للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفرع الثاني: في الوفاء بالعهد والذمة والأمان]

١١٣٤ - (ت د) سليم بن عامر- رحمه الله -: قال: كان بين معاوية وبين الروم عهدٌ، وكان يسيرُ نحو بلادهم لِيَقْرُبَ، حتى إذا انْقضَى العَهْدُ غَزاهم، فجاء رجلٌ على فرسٍ- أو بِرْذَوْنٍ - وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر، وَفاءٌ لا غَدْرٌ (١) ، فإذا هو عمرو بن عبسة، فأرْسلَ إليه معاوية فسأله؟ فقال: ⦗٦٤٨⦘ سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنْ كان بينه وبين قومٍ عهدٌ فلَا يشُدُّ عُقْدَة ولا يَحُلُّها حتى ينقَضِيَ أمَدُها، أوْ ينبذ إليهم على سَواء» ، فَرجعَ معاوية.

أخرجه الترمذي، وأبو داود، إِلا أنَّ في رواية الترمذي: الله أَكبرُ - مرة واحدة. وفيها: على داَّبةٍ، أو فَرَسٍ.

وأخرج أبو داود عن سُليم بن عامر عن رجل من حمير، والترمذي عن سليم نفسه (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(يَنبِذ إليهم على سواء) قد تقدم في الباب معنى النبذ على السواء.


(١) قوله: " وفاء لا غدر " فيه اختصار وحذف، لضيق المقام، أي ليكن منكم وفاء لا غدر، يعني: بعيد من المؤمنين وأمة محمد صلى الله عليه وسلم ارتكاب الغدر، وللاستبعاد صدر الجملة بقوله: " الله أكبر، الله أكبر ". وإنما كره عمرو بن عبسة ذلك، لأنه إذا هادنهم إلى مدة وهو مقيم ⦗٦٤٨⦘ في وطنه، فقد صارت مدة مسيره بعد انقضاء المدة الضرورية، كالمشروط مع المدة في أن يغزوهم فيها، فإذا صار إليهم في أيام الهدنة كان إيقاعه قبل الوقت الذي يتوقعونه، فعد عمرو ذلك غدراً، وإن نقض أهل الهدنة أو ظهر منهم خيانة، فله أن يسير إليهم على غفلة منهم.
(٢) الترمذي رقم (١٥٨٠) في السير، باب ما جاء في الغدر، وأبو داود رقم (٢٧٥٩) في الجهاد، باب في الإمام يكون بينه وبين العدو عهد فيسير إليه، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (٤/١١١) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (٤/١١٣) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وابن جعفر. وفي (٤/٣٨٥) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (٢٧٥٩) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري. والترمذي (١٥٨٠) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في الكبرى «الورقة ١١٧ - أ» قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. ستتهم (ابن جعفر، وابن مهدي، ووكيع، وحفص، وأبو داود، ومعتمر) عن شعبة، قال: أخبرني أبو الفيض، قال: سمعت سُليم بن عامر، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>