للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل الخامس: في فضائل الصوم]

٧١٣٤ - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعَفُ: الحسنةُ عشر أمثالها إلى سبعمائةِ ضِعْف، قال الله عزَّ وجلَّ: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به، يَدَع شهوتَهُ وطعامَه من أجْلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فِطْره، وفرحة عند لقاءِ ربِّه، ولَخُلُوفُ فيه أطيب عند الله من ريح المسكِ» .

وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له، إلا الصيامُ، فإنه لي، وأنا أجْزِي به، الصيامُ جُنَّة، فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرْفُثْ يومئذ ولا يَصْخَبْ، فإن شاتَمه أحَد أو قاتَلَهُ، فليقلْ: إني صائم، إني صائم، والذي نفسُ محمد بيده، لَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذ لقي ربَّه فرح بصومه» .

وفي أخرى مختصراً: «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له، إلا الصيامُ، هو لي، وأنا أجزي به، ولَخَلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك» . ⦗٤٥١⦘

وفي رواية «فوالذي نفسُ محمد بيده لخلوف فم الصائم» .

وفي أخرى «فوالذي نفسي بيده لَخِلْفة فم الصائم» أخرجه البخاري ومسلم.

وللبخاري عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يرويه عن ربِّكم - قال: «لِكُلِّ عملِ ابنِ آدمَ كفارة، والصوم لي، وأنا أجْزي به، ولَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك» .

وفي أخرى له قال: «الصيامُ جُنَّة، فلا يرفُثْ ولا يَجْهل، وإنِ امرؤ قاتله أو شاتَمه، فليقل: إني صائم - مرتين - والذي نفسي بيده، لخلوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، يَتْرُكُ طعامَه وشهوتَه من أجْلي، الصيام لي، وأنا أجْزِي به، والحسنةُ بعشر أمثالها» .

ولمسلم عن أبي هريرة رواية قال: «إذا أصبحَ أحدُكم صائماً، فلا يَرفُثْ ولا يَجْهَلْ، وإن امرؤ شاتمه، أو قاتله، فليقل: إني صائم [إني صائم] » .

وفي أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الصيام جُنَّة، فإذا كان أحدُكم صائماً ... الحديث» .

قال الحميديُّ: كذا حكى أبو مسعود، وفي أخرى عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنّ الله يقول: إن الصوم لي، وأنا أجْزِي به، وإن للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح، وإذا لقي الله عزَّ وجلَّ ⦗٤٥٢⦘ فَرِح، والذي نفسُ محمد بيده، لَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك» .

وفي رواية «إذا لقي الله عز وجل فجزاه، فَرِح» .

وفي رواية «الموطأ» : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيامُ جُنَّة، فإذا كان أحدُكم صائماً فلا يَرْفُثْ ولا يَجْهَلْ، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقلْ: إني صائم» .

وفي أخرى: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده لخَلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، إنما يَذَر شهوتَه وطعامَه وشرابَه من أجْلي، فالصيامُ لي، وأنا أجْزِي به، كلُّ حسنة بعشرِ أمثالها، إلى سبعمائةِ ضِعف، إلا الصيامُ، فهو لي، وأنا أجْزِي به» .

وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الصيامُ جُنَّة، فإذا كان أحدُكم صائماً، فلا يَرْفُثْ» وذكر رواية «الموطأ» الأولى.

وفي رواية الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ ربَّكم يقول: كلُّ حسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضِعْف، والصوم لي، وأنا أجْزِي به، والصومُ جُنَّة من النار، ولَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، فإن جَهِل على أحدكم جاهل، وهو صائم، فليقل: إني صائم» . ⦗٤٥٣⦘

وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه» .

وأخرج النسائي الرواية الثانية، ورواية أبي هريرة وأبي سعيد، وأخرج رواية الترمذي الأولى. وللنسائي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصومُ جُنَّة» لم يزد (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ولخَلُوف) خَلفَ فم الصائم يخل خُلوفاً: إذا تَغَيَّرت ريحه من ترك الأكل والشرب، والخِلفَة منه.

(يرفث) الرفث: كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة، وقيل: هو التصريح بذكر الجماع، وهو الحرام في الحج على المحرم، فأما الرفث في الكلام إذا لم يخاطب به امرأة، فلا يحرم عليه، ولكن يستحب له تركه.

(يصخب) الصخب: الضجة والجَلَبة. ⦗٤٥٤⦘

(الصوم لي وأنا أجزي به) إنما خص الصَّوم والجزاء عليه بنفسه عزَّ وجلَّ وإن كانت العبادات كلُّها له، وجزاؤها منه، لأن جميع العبادات التي يتقرَّب بها العباد إلى الله عز وجل، من صلاة، وحج، وصدقة، وتبتُّلٍ واعتكافٍ ودعاء وقربان وهدي، وغير ذلك من أنواع العبادات، قد عَبَدَ المشركون بها آلهتهم، وكانوا يتَّخذونه من دون الله أنْداداً، ولم يُسمع أن طائفة من طوائف المشركين وفي الأزمان المتقادمة عَبَدَت آلهتها بالصوم، ولا تقرَّبَتْ إليها به، ولا دانَتْهَا به، ولا عُرِفَ الصوم في العبادات إلا من جهة الشرائع، فذلك قال الله عز وجل: «الصوم لي» أي: لم يشاركني فيه أَحَد، ولا عُبِدَ به غيري، فأنا حينئذ أجزي به على قدر اختصاصه بي، وأنا أتولَّى الجزاء عليه بنفسي، لا أكِلُه إلى أحد [غيري] من مَلَك مُقَرَّبٍ أو غيره، وقد ذكر العلماء في معنى هذا الحديث وجوهاً من التأويل، لا تداني هذا القول ولا تقارِبُهُ، إذ ما من قول منها إلا وباقي العبادات تشاركه فيه وهذا القول أخبرني به الأمير مجاهد الدين أبو منصور قايماز بن عبد الله - أدام الله سعادته - وذكر أنه مما وقع له ابتكاراً، ولم يسمعه من أحد، ولا وقف عليه في كتاب، ولم أسمعه أنا من غيره، ولقد أصاب فيما وقع له وأحسن، وفَّقَه الله بعِرْفانه.


(١) رواه البخاري ٤ / ٨٨ - ٩٤ في الصوم، باب فضل الصوم، وباب يقول: إني صائم إذا شتم، وفي اللباس، باب ما يذكر في المسك، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وباب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه، ومسلم رقم (١١٥١) في الصيام، باب حفظ اللسان، وباب فضل الصيام، والموطأ ١ / ٣١٠ في الصيام، باب جامع الصيام، وأبو داود رقم (٢٣٦٣) في الصوم، باب الغيبة للصائم، والترمذي رقم (٧٦٤) في الصوم، باب ما جاء في فضل الصوم، والنسائي ٤ / ١٦٢ - ١٦٥ في الصوم، باب فضل الصيام وذكر الاختلاف على أبي صالح في هذا الحديث.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١- أخرجه أحمد (٢/٢٦٦) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان وفي (٢/٣٩٣) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (٢/٤٤٣و٤٧٧) قال: حدثنا وكيع. وفي (٢/٤٦١و٤٧٧) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي (٢/٤٧٤) قال: حدثنا أسباط بن محمد. وفي (٢/٤٧٧و٤٩٥) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (٢/٤٨٠) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (١٧٧٨) قال أخبرنا أبو نعيم. والبخاري (٩/١٧٥) قال: حدثنا أبو نعيم ومسلم (٣/١٥٨) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. (ح) وحدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. ح وحدثنا أبو سعيد الأشج. قال حدثنا وكيع. وابن ماجة (١٦٣٨) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع. وفي (١٦٩١) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أنبأنا جرير والنسائي (٤/١٦٢) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأناجرير. وابن خزيمة (١٩٩٢) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن نمير.
تسعتهم - سفيان الثوري، وأبونعيم الفضل بن دكين، ووكيع، وأسباط، وعبد الله بن نمير، وشعبة، وأبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد، وعيسى بن يونس - عن الأعمش.
٢- وأخرجه أحمد (٢/٢٧٣) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. وفي (٢/٥١٦، ٦/٢٤٤) قال: حدثنا روح. والبخاري (٣/٣٤) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا هشام بن يوسف. ومسلم (٣/١٥٧) قال: حدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (٤/١٦٣ و١٦٦) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج. وابن خزيمة (١٨٩٠) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا روح بن عبادة. وفي (١٨٩٦) قال: حدثنا محمد بن الحسين بن تسنيم. قال: حدثنا محمد، يعني ابن بكر البرساني.
خمستهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وروح بن عبادة، وهشام بن يوسف، وحجاج بن محمد- عن ابن جرير. قال: أخبرني عطاء.
٣- وأخرجه أحمد (٢/٢٨٦) . قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرني إسرائيل. وفي (٢/٣٥٦) قال: قال أسود: حدثنا إسرائيل. وفي ٢٠/٣٩٩) قال حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرنيه أبو بكر بن عياش وفي (٢/٥١١) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا إسرائيل كلاهما - إسرائيل، وأبو بكر بن عياش - عن أبي حصين.
٤- وأخرجه: أحمد (٢/٤١٩) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والترمذي (٧٦٦) قال: حدثنا قتيبة. وابن خزيمة (١٨٩٧و١٩٩٣) قال: حدثنا أحمد بن عبدة.
كلاهما - قتيبة، وأحمد بن عبدة - عن عبد العزيز بن محمد بن الدراوردي، عن سهيل بن أبي صالح.
٥-وأخرجه النسائي (٤/١٦٢) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، أن المنذر بن عبيد حدثه.
خمستهم - الأعمش، وعطاء بن أبي رباح، وأبو حصين عثمان بن عاصم، وسهيل بن أبي صالح، والمنذر بن عبيد - عن أبي صالح، فذكره.
* أخرجه النسائى (٤/١٦٤ و١٦٦) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أنبأنا سويد. قال: أنبأناعبد الله، عن ابن جريج. قراءة عليه. عن عطاء بن أبي رباح. قال: أخبرنا عطاء الزيات. أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكر نحوه.
* وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة ٤٣- أ) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي بكر، عن أبي حصين، واسمه عثمان بن عاصم كوفي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ... فذكره موقوفا. ورواية الصيام جنة فإذا كان أحدكم صائما....
أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (٢٠٦) . والحميدي (١٠١٤) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (٢/٢٤٥) قال: حدثنا سفيان، وفي (٢/٢٥٧) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. وفي (٢/٤٦٥) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا مالك. والبخاري (٣/٣١) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (٣/١٥٧) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (٣/١٥٧) قال: حدثنا عبد الله ابن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد قالا: حدثنا المغيرة وهو الحزامي، وأبو داود (٢٣٦٣) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. عن مالك. والنسائي في الكبرى (الورقة ٤٣-٢) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا المغيرة. (ح) وأخبرنا قال: أخبرنا ابن القاسم، عن مالك، (ح) وأخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان.
أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن إسحاق، والمغيرة، والحزامي - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>