، فقال يا أبا سعيد، فذكر الحديث..

<<  <  ج: ص:  >  >>