للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الباب الثالث: في الطاعون والوَبَاء والفرار منه

٥٧٣٠ - (خ م ط د) عبد الله عباس - رضي الله عنهما - «أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خرج إلى الشام، حتى إذا كان بَسرْغَ (١) لَقِيَهُ أُمَراءُ ⦗٥٧٧⦘ الأجْنَادِ - أبو عبيدة ابن الجراح وأصحابه - فأخبروه أن الوَبَاءَ قد وقع بالشام، قال ابن عباس: فقال عمر: ادْعُ لي المهاجرين الأوَّلين، فدعوتهم، فاستشارهم، وأَخبر أن الوباءَ قد وقع بالشام، فاختلفوا، فقال بعضهم: خرجَتَ لأمرِ، ولا نرى أن ترجعَ عنه، وقال بعضهم: معكَ بقيَّةُ الناس وأصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولا نرى أن تُقدِمَهم على الوَباء، فقال: ارْتَفِعُوا عنِّي، ثم قال: ادْعُ [لي] الأنصار، فدعوتهم، فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم. فقال: ارتفعوا عني. ثم قال: ادْعُ لي مَن كان هاهنا من مَشيخة قريش من مُهَاجِرَة الفَتح، فدعوتهم، فلم يختلف عنه منهم رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس، ولا تُقْدمِهَم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مُصْبِحُ على ظَهر، فأصْبِحوا عليه، فقال أبو عُبَيْدَة بنُ الجراح: أَفِراراً من قَدَرِ الله؟ فقال عمر: لو غيرُك قالها أبو عُبَيْدَة؟ - وكان عمر يكره خلافَه - نعم نَفِرُّ من قَدَرِ الله إلى قَدَرِ الله، أرأيتَ لو كانت لك إبلُ، فَهَبَطَتْ وَادِياً له عُدْوتَان: إحداهما خِصْبَةُ، والأخرى جَدْبة، أليس إن رَعَيْتَ الخِصْبةَ رَعَيْتَها بقَدَرِ الله، وإن رعيتَ الَجدْبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف - وكان مُتغيباً في بعض حاجاته- فقال: إن عندي من هذا عِلماً، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا سمعتم به بأرض: فلا تَقْدمُوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها: فلا ⦗٥٧٨⦘ تخرجوا فِراراً منه، قال: فَحَمِدَ الله عمرُ بن الخطاب، ثم انصرف» .

وفي حديث مَعْمر [قال: «وقال له أيضاً: أرأيتَ أنه لو رعى الَجدْبة وترك الخِصْبَةَ، أكنتَ مُعجِّزه؟ قال: نعم، قال: فَسِرْ إذاً، قال:] فسار حتى أتى المدينةَ، فقال: هذا المَحَلُّ - أو [قال] : هذا المنزلُ - إن شاءَ الله» .

وأما حديث عبد الله بن عامر [بن ربيعة] ، فإنه اقْتَصَرَ على المُسندَ: «أن عمر خرج إلى الشام، فلما جاءَ سَرْغَ بلغه: أن الوَباَءَ قد وقع بها، فأخبره عبد الرحمن بن عوف: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[قال] ... فذكر نحوه» .

وفي كتاب مسلم عن الزهري عن سالم: «أن عمر إنما انصرف بالناس عن حديث عبد الرحمن بن عوف» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ، وأخرج أبو داود المسند منه، وهو قول عبد الرحمن بن عوف (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(عُِدْوَتان) العُِدوة - بكسر العين وضمها -: جانب الوادي.


(١) " سَرْغ " بفتح السين وسكون الراء وبالغين المعجمة: موضع بالشام، بين المغيثة وتبوك - قاموس.
(٢) رواه البخاري ١٠ / ١٥٥ و ١٥٦ في الطب، باب ما يذكر في الطاعون، وفي الحيل، باب ما يكره من الاحتيال في الفرار من الطاعون، ومسلم رقم (٢٢١٩) في السلام، باب الطاعون والطيرة والكهانة ونحوها، وأبو داود رقم (٣١٠٣) في الجنائز، باب الخروج من الطاعون.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، أن عمر خرج إلى الشام، فلما جاء سرغ، بلغه أن الوباء قد وقع بالشام، فأخبره عبد الرحمن بن عوف، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
«إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه» .
فرجع عمر بن الخطاب من سرغ.
(*) ورواية سالم: «أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يسير في طريق الشام، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«إن هذا السقم عُذِّب به الأممُ قبلكم، فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه» .
قال: فرجع عمر بن الخطاب من الشام.
أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (٥٥٩) . وأحمد (١/١٩٤) (١٦٨٢) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (٧/١٦٩) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (٩/٣٤) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (٧/٣٠) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي في الكبرى «الورقة ٩٩ - أ» قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد. (ح) والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم.
ستتهم - إسحاق، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة، ويحيى، وقتيبة، وابن القاسم - عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن عامر، فذكره.
* أخرجه أحمد (١/١٩٣) (١٦٧٨) قال: حدثنا حجاج، ويزيد، قالا: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، فذكره. «زاد فيه سالم» .
(*) زاد عبد الله بن مسلمة، ويحيى بن يحيى في روايتهما، عن مالك، قال: وعن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أن عمر إنما انصرف بالناس عن حديث عبد الرحمن بن عوف.
- عن عبد الله بن عباس، أن عمر بن الخطاب - رضي الله - خرج إلى الشام ... الحديث.
١ - أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (٥٥٧) . وأحمد (١/١٩٤) (١٦٧٩) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (١/١٩٤) (١٦٨٣) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرني مالك. والبخاري (٧/١٦٨) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (٧/٢٩) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك. وفي (٧/٣٠) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال ابن رافع: حدثنا وقال الآخران: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنيه أبو الطاهر، وحرملة بن يحيى، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وأبو داود (٣١٠٣) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي في الكبرى «الورقة ٩٩ - أ» قال: أخبرني هارون ابن عبد الله، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. (ح) والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: أخبرنا مالك.
ثلاثتهم - مالك، ومعمر، ويونس - عن ابن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل.
٢ - وأخرجه أحمد (١/١٩٢) (١٦٦٦) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة، قال: حدثنا الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله.
كلاهما - عبد الله بن عبد الله، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة - عن عبد الله بن عباس، فذكره.
(*) رواية القعنبي، ومعن، وابن القاسم، عن مالك، ورواية عبيد الله بن عبد الله مختصرة على آخره على حديث عبد الرحمن بن عوف.
* وعن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
«إذا سمعتم به بأرض، ولستم بها فلا تدخلوها، وإذا وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا فرارا منها» .
أخرجه أحمد (١/١٩٤) (١٦٨٤) قال: حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>