للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفرع الثالث: في الجُنُب وأحكامه، وهي أربعة [أنواع]

[[النوع] الأول: في قراءة القرآن]

٥٣٤٥ - (د ت س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال عبد الله بن سلمة -[وهو المرادي الكوفي]-: «دخلتُ على عليّ أنا ورجلان، رجل مِنَّا، ورجلُ من بني أسد، أحْسبُ بعثهما عليٌّ وَجهاً، وقال: إنكما عِلْجَانِ، فَعالِجَا عن دِينكما، ثم قام فدخل المخْرَجَ، ثم خرج، فدعا بماء، فأخذ منه حَفْنَة فَتمسح بها، ثم جعل يقرأ القرآن، فأنكروا ذلك، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يخرج من الخلاء، فيُقْرِئُنا القرآن، ويأكل معنا اللحم، ولم يكن يَحْجُبُه - أو قال: يَحْجزه - عن القرآن شيء، ليس الجنابة» أخرجه أبو داود.

وفي رواية الترمذي والنسائي عن علي قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُقْرِئُنا القرآن على كل حال، ما لم يكن جُنُباً» .

ولفظ النسائي: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ القرآن على كل حال إلا الجنابة» .

وله في أخرى قال: «أتيتُ علياً أنا ورجلان، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يخرج من الخلاء، ويقرأ القرآن، ويأكل معنا اللحم، ولم يكن يَحْجُبه ⦗٣٠٥⦘ من القرآن شيء، ليس الجنابة» (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(عِلْجان، فَعالِجا) يقال: رجل عِلْج: إذا كان شديد الخَلْق، وثيق البِنْيَة، وقوله: «فعَالِجَا دِينكما» أي: جاهدا فيه، وابْلُغا فيه إلى الواجب.

(المخرَج) يريد بالمخرج: الخلاء، لأنه موضع إخراج النجاسة وإلقائها فيه، فكنى به عنها.

(ليس الجنابة) يريد: غير الجنابة، و «ليس» ترد بمعنى «غير» وبمعنى «إلا» تقول: قام القوم ليس زيداً، وما قام أحد ليس زيداً.


(١) رواه أبو داود رقم (٢٢٩) في الطهارة، باب في الجنب يقرأ القرآن، والترمذي رقم (١٤٦) في الطهارة، باب في الرجل يقرأ القرآن على كل حال ما لم يكن جنباً، والنسائي ١ / ١٤٤ في الطهارة، باب حجب الجنب من قراءة القرآن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن ماجة والحاكم وغيرهم، وهو حديث حسن بشواهده.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (٥٧) قال: حدثنا سفيان، عن مسعر وابن أبي ليلى وشعبة. وأحمد (١/٨٣) (٦٢٧) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا شعبة. وفي (١/٨٤) (٦٣٩) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (١/١٠٧) (٨٤٠) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (١/١٢٤) (١٠١١) قال: حدثنا وكيع، عن شعبة. وفي (١/١٣٤) (١١٢٣) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا ابن أبي ليلى. وأبو داود (٢٢٩) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (٥٩٤) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (١٤٦) قال: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص بن غياث وعقبة بن خالد، قالا: حدثنا الأعمش وابن أبي ليلى. والنسائي (١/١٤٤) . وفي الكبرى (٢٥٣) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن شعبة. وفي (١/١٤٤) . وفي الكبرى (٢٥٤) قال: أخبرنا محمد بن أحمد أبو يوسف الصيدلاني الرقي، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأعمش. وابن خزيمة (٢٠٨) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وسمعت أحمد بن المقدام العجلي يقول: حدثنا سعيد بن الربيع، عن شعبة.
أربعتهم - مسعر، وابن أبي ليلى، وشعبة، والأعمش - عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، فذكره.
- وعن الحارث، عن علي، قال:
«قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدما أحدث قبل أن يمس ماء» .
أخرجه أحمد (١/٨٩) (٦٨٦) قال: حدثنا أسود، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره.
وربما قال إسرائيل: عن رجل، عن علي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وعن أبي الغريف، قال: «أتي عليّ بوضوء، فمضمض واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه. ثم قال: هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، ثم قرأ شيئا من القرآن. ثم قال: هذا لمن ليس بجنب، فأما الجنب فلا، ولا آية» .
أخرجه أحمد (١/١١٠) (٨٧٢) قال: حدثنا عائذ بن حبيب، قال: حدثني عامر بن السمط، عن أبي الغريف، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>