للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الباب السابع: في الحلق والتقصير]

١٥٩١ - (خ م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- «أتَى مِنَى، فَأَتَى الْجَمْرَةَ فَرَماهَا، ثم أتَى مَنْزِلَه بِمنى، ونَحَرَ، ثم قال لِلحلاقِ (١) : خُذْ، وأشارَ إلى جانبِهِ الأيمنِ، ثم الأَيسَرِ، ثم جعل يُعطِيه الناسَ» . ⦗٢٩٠⦘

وفي رواية: «أنَّهُ قال للحلاق: ها، وأشار بيده إلى الجانب الأيمن، فقسم شعرهُ بين مَنْ يَليهِ، ثم أشارَ إلى الحلاقِ إلى الجانب الأيسَرِ، فَحَلَقَهُ، فأعطاهُ أُمَّ سُلَيمٍ» .

وفي أخرى: أنه قال: «فَبَدَأ بالشِّقِّ الأيمن، فوزَّعَهُ: الشَّعرَةَ والشَّعْرَتَيْنِ بين النَّاس، ثم قال: بالأيسَرِ، فَصنَعَ مثلَ ذلك، ثم قال: ها هنا أبو طلحة؟ فدفعه إلى أبي طلحة» .

وفي أخرى له: «أنَّهُ رمى جمرة العقبة، ثم انصرف إلى البُدْنِ فَنحرَها والحجَّامُ جالسٌ، وقال بيده- عن رأسه - فحلَقَ شِقَّهُ الأيمنَ فقسمه بين مَنْ يليه، ثم قال: احْلِقْ الشِّقَّ الآخرَ، فقال: أيْنَ أَبُو طلحَةَ؟ فأعطاه إياه» .

وفي أخرى: «أنَّه لمَّا رمى الجمرةَ، ونَحَرَ نُسُكَهُ وحَلَق، ناوَلَ الحلاقَ شِقَّهُ الأيمن فحلقه. ثم دعا أبا طلحة الأنصاريَّ فأعطاه إياهُ، ثم نَاوَلَهُ الشِّقَّ الأيسَرَ، فقال: احْلِقْ، فحلقه، فأعطاه أبا طلحة فقال: اقْسِمْهُ بين الناس» .

وفي أخرى: «أنه لمَّا حلق رأَسَهُ كان أبو طلحةَ أوَّلَ مَنْ أخذَ مِنْ شَعْرِهِ» . هذه روايات البخاري ومسلم.

وأخرج الترمذي منها: الرواية الخامسة.

وأخرج أبو داود منها: الرواية الثالثة، وأولُ روايته: أنَّ رسول الله ⦗٢٩١⦘ صلى الله عليه وسلم- «رمى جَمْرة العقبة يومَ النَّحرِ، ثم رجع إلى مَنْزِلِهِ بِمنَى، فَدَعَا بذبحٍ، فَذَبَحَهُ، ثم دعا بالحلاق ... وذكر نحوها» (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فَوزَّعَه) : توزيع الشيء: قسمته وتفريقه.

(البُدْنُ) : جمع بدنة، وهي ما يهدى إلى البيت من الإبل والبقر، وقيل: من الإبل خاصة.

(نُسُكَهُ) : النُّسُكُ هنا: الذبيحة.

(بذبح) : بكسر الذال ما يُذْبَح، وهو المراد هنا - وبفتح الذال -: الفعل.


(١) قال النووي في " شرح مسلم ": اختلف في اسم الرجل الذي حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فالصحيح المشهور: أنه معمر بن عبد الله العدوي. وفي " صحيح البخاري " قال: " زعموا أنه معمر بن عبد الله "، وقيل: اسمه خراش بن أمية بن ربيعة الكليبي: بضم الكاف، منسوب إلى كليب بن حبشية. والله أعلم. اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في " أسد الغابة ": وهو الذي حلق للنبي الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية. وقال في " الإصابة " عن ابن السكن أنه " حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المروة في عمرة القضية " وفي " الاستيعاب " لابن عبد البر: " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه يوم الحديبية سفيراً إلى قريش، فآذته قريش، وأرادوا قتله فمنعته الأحابيش، فبعث بعده عثمان ".

(٢) البخاري ١ / ٢٢٨ في الوضوء، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان، ومسلم رقم (١٣٠٥) في الحج، باب بيان أن السنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق، والترمذي رقم (٩١٢) في الحج، باب ما جاء بأي جانب الرأس يبدأ في الحلق، وأبو داود رقم (١٩٨١) في المناسك، باب الحلق والتقصير.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١ - أخرجه الحميدي (١٢٢٠) ، وأحمد (٣/١١١) ، ومسلم (٤/٨٢) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وأبو داود (١٩٨٢) قال: حدثنا عبيد بن هشام، وعمرو بن عثمان، والترمذي (٩١٢) قال: حدثنا أبو عمار الحسين ابن حريث، وفي (٩١٢) أيضا قال: حدثنا ابن أبي عمر، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (١٤٥٦) عن الحسين بن حريث. وابن خزيمة (٢٩٢٨) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى. سبعتهم -الحميدي، وأحمد، وابن أبي عمر، وعبيد بن هشام، وعمرو بن عثمان، والحسين بن حريث، وزياد ابن يحيى - عن سفيان بن عُيينة.
وأخرجه أحمد (٣/٢٠٨) قال: حدثنا روح.
وأخرجه أحمد (٣/٢١٤) ، وعبد بن حميد (١٢١٩) قالا: حدثنا وهب بن جرير.
وأخرجه مسلم (٤/٨٢) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وفي (٤/٨٢) قال أيضا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير، وأبو كريب، وأبو داود (١٩٨١) قال: حدثنا محمد بن العلاء. أربعتهم - يحيى، وأبو بكر، وابن نمير، وأبو كريب محمد بن العلاء- قالوا: أخبرنا حفص بن غياث.
وأخرجه مسلم (٤/٨٢) قال: حدثنا محمد بن المثنى، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (١٤٥٦) عن إسحاق بن إبراهيم كلاهما - ابن المثنى، وإسحاق- عن عبد الأعلى، خمستهم -سفيان، وروح، ووهب، وحفص، وعبد الأعلى- عن هشام بن حسان.
٢ - وأخرجه أحمد (٣/٢٥٦) قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب، وهشام ابن حسان.
كلاهما - هشام، وأيوب- عن محمد بن سيرين، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>