للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المقداد بن عمرو - وهو ابن الأسود - رضي الله عنه

٦٦١٦ - (م ت) المقداد بن عمرو - وهو ابن الأسود - رضي الله عنه ⦗٧٥⦘ قال: أقبلتُ أنا وصاحبان لي، وقد ذهبت أسماعنا وأبصارُنا من الجَهْدِ، فجعلنا نَعْرِض أنفسنا على أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فليس أحد منهم يَقْبَلُنا فأتينا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فانطلق بنا إلى أهله، فإذا ثلاثةُ أعْنُز، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «احْتَلِبُوا هذا اللَّبَن بيننا، قال: فكنا نحتلب، فيشرب كل إنسان منا نصيبه، ونرفع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- نصيبه، قال: فيجيء من الليل، فيُسلِّم تسليماً لا يوقظ نائماً ويُسْمِعُ اليقظانَ، قال: ثم يأتي إلى المسجد فيصلِّي، قال: ثم يأتي شرابَه فيشرب، فأتاني الشيطانُ ذاتَ ليلة وقد شربتُ نصيبي، فقال: محمد يأتي الأنصارَ فيُتْحفونه، ويُصيب عندهم، ما به حاجة إلى هذه الجَرْعة، فأتيتُها فشربتُها، فلما أن وَغَلَتْ في بطني، وعلمتُ أن ليس إليها سبيل، نَدَّمَني الشَّيْطان، فقال: ويحك: ما صنعتَ؟ أشرِبْتَ شرابَ محمد، فيجيء فلا يجده، فيدعو عليك فَتَهْلكُ، فتذهب دنياك وآخرتُك؟ وعليَّ شَمْلة إذا وضعتها على قَدَميَّ خرج رأسي، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي، وجعل لا يجيئني النومُ، وأما صاحبايَ، فناما، ولم يصنعا ما صنعتُ، قال: فجاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-[فسلَّم] كما كان يُسلم، ثم أتى المسجدَ فصلَّى، ثم أتى شرابَه فكشف عنه، فلم يجد فيه شيئاً، فرفع رأسه إلى السماء، فقلتُ: الآن يدعو عليَّ فأهلك، فقال: اللهم أطْعِمْ مَن أطعمني، واسْقِ مَن سقاني، قال: فعمَدت إلى الشملة فشددتها عليَّ، وأخذت الشّفرة، وانطلقتُ إلى الأعْنُزِ، أيّتُها أسْمَنُ فأذبحها ⦗٧٦⦘ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فإذا هي حَافِل، وإذا هُنَّ حُفَّل كلُّهن، فَعَمَدتُ إلى إناء لآل محمد - صلى الله عليه وسلم-، ما كانوا يطمَعون أن يَحْتَلبُوا فيه، قال: فحلبت فيه، حتى عَلَتْه رغْوَة، فجئتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أشربتُم شرابَكم الليلة؟ قلتُ: يا رسولَ الله، اشْربْ، فشربَ، ثم ناولني» زاد في رواية رزين: فقلت: يا رسول الله، اشربْ، فشربَ، ثم ناولني» ثم اتفقا «فلما عَرَفْتُ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد رَوِيَ وأصَبْتُ دعوته، ضحكت حتى أُلقيت إلى الأرض، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «احدى سَوْآتِك يا مقدادُ» ، فقلت: يا رسولَ الله، كان من أمري كذا وكذا، وفعلت كذا وكذا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما هذه إلا رحمة من الله، أفلا كنت آذنتني، فنوقظَ صاحبينا، فيُصيبان منها معنا؟ قال: فقلت: والذي بعثك بالحق، إذا أصَبْتَها وأصَبْتُها معك لا أُبالي مَنْ أخطأتُه من الناس» أخرجه مسلم.

وأخرج منه الترمذي طرفاً من أوله إلى قوله: «ثم يأتي شرابه فيشربه» لم يزد عليه، وذلك لحاجته إليه في باب كيفية السلام (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الجَهد) بالفتح: المشقة. ⦗٧٧⦘

(فيتحفونه) التُحْفة: الهديَّة والبِرُّ، وتُسَكَّن حاؤها وتفتح، والسكون أكثر.

(وَغلت) وغَلَ الرُجل يَغِل: إذا دخل في السّحر، فاستعار الوغول لدخول اللبن البطن.

(شملة) الشَّمْلة: كل مِئزر من مآزر الأعراب.

(حافل) ضرع حافل، أي: ممتلىء لبناً، والجمع حُفَّل.


(١) رواه مسلم رقم (٢٠٥٥) في الأشربة، باب إكرام الضيف وفضل إيثاره، والترمذي رقم (٢٧٢٠) في الاستئذان، باب كيف السلام.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (٦/٢) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وفي (٦/٣) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن المغيرة.
وفي (٦/٤) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري في الأدب المفرد (١٠٢٨) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. ومسلم (٦/١٢٨) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (٦/١٢٩) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. والترمذي (٢٧١٩) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (٣٢٣) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله، عن سليمان ابن المغيرة.
كلاهما - حماد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة - عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>