قال الحافظ: والأول: المعتمد. وسياق الحديث يتنزل عليه، فالإشارة بقوله: " هذا الإنسان " إلى النقطة الداخلة، وبقوله: " وهذا أجله محيط به " إلى المربع، وبقوله: " وهذا الذي هو خارج أمله " إلى الخط المستطيل المنفرد، وبقوله " وهذه " إلى الخطوط، وهي مذكورة على سبيل المثال، لا أن ⦗٣٩١⦘ المراد: انحصارها في عدد معين، ويؤيده قوله في حديث أنس بعده " إذ جاء الخط الأقرب " فإنه أشار به إلى الخط المحيط به، ولا شك أن الذي يحيط به أقرب إليه من الخارج عنه. وقوله " خططاً " بضم المعجمة والطاء الأولى للأكثر، ويجوز فتح الطاء، وقوله " هذا الإنسان " مبتدأ وخبر، أي: هذا الخط هو الإنسان، على التمثيل، وقوله " وهذه الخطط " بالضم فيهما أيضاً، وفي رواية المستملي والسرخسي " وهذه الخطوط ". وقوله " الأعراض " جمع " عرض " بفتحتين، وهو ما ينتفع به في الدنيا في الخير وفي الشر والعرض - بالسكون - ضد الطول. ويطلق على ما يقابل النقدين، والمراد هنا الأول، وقوله " نهشه " بالنون والشين المعجمة، أي أصابه. واستشكلت هذه الإشارات الأربع، مع أن الخطوط ثلاثة فقط. وأجاب الكرماني: بأن للخط الداخل اعتبارين، فالمقدر الداخل منه هو الإنسان، والخارج: أمله. والمراد بالأعراض: الآفات العارضة له، فإن سلم من هذا لم يسلم من هذا، وإن سلم من الجميع، ولم تصبه آفة من مرض أو فقدان مال، أو غير ذلك، بغته الأجل. والحاصل: أن من لم يمت بالسبب مات بالأجل. وفي الحديث: إشارة إلى الحض على تقصير الأمل والإستعداد لبغتة الأجل، وعبر بالنهش - وهو لدغ ذات السم - مبالغة في الإصابة والإهلاك. (٢) البخاري ١٤/١١ و ١٢ في الرقاق، باب في الأمل وطوله، والترمذي رقم (٢٤٥٦) في الزهد، باب أمل الإنسان وأجله، وأخرجه ابن ماجة رقم (٤٢٣١) في الزهد، باب النية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (١/٥٨١) (٣٦٥٢) . والدارمي (٢٧٣٢) قال: حدثنا مُسَدَّد. والبخاري (٨/١١٠) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. وابن ماجة (٤٢٣١) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، وأبو بكر ابن خلاد الباهلي. والترمذي (٢٤٥٤) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في الكبرى - تحفة الأشراف-[٩٢٠٠] عن عمرو بن علي. سبعتهم - أحمد بن حنبل، ومسدد، وصدقة، وأبو بشر، وأبو بكر بن خلاد، ومحمد بن بشار، وعمرو بن علي- عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، قال: حدثني أبي، عن أبي يعلى منذر، عن ربيع بن خثيم، فذكره.