للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل السابع: في معجزات متفرقة]

٨٩٣١ - (م) عبادة بن الوليد [بن عبادة بن الصامت] رحمه الله هذا حديث عبادة بن الوليد عن أبي اليَسَر وجابر: قد مَرّ أوّلُه في «كتاب الدَّين والقَرْض» ، من حرف الدال، وبعضه في «كتاب فضيلة المسجد» ، وبعضه في «كتاب السّبّ واللعن» ، وبعضه في «كتاب الصلاة» ، لأن كل واحدٍ من أحاديثه حديث منفرد مستقل بنفسه، وقد جاءت في بعض الصحاح متفرقة، قد ذكرناها كذلك وسردها مسلم حديثاً واحداً، وأوردها الحميديُّ في مسند أبي اليَسَر، وكان معظم معاني الحديث يتضمن ذكر المعجزات، فأوردناه بطوله في هذا الباب، لئلا يخلو الكتاب من ذكر الحديث مسروداً على حالته، وإن كان قد جاء مفرقاً في أبوابه.

قال عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت: «خرجتُ أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يَهْلِكوا، فكان أولُ من لقينا أبا اليَسَر صاحبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. ومعه غلام له، معه ضِمَامة من صُحف، وعلى أبي اليَسر بُرْدة ومَعافِرِيّ، وعلى غلامه بردة ومعافريّ، فقال له أبي: يا عَمّ، إني ⦗٣٨٥⦘ أرى في وجهك سَفْعَةً من غَضَب، قال: أجل، كان لي على فلان بن فلان الحَرَامي (١) مالٌ، فأتيت أهْلَهُ، فسلّمتُ، فقلتُ: أثمَّ هو؟ قالوا: لا، فخرج عليَّ ابنٌ له جَفْر، فقلت: أين أبوك؟ قال: سَمِعَ صوتَك فدخل أريكةَ أُمي، فقلت: اخرج إليَّ، فقد علمتُ أين أنت، فخرج، فقلت: ما حملك على أن اختبأتَ مني؟ فقال: أنا والله أُحَدِّثك، ثم لا أكْذِبك، خشيتُ والله أن أحدِّثكَ فأكذبك، وأن أعِدَك فأُخْلِفَكَ، وكنتُ صاحبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكنتُ والله مُعْسِراً، قال: قلت: آلله؟ قال: آلله، قال: قلت: آلله؟ قال: آلله، [قال: قلت: آلله؟ قال: آلله] ، قال: فأتَى بصحيفته، فمحاها بيده، وقال: فإن وجدت قضاءً فاقضني، وإلا فأنت في حِلٍّ، فأشهدُ بَصَرُ عينيَّ هاتين - ووضع إصبعيه على عينيه - وسَمْعُ أذنيَّ هاتين، ووعاه قلبي هذا - وأشار إلى نياط قلبه - رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-. وهو يقول: من أنظر معسراً أو وضع عنه، أظلَّه الله في ظله. قال: فقلت له أنا: يا عَمِّ، لو أنك أخذتَ بُردةَ غلامك وأعطيتَه مَعافِريَّكَ، وأخذتَ معافريَّه وأعطيتَه بردتَكَ، فكانت عليك حُلَّةٌ، وعليه حُلَّةٌ؟ فمسح رأسي، وقال: اللهم بارك فيه، يا ابن أخي، بَصَرُ عَيْنَيَّ هاتين، وسَمْعُ أذنيَّ هاتين، ووعاه قلبي هذا - وأشار إلى ⦗٣٨٦⦘ نياطِ قلبه - رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: أطعموهم مما تأكلون، وأَلبِسوهم مما تَلْبَسون، وكان أنْ أُعطيتُه من متاع الدنيا أهوَنَ عليَّ من أن يأخذ من حسناتي يوم القيامة. ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد الله في مسجده وهو يصلِّي في ثوب واحد مشتملاً [به] ، فتخطَّيتُ القومَ، حتى جلستُ بينه وبين القبلة، فقلت: يرحمك الله، أتُصَلِّي في ثوب واحد، ورداؤك إلى جنبك؟ قال: فقال بيده في صدري هكذا - وفرّق بين أصابعه وقَوسَّها - وقال: أردتُ أن يَدْخُلَ عليَّ الأحمق مثلُك، فيراني كيف أصنع، فيصنع مثله، أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مسجدنا هذا وفي يده عُرْجونُ ابنِ طاب، فرأى في قِبلة المسجد نُخامةً، فَحَكَّها بالعرجون، ثم أقبل علينا، فقال: أيُّكم يُحب أن يُعْرِض الله عنه؟ قال: فجشِعنا (٢) ، ثم قال: أيُّكم يحب أن يُعْرِض الله عنه؟ قلنا: لا أَيُّنَا يا رسولَ الله، قال: فإن أحدَكم إذا قام يصلي فإن الله تبارك وتعالى قِبَلَ وجهه، فلا يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وجهه، ولا عن يمينه، وليَبْصُق عن يساره، تحت رِجْله اليسرى، فإن عَجِلَتْ به بادرة فليَقُلْ بثوبه هكذا - ثم طوى ثوبه بعضه على بعض - فقال: أروني عَبيراً، فقام فتى من الحيِّ يشتد إلى أهله، فجاء بِخَلُوق في راحته، فأخذه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجعله على رأس العرجون ⦗٣٨٧⦘ ثم لَطَخ به على أثر النُخامة، فقال جابر: فمن أجل ذلك جعلتم الخَلوق في مساجدكم.

سِرنَا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة بَطْنِ بُواط، وهو يطلب المجْدِيَّ بن عمرو الجُهنيَّ، وكان الناضحُ يعتقبه منا الخمسة، والستة، والسبعة، فدارت عُقْبة رجل من الأنصار على ناضح له، فأناخه فركبه، ثم بعثه، فتلدّن عليه بعضَ التلدُّن، فقال له: شَأْ، لَعَنَكَ الله، فقال رسول الله: من هذا اللاعنُ بعيرَه؟ قال: أنا يا رسول الله، قال: انزِل عنه، فلا تَصْحَبنا بملعون، لا تَدْعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا تُوافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم.

سِرْنَا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى إذا كُنَّا عُشيشية، ودنونا ماءً من مياه العرب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: من رجل يتقدَّمُنا فيُمْدُرُ الحوضَ، فَيَشرب ويَسقينا؟ قال جابر: فقمت، فقلت: هذا رجل يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أيُّ رجل مع جابر؟ فقام جَبّار بن صَخر، فانطلقنا إلى البئر، فنزعنا في الحوض سَجْلاً أو سَجْلين، ثم مَدَرناه، ثم نزعنا فيه حتى أفْهَقْناه، فكان أولَ طالعٍ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: أتأذنان؟ قلنا: نعم يا رسولَ الله، فأشرع ناقَتَه، فَشَرِبَتْ، شَنَقَ لها، فَشَجَتْ، فبالت، ثم عَدَلَ بها فأناخها، ثم جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الحوض فتوضأ منه، ثم قمت فتوضأت من مُتَوَضّأِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فذهب جَبَّار بن صخر يقضي حاجتَه ⦗٣٨٨⦘ فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليصلِّيَ، وكانت عليَّ بُردةٌ، ذَهبتُ أن أخالفَ بين طَرَفيها فلم تبلغ لي، وكانت لها ذباذب فَنكَستُها، ثم خالفتُ بين طَرَفيها، ثم تواقَصْتُ عليها، ثم جئت حتى قمت عن يسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأخذ بيدي فأدارَني حتى أقامني عن يمينه، ثم جاء جبَّار بن صخر فتوضأ، ثم جاء فقامَ عن يسار رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخذ [رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] بأيدينا جميعاً، فدفَعَنا حتى أقامنا خَلْفه، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَرمُقُني وأنا لا أشعر، ثم فَطَنْتُ [به] فقال هكذا بيده - يعني: شُدَّ وسَطَكَ - فلما فرغ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: يا جابر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: إِذا كان واسعاً فخَالِفْ بين طرفيه، وإذا كان ضَيِّقاً فاشدُده على حَقوك.

سِرْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكان قُوتُ كلِّ رجل منَّا في كلّ يوم تمرةً فكان يَمُصُّهَا، ثم يَصُرُّها في ثوبه، وكُنَّا نَخْتَبِط بِقِسِيِّنا ونأكل، حتى قرِحَت أشداقُنا فأُقْسِمُ: أُخطِئَها رجلٌ منا يوماً، فانطلقنا به نَنْعَشُهُ، فشهدنا له: أنه لم يُعْطَهَا، فأُعطِيَها، فقام فأخذها.

سِرْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى نزلنا وادياً أفْيحَ، فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقضي حاجته، فاتبَعْتُهُ بإِدَاوَةٍ من ماء، فنظر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فلم يَرَ شيئاً يستتر به، فإِذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: انقادِي عَلَيَّ بإذن الله، فانقادت ⦗٣٨٩⦘ معه كالبعير المخشوش الذي يُصانع قائده، حتى أتى الشجرةَ الأخرى، فأخذ بغصنٍ من أغصانها، فقال: انقادي عليَّ بإذن الله، فانقادتْ معه كذلك، حتى إِذا كان بالْمَنْصَفِ مما بينهما لأمَ بينهما - يعني جمعَهما - فقال: التَئِما عليَّ بإذن الله، فالتأمتا، قال جابر: فخرجت أُحْضِرُ، مخافَةَ أن يحِسّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقُربي فيبتعدَ [وقال محمد بن عباد: فيتبعَّدَ] فجلست أحدِّث نفسي، فحانت مني لَفْتة، فإِذا أنا برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-[مُقبِلاً] وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساق، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقف وقفة، فقال برأسه هكذا - وأشار [أبو إسماعيل] الراوي برأسه يميناً وشمالاً - ثم أقبل، فلما انتهى إليَّ قال: يا جابر، هل رأيتَ مَقامي؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: فانطلِق إلى الشجرتين فاقطَعْ من كل واحدة منهما غُصْناً، فأقبِل بهما، حتى إذا قمتَ مقامي، فأرسل غصناً عن يمينك، وغُصناً عن يسارك، قال جابر: فقمت فأخذت حجراً فكسرته، وحَسَرْتُهُ فانْذَلَقَ لي، فأتيتُ الشجرتين فقطعتُ من كلِّ واحدة منهما غُصْناً، ثم أقبلتُ أجرُّهُما، حتى قمتُ مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أرسَلْتُ غُصناً عن يميني وغصناً عن يساري، ثم لَحِقته، فقلت: قد فعلتُ يا رسول الله فعَمَّ ذاك؟ قال: إني مررت بقبرين يُعَذّبان، فأحببتُ بشفاعتي أن يُرَفَّه عنهما ما دام الغصنان رَطْبين، قال: فأتينا العسكر، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا جابر، نادِ بِوَضوء، فقلت: ألا وَضوء؟ ألا وَضوء؟ ⦗٣٩٠⦘ ألا وَضوء؟ قال: قلت: يا رسول الله، ما وجدتُ في الرَّكْب من قَطْرة، وكان رجل من الأنصار يُبَرِّد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- الماء في أشجابٍ له على حِمارة من جريد، قال: فقال لي: انطلق إلى فلان [بن فلان] الأنصاري، فانْظُر: هل في أشجابه من شيء؟ قال: فانطلقتُ إِليه، فنظرتُ فيها، فلم أجد [فيها] إلا قَطْرةً في عَزْلاءِ شَجبٍ منها، لو أني أُفرِغُه لَشَرِبَهُ يابِسُهُ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، [إِني] لم أجد فيها إلا قطرةً في عَزْلاءِ شَجْبٍ منها لو أني أُفرِغه لَشَرِبه يابِسهُ، قال: اذهب فائتِني به، فأتيتُه به، فأخذه بيده فجعل يتكلم بشيء لا أدري ما هو، ويَغْمِزه بيديه، ثم أعطانيه، فقال: يا جابر نادِ بجَفْنَةٍ، فقلت: يا جفنةَ الرَّكْب، فأُتيتُ بها تُحْمَلُ، فوضعتُها بين يديه فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده في الجفنة هكذا - فبسطها وفرَّق بين أصابعه - ثم وضعها في قَعْر الجَفْنَة، وقال: خذ يا جابر، فَصُبَّ عليَّ، وقل: بسم الله، فصببتُ عليه، وقلت: بسم الله، فرأيتُ الماءَ يَفُورُ من بين أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فارتْ الجَفْنَةُ ودارت حتى امتلأت، فقال: يا جابر، نادِ: مَنْ كان له حاجة بماء؟ قال: فأتى الناسُ، فاستَقَوا حتى رَوُوا، قال: فقلت: هل بقي أحد له حاجة؟ فرفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يده من الجَفْنَةِ وهي مَلأى، وشكا الناسُ إلى رسولِ الله الجوعَ، فقال: عسى الله أن يُطعمكم، فأتينا سِيفَ البحر، فزَخَر البحرُ زَخْرةً فألقى دابَّةً فأورَينا على شِقَّها النار، ⦗٣٩١⦘ فاطَّبخنا واشتوينا، وأكلنا حتى شبعنا، قال جابر: فدخلتُ أنا وفلان وفلان - حتى عدّ خمسة - في حِجاج عينها، ما يرانا أحد حتى خرجنا، فأخذنا ضِلَعاً من أضلاعه فقوَّسناه، ثم دَعَونا بأعظم رجل في الرَّكْب، وأعظم جَمَلٍ في الرَّكْب، وأعظم كِفْل في الرَّكْب، فدخل تحته، ما يُطأطئُ رأسَهُ» أخرجه مسلم (٣) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ضمامة) الإضمامة من الكتب: الرزمة المجتمعة منها، والذي جاء في مسلم «ضمامة» بغير ألف.

(المعافريُّ) : ثوب ينسب إلى معافر، وهو موضع باليمن.

(السُفْعة) : تغيرُّ اللونِ من الغضب، وأصله من سفَعَتْهُ النار: إذا غيَّرت لونَه.

(غلام جَفْر) أي: مشتدٌّ قويٌّ، وأصله من أولاد المعز إذا أتى عليه أربعة أشهر وفصل عن أمه، وأخذ في المرعى، فهو جَفْر.

(أريكة) الأريكة: السرير المنضَّدُ عليه فرش، ودونه ستر، وقيل: كل ما اتَّكِئ عليه.

(نياط القلب) : هو العرق المعلَّق بالقلب. ⦗٣٩٢⦘

(الحُلَّة) : ثوبان من جنسٍ واحد.

(العُرجون) : العود الذي يكون فيه شماريخ عِذْق الرطب.

(عَذْق ابن طاب) : نوع من رطب المدينة.

(النُخامة) : البزقة التي تخرج من أقصى الحلق من مخرج الخاء المعجمة.

(الجشع) : الفَزَع والخوف، هكذا روينا هذه اللفظة في كتاب مسلم وفي كتاب الحميديِّ بالجيم، وقد ذكرها الحافظ أبو موسى الأصفهاني في كتابه في «تتمة الغربيين» بالخاء المعجمة من الخشوع، وهو الاستكانة والخضوع.

(العبير) : طيب مخلوط، وقيل: العبير عند العرب: الزعفران.

(الاشتداد) : العَدْو.

(الخَلوق) : طيب له لون أحمر أو أصفر.

(التعقُّب) : ركوب الرفقة على بعير، واحداً بعد واحد، أي يركب هذا عَقِب هذا، والعُقبة: هي تلك الفعلة.

(فتلدَّن) تلدَّن البعير: إذا توقَّف في المشي وتمكَّث على راكبه.

(عُشيشية) : تصغير عَشِيَّة على غير قياس.

(مدرتُ الحوض) : لطخته بالطين تصلحه به وتسدُّ ثقبه.

(السَّجل) : الدَّلو العظيمة.

(نزعت الدلو) : جذبتُها واستقيت بها الماء من البئر.

(أفهقت الحوض) ملأته، وأصفقته (٤) : جمعت الماء فيه، ومنه قولهم: ⦗٣٩٣⦘ أصْفَقُوا على الأمر، أي: اجتمعوا عليه.

(أشرع) ناقته: إذا أوردها الماء.

(شَنَق لبعيره) : جذب زمامه إليه بعد أن كان أرخاه.

(فشجَت) أي: قطعت الشرب، ومنه شَجَجْتُ المفازة: قطعتُها بالسير هذا الذي فسره الحميديُّ في شرح كتابه «الجمع بين الصحيحين» والذي رواه الخطابيُّ في غريبه قال: «فأشرع ناقته فشربت، وشنق لها ففشجت وبالت» وقال: معناه تفاجَّت، وفَرَّقت ما بين رجليها لتبول، والذي جاء في كتاب مسلم «فشجّت» كما رواه الحميديُّ بتشديد الجيم، والله أعلم.

(ذباذب) الذباذب: كُلُّ ما يتعلَّق من الشيء فيتحرك، والذَّبْذَبَةُ: حركة الشيء المعلَّق.

(تواقَصْتُ) عليها: أمسكتها بعنقي، وهو أن يحني عليها رقبتَه.

(نختبط) الاختباط: ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقُها.

(قَرِحت أشداقنا) : تجرَّحت من أكل الخَبَط.

(أُخْطِئَها) : يعني أنهم غَفَلوا عن رجل منهم، فلم يعطوه التمرة التي تخصه نسياناً.

(ننعشه) : نشهد له، كأنه قد عثر فانتعش، فقام فأخذها لما أُعطيها.

(الأفيح) : الواسع. ⦗٣٩٤⦘

(البعير المخشوش) : الذي قد جعل في أنفه الخشاش، وهو عُوَيد يجعل في أنفه ليكون أسرع لانقياده.

(المَنصف) : موضع النصف بين الشيئين.

(الإحضار) : العَدْو والسعي، و (رويداً) على مَهَل.

(فانذلق) : صار له حَدٌّ يقطع به، وذَلقُ كل شيء: حدُّه، وأذلقتُ الشيء: إذا حددتَه.

(حَسَرته) : قطعته، وهو من حَسَرْتُ الشعر: إذا أزلته من موضعه، وحسرتُ الذراع: إذا كشفتها، فكأنه كشف نواحي الحجر بالتقطيع، لتنفلق له شظية من شظاياه يقطع بها غصن الشجرة.

(الأشجاب) : جمع شَجْب، وهو ما أخلق من الأسقية وبَلي.

(حمارة) الحمارة: ثلاثة أعواد يشد بعض أطرافها إلى بعض، ويخالَفُ بين أرجلها، ويعلَّق عليها السقاء [ليبرد الماء] .

(العَزْلاء) : أحد عزالي المزادة، وهو فمها الذي يخرج منه الماء.

(سِيف البحر) : ساحله وجانبه.

(زَخَر) البحرُ يَزْخَرُ: إذا هاج وارتفعت أمواجه.

(أورينا) : أوقدنا النار.

(حِجاج العين) : العظم المستدير حولها، الذي مجموع العين فيه. ⦗٣٩٥⦘

(الركب) : جمع راكب، والمراد به: الرّفقة كُلُّهم.

(الكفل) : العَجُز.


(١) قال القاضي عياض: رواه الأكثرون بفتح الحاء وبالراء نسبة إلى بني حرام، ورواه الطبري وغيره بالزاي المعجمة مع كسر الحاء، ورواه ابن ماهان " الجذامي " بجيم مضمومة وذال معجمة.
(٢) قال النووي: رواه الجمهور " خشعنا " بالخاء المعجمة من الخشوع، وهو الخضوع والتذلل وغض البصر والسكون، ورواه جماعة: فجشعنا، وكلاهما صحيح.
(٣) رقم (٣٠٠٦) و (٣٠٠٧) و (٣٠٠٨) و (٣٠٠٩) و (٣٠١٠) و (٣٠١١) و (٣٠١٢) و (٣٠١٣) و (٣٠١٤) في الزهد، باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر.
(٤) كما جاء في رواية: أصفقناه، والمحفوظ: أفهقناه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (٨/٢٣١) قال: حدثنا هارون بن معروف. ومحمد بن عباد. وأبو داود (٤٨٥ و٦٣٤ و ١٥٣٢) قال: حدثنا هشام بن عمار. وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي. ويحيى بن الفضل السجستاني.
خمستهم - هارون. وابن عباد. وهشام. وسليمان. والسجستاني - قالوا: حدثنا حاتم بن إسماعيل. عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة. عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت. فذكره.
* أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (١٨٧) قال: حدثنا محمد بن عباد. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وفي (٧٣٨) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا حنظلة بن عمرو الزرقي المدني.
كلاهما - حاتم. وحنظلة - عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة. عن عبادة بن الوليد. فذكره مختصرا على أوله «حديث أبي اليسر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>