للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثاني: في تفصيل فضائلهم ومناقبهم، وفيه فرعان

الفرع الأول: فيما اشترك فيه جماعة منهم، وفيه سبعة أنواع

نوعٌ أول

٦٣٧٠ - (د ت) سعيد بن زيد (١) - رضي الله عنه - قال رِياح (٢) بن الحارث: «كنتُ قاعداً عند فلان (٣) في الكوفة في المسجد، وعنده أهلُ الكوفة، فجاء سعيدُ بنُ زيد بن عمرو بن نُفيل، فرّحب به وحيَّاه، وأقعده عند رجله على السرير، فجاء رجل من أهل الكوفة يقال له: قيسُ بنُ علقمةَ، فاستقبله، فسَبَّ وسَبَّ، فقال سعيد: من يَسُبُّ هذا الرجلُ؟ قال: يَسُبُّ ⦗٥٥٨⦘ علياً، فقال: ألا أرى أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يُسَبُّون عندك، ثم لا تُنكِرُ ولا تُغَيِّر؟ أنا سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول - وإني لَغَنِيّ أن أقول عليه ما لم يقل، فيسأَلني عنه غداً إذا لقيتُهُ -: أبو بكر في الجنةِ، وعمرُ في الجنة، وعثمانُ في الجنةِ، وعليّ في الجنة، وطلحةُ في الجنة، والزبيرُ في الجنة، وسعدُ بنُ مالك في الجنة، وعبد الرحمن بنُ عوف في الجنةِ، وأبو عُبَيْدَةَ بنُ الجرَّاح في الجنةِ، وسكت عن العاشر.

قالوا: ومن هو العاشر؟ فقال سعيدُ بنُ زيد - يعني نَفْسَهُ - ثم قال: والله لَمشْهَدُ رجل منهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَغْبَرُّ فيه وجهُه خير من عَمَلِ أحدِكم ولو عُمِّر عُمُرَ نوح» .

زاد رزين: ثم قال: «لا جَرَمَ لمَّا انقطعتْ أعمارهم: أرادَ الله أن لا يَقْطَعَ الأجرَ عنهم إلى يوم القيامة، والشَّقِيّ من أَبْغَضَهم، والسعيدُ مَن أحبَّهم» .

وفي رواية عبد الرحمن بن الأخنس (٤) «أنه كان في المسجد، فذكر رجل عليّاً، فقام سعيدُ بنُ زيد، فقال: أشْهَدُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أني سمعتُه يقول: عشرة في الجنة: النبيُّ في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمرُ في الجنة، وعثمانُ في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحةُ بنُ عبيد الله في الجنة، والزبيرُ بنُ العوام في ⦗٥٥٩⦘ الجنة، وعبد الرحمن بنُ عوف في الجنة، وسعدُ بنُ مالك في الجنة، ولو شئتُ لَسمَّيتُ العاشر، قال (٥) : فقالوا: مَن هو؟ فسكتَ (٦) ، فقالوا: مَنْ هو؟ قال: سعيدُ بنُ زيد» .

وفي رواية عبد الله بن ظالم المازني (٧) قال: سمعتُ سعيدَ بنَ زيد [بن عمرو بن نُفَيل] «لما قَدِمَ فلان الكوفة قامَ فلان خطيباً (٨) ، فأخذ بيدي سعيد بن زيد (٩) ، فقال: ألا تَرى إلى هذا الظالم (١٠) ؟ فأَشْهَدُ على التسعة أنهم في الجنة، ولو شهدتُ على العاشر لم إِيْثَمْ - قال ابن إدريس: والعربُ تقول: إِيثم، وآثم - قلتُ: ومَنِ التسعةُ؟ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو على حِرَاء: أثبتْ حِرَاءُ، إنه ليس عليك إلا نبي أو صِدِّيق أو شهيد. قلتُ: ومن التسعة؟ قال: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمرُ، وعثمان، وعليّ، وطلحةُ، والزبيرُ، وسعدُ بن أبي وَقَّاص، وعبد الرحمن بنُ عوف، قلتُ: ومَن العاشر؟ فَتَلَكَّأ هُنَيْهَة، ثم قال: أنا» أخرجه أبو داود. ⦗٥٦٠⦘

وأَخرج الترمذي الرواية الآخرة، وأول حديثه قال: «أشْهَدُ على التسعة أنهم في الجنة ... » وذكره.

وله في أخرى عن عبد الرحمن بن الأخنس عن سعيد بن زيد عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- نحوه بمعناه، هكذا قال، ولم يذكر لفظه.

وله في أخرى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمرُ في الجنة، وعلي، وعثمان، والزبير، وطلحةُ، وعبد الرحمن، وأبو عبيدَة، وسعدُ بنُ أبي وقَّاص، قال: فعدَّ هؤلاء التسعة، وسكتَ عن العاشر، فقال القوم: نَنْشُدُكَ الله يا أَبا الأعور (١١) ، مَن العاشر؟ قال: نشدتموني بالله، أَبو الأعور في الجنة، قال: هو سعيدُ بنُ زيد بن عمرو بن نفيل» ، قال الترمذي: وسمعتُ محمدَ بن إسماعيل يقول: هذا الحديث أصح من الأول - يعني به: الحديث الذي يجيء بعدَ هذا عن عبد الرحمن بن عوف (١٢) . ⦗٥٦١⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(لم إيثم) لغة لبعض العرب، يقولون: إيثَم مكان: آثَم.

(فتلكأ) أي: توقَّف في الشيء يريد أن يقوله أو يفعله.

(نَنْشُدُك) ، نشدتُه أنشُدُه: إذا سألتَه وأقسمت عليه.

(حراء) جبل بمكة، وأصحاب الحديث يقصرونه، وأكثرهم يفتح الحاء، ويكسر الراء، كذا قال الخطابي، قال: وذلك غلط منهم في ثلاثة مواضع يفتحون الحاء وهي مكسورة، ويكسرون الراء وهي مفتوحة، ويقصرون الكلمة وهي ممدودة.


(١) هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أبو الأعور رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة.
(٢) في المطبوع: رباح، بالموحدة، وفتح الراء، وهو خطأ.
(٣) قال في " فتح الودود ": هو المغيرة بن شعبة.
(٤) هو عبد الرحمن بن الأخنس الكوفي الذي يروي عن سعيد بن زيد رضي الله عنه.
(٥) أي عبد الرحمن بن الأخنس.
(٦) أي سعيد بن زيد رضي الله عنه.
(٧) في المطبوع: عبد الله بن زيد المازني، وهو خطأ، والتصحيح من " سنن أبي داود ".
(٨) فلان الأول: معاوية بن أبي سفيان، وفلان الخطيب: المغيرة بن شعبة.
(٩) القائل: عبد الله بن ظالم التميمي المازني الراوي عن سعيد بن زيد.
(١٠) يعني المغيرة بن شعبة الخطيب، قال بعض العلماء: كان في الخطبة تعريض بسب علي رضي الله عنه، أو بتفضيل معاوية عليه، ولذلك قال سعيد ما قال.
(١١) هي كنية سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه.
(١٢) رواه أبو داود رقم (٤٦٤٨) و (٤٦٤٩) و (٤٦٥٠) في السنة، باب في الخلفاء، والترمذي رقم (٣٧٤٩) و (٣٧٥٨) في المناقب، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة، وباب مناقب سعيد بن زيد، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
١ - أخرجه أحمد (١/١٨٨) (١٦٣١) قال: حدثنا وكيع. وفي (١/١٨٨) (١٦٣٧) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وأبو داود (٤٦٤٩) قال: حدثنا حفص بن عُمر النِمري، والترمذي (٣٧٥٧) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا الحجاج بن محمد. والنسائي في فضائل الصحابة (١٠٦) قال: أخبرنا حَاجب بن سُليمان، عن وكيع.
أربعتهم - وكيع، ومحمد بن جعفر، وحجاج بن محمد، وحفص بن عمر - قالوا: حدثنا شُعبة.
٢ - وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة (٥٣) قال: أخبرنا عَبدة بن عبد الله، والقاسم بن زكريا، عن حسين، عن زائدة. وفي (١٠٠) قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد.
كلاهما - زائدة، وعبد الواحد - عن الحسن بن عُبيد الله.
كلاهما - شعبة، والحسن بن عبيد الله - عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن عبد الرحمن بن الأخنس، فذكره.
(*) رواية زائدة: «اهتز حراء. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اثبت حراء، فليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد. وعليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأنا» .
(*) وقع في المطبوع من سنن الترمذي: (الحر بن الصَّبَّاح - بالموحدة - وسعيد بن يزيد، وصوابه: الحر بن الصياح- بالمثناة - وسعيد بن زيد) . تحفة الأشراف (٤٤٥٩) .
(*) وقع في المطبوع من فضائل الصحابة في رواية زائدة قال: عن حسين بن عبيد الله. وفي رواية عبد الواحد: عن الحسن بن عُبيد، والظاهر أن كلاهما خطأ. والصواب عن الحسن بن عبيد الله، كما في تحفة الأشراف حديث رقم (٤٤٥٩) ولا يوجد في رُواة الكتب الستة أحد باسم حسين بن عُبيد الله، أو الحسن بن عُبيد.
وعن رِياح بن الحارث، سمع سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل يقول:
أخرجه أحمد (١/١٨٧) (١٦٢٩) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (٤٦٥٠) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وابن ماجة (١٣٣) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس، والنسائي في فضائل الصحابة (١١٥) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن عُبيد. وفي الكبرى تحفة الأشراف (٤٤٥٥) عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد.
أربعتهم - يحيى، وعبد الواحد، وعيسى بن يونس، ومحمد بن عُبيد- عن صدقة بن المثنى النخعي، قال: حدثني جدي رياح بن الحارث، فذكره.
وعن حميد بن عبد الرحمن، أن سعيد بن زيد حدثه، في نفر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال....
أخرجه الترمذي (٣٧٤٨) قال: حدثنا صالح بن مِسمار المَروزي. والنسائي في الكبرى. تحفة الأشراف (٤٤٥٤) عن محمد بن أبان البلخي.
كلاهما - صالح، ومحمد بن أبان - عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن عمرو بن سعيد، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، فذكره.
وعن عبد الله بن ظالم المازني، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أنه قال: أشهد على التسعة، إنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر لم آثم.
أخرجه الحميدي (٨٤) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (١/١٨٨) (١٦٣٨) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (١/١٨٩) (١٦٤٤) قال: حدثنا علي بن عاصم. وفي (١/١٨٩) (١٦٤٥) قال: حدثنا مُعاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وأبو داود (٤٦٤٨) قال: حدثنا محمد بن العلاء، عن ابن إدريس. وابن ماجة (١٣٤) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. والترمذي (٣٧٥٧) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. والنسائي في فضائل الصحابة (١٠١) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (١٠٤) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن إدريس. وفي الكبرى (الورقة ١٠٨- أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا ابن إدريس.
سبعتهم - سفيان، وشعبة، وعلي بن عاصم، وزائدة، وابن إدريس، وهُشيم، وجرير- عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم المازني، فذكره.
(*) أخرجه أبو داود (٤٦٤٨) ، والنسائي في فضائل الصحابة (١٠٤) . قال أبو داود: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن إدريس، عن سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، وذكر سفيان رجلا فيما بينه وبين عبد الله بن ظالم، قال: سمعت سعيد بن زيد ... فذكر الحديث.
(*) أخرجه النسائي في فضائل الصحابة (١٠٢) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا قاسم الجرمي، وفي الكبرى (الورقة ١٠٨- أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد.
كلاهما - قاسم الجرمي، وعبيد الله بن سعيد- قالا: حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن ابن حَيان، عن عبد الله بن ظالم، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (١/١٨٧) (١٦٣٠) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سُفيان، عن حصين، ومنصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد، قال وكيع مرة: قال منصور، عن سعيد بن زيد، وقال مرة: حصين، عن ابن ظالم، عن سعيد بن زيد ... فذكر الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>