للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الباب الثاني: في حد الزنا، وفيه فصلان

الفصل الأول: في أحكامه، وفيه ستة فروع

[الفرع الأول: في حد الأحرار]

١٨١٠ - (خ م ط ت د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «سمعتُ عمرَ، وهو على مِنبر رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبْ ويقول: إنَّ الله بعث محمداً بالحق، وأنزلَ عليه الكتاب، وكان مِمَّا أنْزَلَ عليه: آيَة الرَّجم (١) ⦗٤٩٥⦘ فَقرَأَناها ووعَيْناها، ورجم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالنَّاسِ زَمَنٌ أَن يقولَ قائلٌ: ما نَجِدُ آيةَ الرجمِ في كتابِ الله، فيضِلوا بتركِ فَريضَةٍ أَنزلها الله (٢) في كتابه، فإن الرَّجمَ في كتاب الله حَقٌّ على من زنا إذا أُحصِن (٣) من الرجال والنساء إذا قَامَتِ البَيِّنةُ، أو كانَ حَمْلٌ، أَو الاعتراف، وايمُ الله، لولا أن يقولَ الناسُ: زاد في كتاب الله، لكَتبتُها» .

هذه رواية أبي داود.

وفي رواية الترمذي إلى قوله: «أو الاعتراف» .

وفي أخرى للترمذي عن ابن المسيب عن عمرَ -رضي الله عنه- قال: «رجمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، ورجمَ أَبو بكرٍ، ورجمتُ، ولولا أَني أكرَهُ أن أزيدَ في كتاب الله لكَتبتُهُ في المصحف، فإني قد خشيتُ أنْ يَجيءَ أَقْوامٌ فلا يَجدونه في كتاب الله فيكفرون به» .

وأخرج مسلمُ الروايةَ الأولى، وقال فيها: «ووعيناها وعقلْنَاها» . ⦗٤٩٦⦘

وقال في آخرها: «إذا قَامَتِ البيِّنةُ، أَو كان الحَبَلُ أَو الاعترافُ» .

وقد أَخرج البخاري ذلك في جملة حديثٍ طويلٍ، يتضمن ذِكرَ خلافةِ أبي بكر رضي الله عنه-، وهو مذكور في «كتاب الخلافة» من حرف «الخاء» .

وله في أخرى مختصراً نحو ذلك.

وفي رواية الموطأ: «أنهُ سَمِع عمرَ بنَ الخطاب -رضي الله عنه- يقول: الرجمُ في كتاب الله حَقٌّ على من زَنى من الرجال والنساء إذا أَحصَنَ، إذا قامت البيِّنةُ، أو كان الحَبَلُ أو الاعتراف» (٤) .


(١) قال النووي في " شرح مسلم ": أراد بآية الرجم: " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة "، وهذا مما نسخ لفظه وبقي حكمه، وقد وقع نسخ حكمه دون اللفظ، وقد وقع نسخهما جميعاً، فما نسخ لفظه ليس له حكم القرآن في تحريمه على الجنب ونحو ذلك. وفي ترك الصحابة كتابة هذه الآية دلالة ظاهرة على أن المنسوخ لا يكتب في المصحف، وفي إعلان عمر بالرجم وهو على المنبر، وسكوت الصحابة وغيرهم من الحاضرين عن مخالفته بالإنكار: دليل على ثبوت الرجم.
(٢) قال النووي: هذا الذي خشيه وقع من الخوارج ومن وافقهم، وهذا من كرامات عمر رضي الله عنه، ويحتمل أنه علم ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم.
(٣) قال في " النهاية ": أصل الإحصان: المنع. والمرأة تكون محصنة بالإسلام وبالعفاف والحرية وبالتزويج. يقال: أحصنت المرأة فهي مُحْصِنَةٌ، ومُحْصَنة، وكذلك الرجل. والمحصن - بالفتح - يكون بمعنى الفاعل والمفعول، وهو أحد الثلاثة التي جئن نوادر. يقال: أحصن فهو محصن، وأسهب فهو مسهب، وألفج فهو ملفج.
(٤) أخرجه البخاري ١٢ / ١٢٨ و ١٢٩ و ١٣٠ و ١٣١ و ١٣٢ و ١٣٣ و ١٣٤ و ١٣٥ و ١٣٦ و ١٣٧ في الحدود، باب رجم الحبلى في الزنا، وباب الاعتراف بالزنا، وفي المظالم، باب ما جاء في السقائف، وباب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (١٦٩١) في الحدود، باب رجم الثيب في الزنا، والموطأ ٢ / ٨٢٣ في الحدود، باب ما جاء في الرجم، والترمذي رقم (١٤٣١) في الحدود، باب ما جاء في تحقيق الرجم، وأبو داود رقم (٤٤١٨) في الحدود، باب في الرجم، وأخرجه أيضاً الدارمي في السنن ٢ / ١٧٩، في الحدود، باب في حد المحصنين، وأحمد في المسند ١ / ٢٣ و ٢٩ و ٣٦ و ٤٠ و ٤٣ و ٤٧ و ٥٠ و ٥٥.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) ٥١٤، والحميدي (٢٥) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا معمر.. وفي (٢٦) قال: حدثنا سفيان. قال: أتينا الزهري في دار ابن الجواز. فقال: إن شئتم حدثتكم بعشرين حديثا، وإن شئتم حدثتكم بحديث السقيفة. وكنت أصغر القوم، فاشتهيت أن لا يحدث به لطوله، فقال القوم: حدثنا بحديث السقيفة، فحدثنا به الزهري. فحفظت منه أشياء ثم حدثني بقينه بعد ذلك. معمر وفي (٢٧) قال الحميدي حدثنا سفيان. و «أحمد» ١/٢٣ (١٥٤) قال: حدثنا هشيم. وفي ١/٢٤ (١٦٤) قال: حدثنا سفيان وفي ١/٤٠ (٢٧٦) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك. وفي ١/٤٧ (٣٣١) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي ١/٥٥ (٣٩١) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع، قال: حدثنا مالك بن أنس. و «الدارمي» ٢٣٢٧ قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. وفي (٢٧٨٧) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا مالك. والبخاري» ٣/١٧٢، ٥/٨٥ قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثنا مالك. وأخبرني يونس. وفي ٤/٢٠٤ قال: حدثنا الحميدي، قال حدثنا سفيان وفي (٢/١٠٩، ٩/١٢٧) حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنامعمر. وفي ٨/٢٠٨ قال: حدثنا علي بن عببد الله، قال: حدثنا سفيان، وفي (٨/٢٠٨) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح. و «مسلم» ٥/١١٦ قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: حدثنا ابن وهب.، قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. وابن أبي عمر. قالوا: حدثنا سفيان. و «أبو داود» ٤٤١٨ قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا هشيم. و «ابن ماجة» ٢٥٥٣ قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، محمد بن الصباح، قالا حدثنا سفيان بن عيينة. و «الترمذي» ١٤٣٢ قال: حدثنا سلمة بن شبيب وإسحاق بن منصور والحسن بن علي الخلال وغير واحد. قالوا حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (الشمائل) ٣٣٠ قال: حدثنا أحمد بن منيع، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغير واحد. قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. و «النسائي» في الكبرى (الورقة ٩٣ أوب) قال: أخبرنا محمد بن منصور المكي، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا محمد بن يحيى النيسابوري قال: حدثنا بشر بن عمر قال حدثني مالك. (ح) الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني مالك ويونس. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن بن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم. (ح) وأخبرنا يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن عقيل.
ثمانيتهم - مالك، ومعمر، وسفيان بن عيينة، وهشيم، ويونس، وصالح وعبد الله بن أبي بكر، وعقيل- عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعن ابن عباس، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
وأخرجه النسائي أيضا في الكبرى (الورقة ٩٣- أ) قال: أخبرنا محمد بن رافع النيسابوري، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يحدث عن ابن عباس، أن عمر بن الخطاب أراد أن يخطب ... الحديث مختصر على الرجم.
في رواية سفيان عن الزهري عند النسائي في الكبرى « ... وقد قرأناها: الشيخ والشيخة إذا زنيا فأرجمهوهما ألبتة. وقد رجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجمنا بعده.»
قال أبو عبد الرحمن النسائي: لا أعلم أن أحدا ذكر في هذا الحديث «الشيخ والشيخة فأرجموهما ألبتة» غير سفيان، وينبغي أن يكون وهم. والله أعلم.
أخرجه النسائي في الكبرى (الورقة ٩٣ ب) قال: أخبرنا علي بن عثمان الحراني، قال: حدثنا محمد ابن موسى، قال: حدثنا أبي، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن سعيد ابن أبي هند، عن عبيد الله عبد الله بن عتبة بن مسعود، قال: قال عمر على المنبر: لقد رجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجمنا بعده ولم يذكر (ابن عباس) .
وأخرجه أحمد /٢٩ (١٩٧) قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا الزهري.
وفي ١/٥٠ (٣٥٢) قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج و «النسائي» في الكبرى (الورقة ٩٣ أ) قال: أخبرنا العباس بن محمد والدوري قال: حدثنا أبو نوح عبد الرحمن الغزوان. (ح) وأخبرني هارون ابن عبد الله الحمال، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. وفيه قال: أخبرني الحسن إسماعيل بن سليمان المجالدي، قال: حدثنا حجاج بن محمد. (ح) وأخبرني عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي، قال: حدثنا غندر. أربعتهم (محمد بن جعفر غندر. وحجاج، وأبو نوح، وأبو داود) عن شعبة، عن سعد ابن إبراهيم.
كلاهما (الزهري، وسعد) عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس.، عن الرحمن بن عوف، عن عمر، فذكره.
وفي رواية: ابن عباس: قال خطب عمر بن الخطاب، وقال: هشيم مرة: خطبنا) فحمد الله تعالى: وأثنى عليه فذكر الرجم. فقال: لاتخدعن عنه، فإنه حد من حدود الله تعالى؛ «ألا إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد رجم، ورجمنا من بعده.» ولولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله عز وجل ماليس منه لكتبته في ناحية من المصحف: شهد عمر بن الخطاب (وقال هشيم مرة: وعبد الرحمن بن عوف وفلان وفلان) «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد رجم.، ورجمنا من بعده» ألا وإنه سيكون من بعدكم قوم يكذبون بالرجم. وبالدجال، وبالشفاعة، وبعذاب القبر، وبقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا.
أخرجه أحمد ١/٢٣ (١٥٦) قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه سعيد بن المسيب، أن عمر بن الخطاب قال: «إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم. وأن يقول قائل: لا نجد حدين في كتاب الله تعالى. فقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجم ورجمنا بعده.»
وفي رواية داود بن أبي هند «رجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورجم أبو بكر، ورجمت، ولولا أني أكره أن أزيد في كتاب الله لكتبته في المصحف، فإني قد خشيت أن تجيء أقوام فلا يجدونه في كتاب الله فيكفرون به» .
أخرجه مالك (الموطأ) ٥١٤ عن يحيى بن سعيد. و «أحمد» ١/٣٦ (٢٤٩) قال: حدثنا يحيى، عن يحيى. وفي ١/٤٣ (٣٠٢) قال: حدثنا يزيد. قال: أنبأنا يحيى و «الترمذي» ١٤٣١ قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسحاق بن يو سف الأزرق، عن داود بن أبي هند.
كلاهما - يحيى، وداود - عن سعيد بن المسيب، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>