للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل السادس: في رفع العلم]

٥٨٧١ - (خ م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما ⦗٣٤⦘ قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله لا يَقْبِضُ العلم انتزاعاً (١) يَنْتَزِعُه من الناس - وفي رواية: من العِباد - ولكن يَقْبِضُ العلم بِقَبْضِ العلماء، حتى إِذا لم يُبْقِ عالماً (٢) : اتَّخَذ الناس رُؤوساً جُهَّالاً، فَسُئِلُوا، فأفْتَوْا بغير علم، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» .

زاد في رواية، قال عروة: «ثم لَقِيتُ عبد الله بن عَمْرو على رأس الحَوْل، فسألته؟ فَرَدَّ عليَّ الحديث كما حدَّث، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول» . أَخرجه البخاري، ومسلم.

وللبخاري قال عروة: «حَجَّ علينا عبد الله بن عمرو بن العاص، فسمعته يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعْطَاهُمُوهُ (٣) [انتزاعاً] ، ولكن ينتزعُه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى (٤) ناس جُهَّال، فَيُسْتَفْتَوْن، فَيُفْتُون برأيهم، فَيَضِلُّون ويُضِلُّون. فحدَّثتُ عائشةَ زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم إن عبد الله بن عمرو حجَّ بعدُ، فقالت: يا ابن أختي، انْطَلِقْ إلى عبد الله بن عمرو فاسْتَثْبِتْ لي منه الذي حدَّثْتَني عنه، فجِئْتُه، فسألتُه، فحدَّثني به بنحو ما حدثني، فأتيتُ عائشةَ فأخبرتُها، فعَجِبَتْ، وقالت: والله، لقد حَفِظ عبد الله بن عمرو» . ⦗٣٥⦘

ولمسلم [عن أبي الأسود] ، عن عروة، قال: «قالت لي عائشة: يا ابنَ أختي، بلغني أن عبد الله بنَ عمرو مَارٌّ بنا إلى الحج، فَالْقَهُ، فَسَائِلْهُ، فإنه قد حَمَل عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- علماً كثيراً، قال: فلَقِيتُه، فَساءَلْتُه عن أشياءَ يذكرها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال عروة: فكان فيما ذكر: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله لا ينتزعُ العلم من الناس انتزاعاً، ولكن يقبضُ العلماءَ، فَيَرْفَعُ العلم معَهم، ويُبْقِي في الناس رُؤوساً جُهَّالاً - وفي أخرى: ويبقى في الناس رؤوس جهال - يُفْتُونهم بغير علم، فَيَضِلوُّن، ويُضِلُّون. قال عروة: فلما حدَّثتُ عائشة بذلك أعْظَمَتْ ذلك وأنكرته، وقالت: أحدَّثك أنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول هذا؟ قال عروة: حتى إِذا كان قَابِلٌ قالت له: إن ابْنَ عَمرو قد قَدِم فَالْقَهُ، ثم فَاتِحْهُ حتى تَسأَله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم، قال: فَلقِيتُهُ فسألتُه، فذكره على نحو ما حدثني به في مَرَّته الأولى، قال عروة: فلما أخبرتُها بذلك قالت: ما أحسبه إلا قد صدق، أَرَاهُ لم يزد فيه شيئاً ولم يَنْقُص» .

وله في رواية عمر بن الحكم عن عبد الله بن عمرو، بمثل حديث هشام بن عروة.

وأخرجه الترمذي مختصراً، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله لا يَقْبِضُ العلم انتِزَاعاً يَنْتَزِعه من الناس، ولكن يقبضُ العلماءَ، حتى إذا لم يترُكْ عَالماً اتَّخذَ الناس رُؤوساً جُهَّالاً، فسُئلوا، فَأَفْتوا بغير علم، فضَلُّوا ⦗٣٦⦘ وَأَضَلُّوا» (٥) .


(١) قال الحافظ في " الفتح ": أي محواً من الصدور، وكان تحديث النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في حجة الوداع كما رواه أحمد والطبراني من حديث أبي أمامة.
(٢) أي: لم يبق الله عالماً، وفي رواية أخرى للبخاري: حتى إذا لم يبق عالم.
(٣) وفي رواية: أعطاكموه.
(٤) في الأصل: فيأتي، وما أثبتناه من نسخ البخاري المطبوعة.
(٥) رواه البخاري ١ / ١٧٤ و ١٧٥ في العلم، باب كيف يقبض العلم، وفي الاعتصام، باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس، ومسلم رقم (٢٦٧٣) في العلم، باب رفع العلم وقبضه، والترمذي رقم (٢٦٥٤) في العلم، باب ما جاء في ذهاب العلم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١- أخرجه الحميدي (٥٨١) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (٢/١٦٢) (٦٥١١) و (٢/١٩٠) (٦٧٨٨) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (٢/١٩٠) (٦٧٨٧) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (٢٤٥) قال: أخبرنا جعفر ابن عون. والبخاري (١/٣٦) . وفي (خلق أفعال العباد (٤٧) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال: حدثني مالك. ومسلم (٨/٦٠) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو الربيع العتكي، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عباد بن عباد وأبو معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس وأبو أسامة وابن نمير وعبدة (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا عمر بن علي (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة بن الحجاج. وابن ماجة (٥٢) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس وعبدة وأبو معاوية وعبد الله بن نمير ومحمد بن بشر (ح) وحدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر ومالك بن أنس وحفص بن ميسرة وشعيب بن إسحاق والترمذي قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي في الكبرى (الورقة ٧٧ -أ) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثني عبد الوهاب الثقفي، قال: حدثنا أيوب ويحيى بن سعيد، وقال عبد الوهاب: فلقيت هشام بن عروة فحدثني عن أبيه.
جميعهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وجعفر بن عون، ومالك بن أنس، وجرير بن عبد الحميد، وحماد بن زيد، وعباد بن عباد، وأبو معاوية، وعبد الله بن إدريس، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، وعمر بن علي المقدامي، وشعبة، ومحمد بن بشر، وعلي بن مسهر، وحفص بن ميسرة، وشعيب بن إسحاق، وأيوب السختياني، وعبد الوهاب الثقفي - عن هشام بن عروة.
٢- وأخرجه أحمد (٢/٢٠٣) (٦٨٩٦) . والنسائي في (الكبرى) (الورقة ٧٧-ب) قال: أخبرنا محمد ابن رافع.
كلاهما -أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري.
٣- وأخرجه البخاري (٩/١٢٣) قال: حدثنا سعيد بن تليد. ومسلم (٨/٦٠) قال: حدثنا حرملة بن يحيى الأجيبي.
كلاهما - سعيد وحرملة - عن عبد الله بن وهب، قال: حدثني عبد الرحمن بن شريح، عن أبي الأسود.
ثلاثتهم - هشام بن عروة، والزهري، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة - عن عروة، فذكره.
(*) في رواية سعيد بن تليد. قال ابن وهب: حدثني عبد الرحمن بن شريح وغيره.
وبنحوه أخرجه مسلم (٨/٦٠) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن حمران، عن عبد الحميد بن جعفر، قال: أخبرني أبي جعفر، عن عمر بن الحكم فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>