للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل التاسع: في دعاء الحفظ]

٢٣٠١ - (ت (١) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «بينا نحنُ عند رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- جاءه عليُّ بن أبي طالب، فقال: بأبي أنت وأُمِّي، يا رسول الله يَتَفَلَّت، هذا القرآنُ من صدري، فما أجدُني أَقدِرُ عليه؟ فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا أبا الحسن، أفلا أُعَلِّمُك كلماتٍ ينفعك الله بهنَّ، وَيَثْبُتُ بهنَّ ما تَعَلَّمت في صَدرِك؟ قلت: أَجَل يا رسولَ الله، فعلِّمني، قال: إذا كان لَيلَةُ الجُمعة، فإن استطعتَ أن تقوم في ثُلثِ الليل الآخِر، فإنها ساعة مَشهودة والدعاء فيها مُستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه: {سَوفَ أستَغْفِرُ لكم رَبِّي} [يوسف: ٩٨] ، يقول: حتى تأتيَ ليلةُ الجُمعة، فإن لم تَستَطع فَقُم في وَسَطها، فإن لم تستطع فقم في أوَّلها، فصلِّ أرْبَعَ ركَعَات، تقرأُ في الأولى بفاتحة الكتاب، ويس، وفي الثانية بفاتحةِ الكتاب، وحم الدُّخان، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب، وألم تَنْزِيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة ⦗٣٠٠⦘ الكتاب، وتبارك المُفَصَّل، فإذا فَرغْتَ من التشهد فاحمَدِ الله، وأَحسِنِ الثَّناءَ عليه، وَصَلِّ عَليَّ وأَحْسن، وصلِّ على سائر النَبييِّن، واستغفر للمؤمنين والمؤمناتِ، ولإخوَانك الذين سَبَقُوك بالإيمان، ثم قل في آخِر ذلك: اللَّهمَّ ارْحَمني بتَرك المَعاصي أبدا ما أبقَيْتَني، وارْحمني أنْ أَتَكَلَّفَ ما لا يَعنيني، وارْزُقني حُسنَ النَّظَر فيما يُرْضِيكَ عَني، اللَّهمَّ بَدِيعَ السموات والأرض، ذا الجَلالِ والإكرام، والعِزَّة التي لا تُرام، أسألك يا الله، يا رحمنُ، بجلالك ونُور وَجهِك: أَنْ تُلْزِم قلبي حِفظَ كتابك كما علَّمتني، وارزُقني أن أتْلُوَه على النَّحوِ الذي يُرضيك عَنِّي، اللَّهمَّ بديعَ السموات والأرض، ذا الجلال، والإكرام والعِزَّة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمنُ، بجلالك، ونُور وجهك: أن تُنَوِّرَ بكتابك بصري، وأن تُطْلِقَ به لساني، وأن تُفَرِّجَ به عن قلبي، وأَن تَشْرَح به صدري، وأن تَغْسِلَ به بَدَني، فإنه لا يُعينُني على الحق غَيْرُك، ولا يُؤتِنِيه إلا أنتَ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. [يا أبا الحسن] ، تَفْعَل ذلك ثلاثَ جُمَعٍ، أو خَمساً، أو سبعاً، تُجَابُ بإذنِ الله، والذي بعثَني، ما أخطأ مُؤمناً قَطُّ، قال ابن عباسٍ: والله ما لَبثَ عَليٌّ إلا خَمساً، أو سبعاً، حتى جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في ذلك المجلس، فقال: يا رسول الله، كنتُ فيما خَلا، لا آخُذُ إلا أربع آيات [أ] ونحوَها، فإذا ⦗٣٠١⦘ قرأتُهن على نفسي تَفَلَّتْنَ مني، وإِني أتعَلَّم اليومَ أربعين آية، أو نحوَها، فإذا قرأتُها على نفسي، فكأنما كتابُ الله بين عينَيَّ، ولقد كنتُ أسمع الحديثَ، فإذا رَددتهُ على نفسي تَفَلَّتَ، وأنا أسمع اليومَ الأحاديثَ، فإذا تحدَّثتُ بها لم أَخْرِمْ منها حرفاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: مؤمِنٌ وربِّ الكعبة أبا الحسن» أخرجه الترمذي (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(لم أخرم) : أي: لم أترك ولم أدع.


(١) رمز له في الأصل بـ: د، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه.
(٢) رقم (٣٥٦٥) في الدعوات، باب في دعاء الحفظ من حديث أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي، عن سليمان بن عبد الرحمن التيمي الدمشقي قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، أخبرنا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس، وأخرجه أيضاً الحاكم في " المستدرك "، وإسناده جيد، ولكن في متنه غرابة. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم. أقول: وقد أورد الحديث الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " ٢ / ٢١٤ الطبعة المنيرية من رواية الترمذي والحاكم، ثم قال في آخره: طرق أسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جداً. وقال السيوطي في " الآلئ المصنوعة ": وأخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم تركن النفس إلى مثل هذا من الحاكم، فالحديث يقصر عن الحسن، فضلاً عن الصحة، وفي ألفاظه نكارة. وقال الحافظ الذهبي في " تلخيص المستدرك ": هذا حديث منكر شاذ، وقد حيرني والله جودة سنده، وقد ذكر هذا الحديث أيضاً الحافظ الذهبي في " ميزان الاعتدال " في ترجمة سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، أحد رواة هذا الحديث، ثم قال: وهو مع نظافة سنده، حديث منكر جداً، في نفسي منه شيء، فالله أعلم. فلعل سليمان شبه له، وأدخل عليه، كما قال فيه أبو حاتم: لو أن رجلاً وضع له حديثاً لم يفهم. وقال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " عن سليمان هذا: قال يعقوب بن سفيان: كان صحيح الكتاب، إلا أنه كان يحول، فإن وقع فيه شيء فمن النقل.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
موضوع: أخرجه الترمذي (٣٥٧٠) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، فذكراه.
قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم.
وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: حديث منكر شاذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>