للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل الثالث: في زكاة الحلي]

٢٦٨٨ - (د ت س) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أَبيه عن جده ⦗٦٠٨⦘ «أَن امرأَة أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ومعها ابنةٌ لها، وفي يَدِ ابْنَتِها مَسَكتَانِ غَلِيظَتَانِ من ذهب، فقال لها: أتُعطِينَ زكاة هذا؟ قالت: لا، قال: أَيَسُرُّكِ أن يُسَوِّرَكِ اللهُ بهما يومَ القيامةِ سِوارَينِ من نارٍ (١) ؟ قال: فَخَلعتْهما فألقتْهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، وقالت: هما لله ولرسوله» . هذه رواية أبي داود.

وأخرجه النسائي، وقال فيه: «إِن امرأة من أهل اليمن أتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث» .

وله في أخرى عن عمرو بن شعيب مرسلاً، ولم يذكر فيه «من اليمن» .

وأخرج الترمذي هذا المعنى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: «إِن امرأتين أَتتا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وفي أيديهما سِوَارَان من ذهب. فقال لهما: أَتُؤدِّيانِ زكاته؟ قالتا: لا، فقال لهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَتُحِبَّانِ أن يُسوِّرَكما اللهُ بِسِوَارَينِ من نار؟ قالتا: لا، قال: فَأَدِّيا زكاته» (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(مسكتان) : المسكة بتحريك السين - واحدة المسك، وهي أسورة ⦗٦٠٩⦘ من ذبل أو عاج، فإذا كانت من غير ذلك، أضيفت إلى ما هي منه، فيقال: من ذهب أو فضة، أو غيرهما.


(١) قال الخطابي: إنما هو تأويل قوله عز وجل {يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم} [التوبة ٣٥] .
(٢) رواه أبو داود رقم (١٥٦٣) في الزكاة، باب الكنز ما هو وزكاة الحلي، والنسائي ٥ / ٣٨ في الزكاة، باب زكاة الحلي، والترمذي رقم (٦٣٧) في الزكاة، باب في زكاة الحلي، وإسناده عند أبي داود والنسائي حسن، وهو حديث صحيح، وقول الترمذي رحمه الله: " ولا يصح في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء " غير صحيح، لأنه صح عند غيره، كأبي داود والنسائي وغيرهما.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
(*) رواية حجاج بن أرطأة، وابن لهيعة:
«جاءت امرأتان من أهل اليمن إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليهما أسورة من ذهب، فقال: أتحبان أن يسوركما الله بأسورة من نار؟ قالتا: لا. قال: فأديا حق هذا» .
أخرجه أحمد (٢/١٧٨) (٦٦٦٧) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا حجاج. وفي (٢/٢٠٤) (٦٩٠١) قال: حدثنا نصر بن باب، عن الحجاج. وفي (٢/٢٠٨) (٦٩٣٩) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطأة. وأبو داود (١٥٦٣) قال: حدثنا أبو كامل، وحميد بن مسعدة، المعنى، أن خالد بن الحارث حدثهم، قال: حدثنا حسين. والترمذي (٦٣٧) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة. والنسائي (٥/٣٨) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، عن حسين.
ثلاثتهم (حجاج بن أرطأة، وحسين المعلم، وابن لهيعة) عن عمرو بن شعيب، عن أبيه فذكره.
* أخرجه النسائي (٥/٣٨) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت حسينا، قال: حدثني عمرو بن شعيب، قال: جاءت امرأة، ومعها بنت لها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره مرسلا.
* قال الترمذي: وهذا حديث قد رواه المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب نحو هذا، والمثنى بن الصباح وابن لهيعة يضعفان في الحديث، ولا يصح في هذا الباب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء.
وقال الحافظ في «التلخيص» (٢/١٧٥) : لفظ أبي داود أخرجه من حديث حسين المعلم وهو ثقة عن عمرو، وفيه رد على الترمذي حيث جزم بأنه لا يعرف إلا من حديث ابن لهيعة والمثنى بن الصباح، عن عمرو، وقد تابعهم حجاج بن أرطأة أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>