للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو طلحة الأنصاري - رضي الله عنه-

٦٦١٥ - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني مَجْهُود، فأرسَل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق، ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت: مثل ذلك، وقُلْن كُلُّهُنَّ مثل ذلك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن يُضيفه يرحمه الله؟» فقام رجل من الأنصار يقال له: أبو طلحة، فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رَحْله، فقال لامرأته: هل عندكِ شيء؟ قالت: لا، إلا قوت صبياني، قال: فعَلّليهم بشيء ونَوِّمِيهم، فإذا دخل ضيفنا فأرِيه أنَّا نأكل، فإذا أهْوى بيده ليأكل فقومي إلى السِّراج كي تُصلحيه فأطْفئيه، ففعلتْ، فقعدوا فأكل الضّيف، وباتا طَاوِيَيْن، فلما أصْبح غدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لقد عَجِبَ الله - أو ضَحِكَ الله - من فلان وفلانة» .

وفي رواية مثله، ولم يُسَمِّ أبا طلحة، إنما قال: «مَنْ يُضيفُ هذا الليلةَ، رحمه الله؟ فقام رجل من الأنصار، فقال: أنا يا رسول الله ... وذكر نحوه» . ⦗٧٤⦘

وفي آخره: فأنزل الله عز وجل {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: ٩] .

وفي أخرى «فانطلق به إلى رَحْلِه، فقال لامرأته: أكْرِمي ضَيْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .

وفي أخرى «فقال: قد عَجِب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة» .

قال الحميديُّ: وألفاظ الرواة - فيما عدا ما ذكرناه - متقاربة. أخرجه البخاري ومسلم (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(مجهود) : رجل مجهود: مهزول جائع.

(فعلِّليهم) تعليل الطفل: وعده وتسويفه وتمنيته، وشغله عما يراد صرفه عنه.

(طاويين) طوى الصائم: إذا نام ولم يُفطر فهو طاوٍ.

(خصاصة) الخَصاصة: الحاجة والفاقة.


(١) رواه البخاري ٧ / ٤٣ في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} ، وفي تفسير سورة الحشر، باب {ويؤثرون على أنفسهم} ، ومسلم رقم (٢٠٥٤) في الأشربة، باب إكرام الضيف وفضل إيثاره.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>