للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العود الهندي]

٥٦٤٧ - (خ م د) أم قيس بنت محصن - رضي الله عنها - قالت: دخلت بابْن لي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد أعْلَقْتُ عليه من العُذْرَةِ، فقال: ⦗٥٢٥⦘ عَلَامَ تدْغَرْنَ أولادكُنَّ بهذا العِلَاق؟ عليكم بهذا العُود الهندي فإن فيه سبعةَ أشْفِية، منها ذَاتُ الجنب، يُسْعَطُ من العُذْرة، ويُلَدُّ من ذات الجنب» . قال سفيان: فسمعت الزهري يقول: «بَيَّنَ لنا اثْنَتَيْنِ، ولم يُبَيِّن لنا خمساً» .

قال البخاري: وقال يونس وإسحاق بن راشد عن الزهري: «عَلَّقْتُ عليه» وفي رواية «وقد أعْلَقْتُ من العذرة» ولم يذكر «عليه» ، وفي أخرى: فقال: «اتَّقُوا الله، عَلام تَدْغَرْنَ أوْلَادَكُنَّ بهذه الأعلاق؟ قال علي - يعني: ابن المديني - فقلت لسفيان: فإن معمراً يقول: «أعْلَقْتُ عليه» قال: لم يحفظ، إنما قال: «أعْلَقْتُ عنه» حفظته من في الزهريِّ، ووصف سفيان العلاق: يُحنَّك بالإصبع، وأدخل سفيان إصبَعه في حَنكِه - وقال: إنما يعني رفع حنكه بإصبعه.

وفي أخرى قال يونس: أعْلقتُ: غَمزْتُ: فهي تخاف أن تكون به عذْرة، وفيه: «عليكن بهذا العود الهندي، يعني به الكُسْتَ» قال البخاري: والقسط الهندي: البحري، وهو الكُسْتُ، مثلُ الكافور والقافُور، ومثل: كُشِطَتْ: نزعتْ، وقرأ عبد الله «قُشِطَتْ» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الرواية الأولى (١) . ⦗٥٢٦⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(السَّعُوط) : ما يُستعَط به في الأنف.

(أعْلَقْتُ) أعلقتُ على الصبي، وأعلقت عنه أُعْلِقُ إعْلاقاً والإعلاق: مُعالَجَة الصبي من العُذْرة، قال الخطابي: المحدِّثون يقولون: أعلقت عليه، وإنما هو أعلقت عنه، أي: دفعت عنه العذرة بالإصبع ونحوها، وقد جاء في بعض الروايات «أعلقت عنه» وقال الجوهري: الإعلاق: الدَّغْر، يقال: أعْلَقَت المرأة ولدها من العُذْرة: إذا رَفَعَتْها بيدها، وقد جاء في بعض الروايات «العِلاق» والمعروف: الإعلاق.

(العُذرة) بالضم: وَجَعٌ يعرضُ في الحلق من الدم.

(عَلام تَدْغَرْنَ) الدَّغْر: علاج العذرة، وهو أن ترفع لَهَاة المعذور بالإصبع، و «علام» بمعنى: على أي شيء والأصل: على ما، فأُسقِطت الألف تخفيفاً، كقولهم: عمَّ وفيم [ولم] وبِمَ؟.


(١) رواه البخاري ١٠ / ١٢٤ في الطب، باب السعوط بالقسط الهندي والبحري، باب اللدود، وباب العذرة، وباب ذات الجنب، ومسلم رقم (١٢١٤) في السلام، باب التداوي بالعود الهندي، وهو الكست، وأبو داود رقم (٣٨٧٧) في الطب، باب العلاق.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه (٥٣٧٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>