للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل السابع: في صلاةالرغائب]

٤٢٦٨ - () أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ صلاةَ الرغائب - وهي أول ليلة جمعة من رجب - فصلَّى ما بين المغرب والعشاء ثنتي عشرة ركعة بست تسليمات، كلُّ ركعة بفاتحة الكتاب مرة، والقَدْرِ ثلاثاً، و: {قُل هو اللهُ أحد} ثنتي عَشْرَةَ مَرة، فإذا فرغ من صلاته قال: اللهم صلِّ على محمد النبي الأمي وعلى آله - بعد ما يُسلِّم - سبعين مرة، ثم يسجد سجدة، ويقول في سجوده: سُبُّوح قُدُّوس ربُّ الملائكة والرُّوح سبعين مرة، ثم يرفع رأسه ويقول: ربِّ اغْفِر وارْحَم وتجاوَزْ عما تعلم، إِنَّك أنت العليُّ الأعظم، وفي أخرى: الأعزُّ الأكرمُّ - سبعين مرة-، ثم يسجدُ ويقولُ مثل ما قال في السجدة الأولى، ثم يسأل الله - وهو ساجد- حاجتَه، فإن الله لا يردُّ سائلَه» .

هذا الحديث مما وجدته في كتاب رزين، ولم أجده في أحد من الكتب الستة، والحديث مطعون فيه (١) . ⦗١٥٥⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الرغائب) : جمع رغيبة، وهي ما يُرغب فيه.

(سُبُّوح) : من التسبيح، بضم السين وفتحها، مثل: قُدُّوس، وقد ذكر.

(الرُّوح) : ها هنا: اسم جبريل عليه السلام. وقيل: اسم مَلَك من الملائكة غيره.


(١) قال النووي في " المجموع " ٤ / ٥٦: الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وهي ثنتي عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة، هاتان ⦗١٥٥⦘ الصلاتان بدعتان، منكرتان، قبيحتان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب " قوت القلوب " و " إحياء علوم الدين " ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابها، فإنه غلط في ذلك، وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفيساً في إبطالهما، فأحسن فيه وأجاد رحمه الله. اهـ. وقال العز بن عبد السلام: ومما يدل على ابتداع هذه الصلاة: أن العلماء الذين هم أعلام الدين وأئمة المسلمين من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وغيرهم ممن دون الكتب في الشريعة مع شدة حرصهم على تعليم الناس الفرائض والسنن لم ينقل عن أحد منهم أنه ذكر هذه الصلاة ولا دونها في كتابه ولا تعرض لها في مجالسه، وقال ابن الصلاح: هذه الصلاة شاعت بعد المائة الرابعة ولم تكن تعرف، والحديث الوارد بها بعينها وخصوصها ضعيف ساقط عند أهل الحديث، ثم منهم من يقول: هو موضوع، وذاك الذي نظنه، ومنهم من يقتصر على وصفه بالضعف، ولا يستفاد له صحة من ذكر رزين بن معاوية إياه في كتابه " تجريد الصحاح " ولا من ذكر صاحب كتاب " الإحياء " له فيه واعتماده عليه، لكثرة ما فيهما من الحديث الضعيف وإيراد رزين مثله في مثل كتابه " من العجب "، وقال الحافظ العراقي في تخريج " إحياء علوم الدين ": أورده رزين في كتابه، وهو حديث موضوع. أقول: وممن قال بطلانها وبدعيتها أيضاً كل من الأئمة: أبو شامة المقدسي، وابن تيمية، وزكريا الأنصاري وغيرهم. وقال في " كشف الظنون ": اختلق بعض الكذابين في القرن الثالث حديثاً في فضلها، ثم اشتهر في القرن الرابع، فممن نص على فضلها: أبو طالب المكي، وتبعه الغزالي معتمداً على الحديث الموضوع. هذا وقد جرى في هذا الموضوع مساجلة علمية بين الإمامين الجليلين: العز بن عبد السلام، وابن الصلاح، وقد قام بطبعه المكتب الإسلامي بدمشق، فليرجع إليها من شاء.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لا يثبت، وهو من زيادات رزين.

<<  <  ج: ص:  >  >>