للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل الثالث: فيما جاء من رحمة الحيوانات]

٢٦٢٧ - (خ م ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «بينما رجلٌ يَمشي بطريق اشْتَدَّ عليه العطشُ، فوجد بئراً، فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلبٌ يَلْهَثُ، يأكل الثَّرَى من العطش، فقال الرجلُ: لقد بلغ هذا الكلبَ من العطشِ مثلُ الذي كان بلغَ مِني، فنزل البئر، فملأَ خُفَّهُ ماء، ثم أمْسَكه بِفيهِ، حتى رَقِيَ، فسقى الكلبَ، فشكرَ اللهُ له، فغفر له، قالوا: يا رسول الله، إِن لنَا في البَهَائِمِ أجراً؟ فقال: في كُلِّ كَبدٍ رَطبَةٍ أجرٌ» .

وفي رواية: «أن امرأة بَغِيّاً رَأَت كَلباً في يومٍ حارٍّ يُطيفُ بِبِئْرٍ، قد أدْلَعَ لِسَانُهُ من العطَشِ، فَنزَعَتْ لَهُ مُوقَهَا، فَغُفِرَ لَهَا» . ⦗٥٢٤⦘

وفي أخرى: «بينما كلبٌ يُطيف برَكيَّةٍ، قد كاد يقتله العطش، إِذ رَأَته بَغِيَّةٌ مِن بَغَايا بني إِسرائيل، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا، فَاستَقَتْ لَهُ بِهِ، فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ، فَغُفِرَ لَهَا بهِ» . هذه رواية البخاري، ومسلم.

وللبخاري: «أَن رجلاً رأى كلباً يأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العطش، فأَخَذَ الرجلُ خُفَّهُ، فجعلَ يَغرِفُ له به، حتَّى أَرْوَاهُ، فشكرَ اللهُ لَهُ، فَأدْخَلَهُ الجنة» . وأَخرجَ الموطأ، وأبو داود الرواية الأولى (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(يلهث) : لهث الكلب وغيره: إذا أخرج لسانه من شدة العطش والحر، ولهج.

(الثرى) : التراب الندي، والمراد به ها هنا: التراب مطلقاً.

(كبد رطبة) : أراد بالكبد الرطبة: كل ذات روح، لأن الكبد لا تكون رطبة إلا وصاحبها حي. ⦗٥٢٥⦘

(بغياً) : البغي: المرأة الزانية، بغت المرأة تبغي بغاء - بالكسر والمد - فهي بغي، والجمع البغايا.

(أدلع) لسانه: إذا أخرجه من العطش، وكذلك دَلَعَه.

(مُوقها) : الموق هاهنا: الخف.

(بِرَكيَّة) : الرَّكِيَّة: البئر وجمعها: الركي، ويجمع أيضاً على الركايا.


(١) رواه البخاري ٥ / ٣١ في المزارعة، باب فضل سقي الماء، وفي الوضوء، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان، وفي المظالم، باب الآبار على الطرق إذا لم يتأذ بها، وفي الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، ومسلم رقم (٢٢٤٤) في السلام، باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها، والموطأ ٢ / ٩٢٩ و ٩٣٠ في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وأبو داود رقم (٢٥٥٠) في الجهاد، باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١ - أخرجه مالك في «الموطأ» (٥٧٨) . وأحمد (٢/٣٧٥) قال: حدثنا إسحاق. وفي (٢/٥١٧) قال: حدثنا روح. والبخاري (٣/١٤٦) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (٣/١٧٣) قال: حدثنا عبد الله ابن مسلمة. وفي (٨/١١) . وفي «الأدب المفرد» (٣٧٨) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (٧/٤٤) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (٢٥٥٠) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي.
ستتهم- إسحاق، وروح، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس، وقتيبة - عن مالك بن أنس، عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن.
٢ - وأخرجه أحمد (٢/٥٢١) . والبخاري «فتح الباري» (١/٢٧٨) (١٧٣) قال: حدثنا إسحاق.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وإسحاق - عن عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. قال: سمعت أبي.
كلاهما - سُمي، وعبد الله بن دينار - عن أبي صالح، فذكره.
وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته، فغفر لها به» .
أخرجه أحمد (٢/٥٠٧) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام بن حسان. والبخاري (٤/٢١١) قال: حدثنا سعيد بن تليد. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني جرير بن حازم، عن أيوب. ومسلم (٧/٤٤) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن هشام. وفي (٧/٤٥) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني جرير بن حازم، عن أيوب السختياني.
كلاهما - هشام بن حسان، وأيوب السختياني - عن محمد بن سيرين، فذكره.
وعن الحسن وابن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث. قال: كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها، فنزعت له من الماء، فغفر لها بذلك» .
أخرجه البخاري (٤/١٥٨) قال: حدثنا الحسن بن الصباح، قال: حدثنا إسحاق الأزرق. قال: حدثنا عوف، عن الحسن وابن سيرين، فذكراه.
* أخرجه أحمد (٢/٥١٠) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا عوف، عن أنس بن سيرين. قال عوف: ولا أعلمه إلا عن أبي هريرة. فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>